هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
طرحت الزيارة المفاجئة للواء الليبي، خليفة حفتر إلى السعودية في هذا التوقيت، تساؤلات حول أهدافها، وما إذا كان الجنرال الليبي يبحث عن داعمين جدد خاصة قبيل انعقاد الملتقى الوطني الجامع الذي سيرسم المشهد السياسي المقبل.
وقام "حفتر" بلقاء العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده في الرياض، لبحث آخر مستجدات الأوضاع على الساحة الليبية، وسط تأكيدات من الجانب السعودي على حرص المملكة على أمن واستقرار ليبيا"، وفق وكالة الأنباء السعودية.
لماذا الآن؟
وتساءل مراقبون حول: توقيت الزيارة والتي جاءت قبيل انعقاد القمة العربية في دولة تونس، وقبل انعقاد الملتقى الوطني الليبي برعاية الأمم المتحدة والذي يتم الحشد له دوليا، كما طرح بعضهم تساؤلا بخصوص مساعي "حفتر" للبحث عن داعمين جدد قبيل الانتخابات المقبلة، وماذا ستقدم له السعودية؟".
"أمر مؤسف"
من جهته، قال عضو مجلس الدولة عن مدينة بنغازي، إبراهيم صهد إنه "لا يجد أي دلالة مقبولة لمستوى الاستقبال الذي لقيه "حفتر" في المملكة العربية السعودية، وأنه "يجب أن يتوقف أشقاؤنا العرب عن دعم الأخير بعد أن تبين حجم الدمار الذي ألحقه مشروعه العسكري ببنغازي ودرنة".
وأضاف في تصريحات لـ"عربي21" "كما تسبب "حفتر" في إسقاط عدد هائل من القتلى والجرحى والسجناء والمفقودين وقام بعرقلة تنفيذ الاستحقاقات الدستورية والسياسية ونهب الثروات الليبية، لذا استمرار الدعم له حتى لو كان معنويا هو أمر مؤسف للغاية وسيزيد من معاناة شعبنا"، حسب وصفه.
"تليين موقف واشنطن"
ورأى الباحث الليبي، علي أبو زيد أن "توجّه حفتر للرياض الآن يأتي في محاولة منه لاختراق مساندة "واشنطن" للسراج وحكومته، ورفضها لتصور حفتر عن المؤسسة العسكرية في حل الأزمة الليبية".
وأوضح لـ"عربي21" أنه "رغم ما تم تداوله حول انخراط السعودية في الأزمة الليبية جاء بطلب أمريكي وهو ما أزعج الإمارات، فإني أرجح أن الأمر بالعكس وأن الإمارات هي التي تسعى لانخراط السعودية كداعم لحفتر حتى تخفف من حدّة الموقف الأمريكي تجاه الأخير"، حسب كلامه.
"دور سعودي في التوافق"
المحلل السياسي الليبي، إسماعيل محيشي أشار إلى أن "السعودية يمكنها النجاح في لعب دور كبير في عملية التوافق الليبي إن كانت لها الرغبة الصادقة في ذلك، لذا أعتقد أنها من طلبت من "حفتر" الحضور للتباحث حول الملتقى الوطني الجامع وكذلك القمة العربية المرتقبة".
اقرأ أيضا : العاهل السعودي يستقبل حفتر بالرياض بدعوة زيارة رسمية
وتابع: "المملكة تستطيع أن يكون لها بصمة في تحقيق التوافق، والزيارة تحمل رسالة بأن الرياض تريد فعلا أن يكون لها دور مهم في هذا التوافق الذي يتجه نحو إنهاء الانقسام السياسي وصولا إلى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية نهاية العام الجاري"، كما قال لـ"عربي21".
"الملتقى الجامع ومخرجاته"
وقال الصحفي الليبي، محمد الشامي إن "الزيارة تصب في صالح تحقيق التوازن ودعم "حفتر" ليكون طرفا قويا في المشهد الحاضر خاصة في ظل قرب انعقاد الملتقى الوطني والذي ربما تضغط السعودية وحلفائها لتكون مخرجات هذا الملتقى تتماشى مع مصالحهم وتطلعاتهم".
وأكد في تصريحه لـ"عربي21" أن "الرياض ليست داعما جديدا لكنه تدعم "حفتر" من البداية بجانب مصر والإمارات، لكنها ليست في الواجهة مثلهم، لكن تظل زيارة إعلامية وزيادة طمأنة للجنرال الليبي ومؤيديه للتأكيد على استمرار وجود داعمين لمشروعه"، حسب تقديراته.
"دور بارز للجيش"
لكن الناشط المقرب من القيادة العامة في الشرق الليبي، فتح الله غيضان أوضح أن "توقيت الزيارة والاجتماع بالمسؤولين السعوديين له أهمية بارزة كونه يأتي قبيل القمة العربية ما يعني تركيز هذه القمة على الملف الليبي من خلال دعم القوات المسلحة وتمكينها من دور بارز في البحث عن مخرج للأزمة الحالية".
وحول طلب الدعم من قبل "حفتر"، قال لـ"عربي21": "هذه الزيارة الهامة من قبل "المشير" تأتي أيضا قبل انعقاد الملتقى الوطني الجامع، وهنا ربما يأمل "المشير" دعم المملكة له وللجيش"، كما قال.
"حشد"
وبدوره، قال الناشط السياسي، أسامة كعبار إن "النظام السعودي فى الوقت الراهن لا يقدم إلا المزيد من الأزمات سواء فى ليبيا أو اليمن أو المغرب وغيره من دول المنطقة، لكن "حفتر" شخصيا يبحث عن دعم سياسي من الرياض على الساحة الدولية وخاصة لدى الولايات المتحدة الأميركية".
وتابع لـ"عربي21": "لكن "حفتر" لا يمكنه له أن يغرد بعيدا عن الإمارات ومصر، أما روسيا فلا تستطيع شيئا غير مساحة إعلامية فقط للتخويف، وعليه فإن الزيارة هدفها الحقيقي حشد المزيد من الدعم"، حسب كلامه.