هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت مجلة "لوبوان" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن ضم إسرائيل لهضبة الجولان، واعتراف ترامب بذلك في تغريدة نشرها مؤخرا.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن اعتراف الرئيس الأمريكي بضم إسرائيل للجولان يخدم مصالح كل من بشار الأسد وإيران وحزب الله. وقد تؤدي تغريدة دونالد ترامب إلى تأجيج الأوضاع في منطقة الشرق الأدنى.
ففي حديثه عن هضبة الجولان السورية التي احتلها الجيش الإسرائيلي سنة 1967 بعد انتصاره على سوريا ومصر والأردن ولبنان إثر حرب الأيام الستة، وضمتها الدولة العبرية سنة 1981، كتب الرئيس الأمريكي أنه "بعد 52 سنة، حان الوقت لاعتراف الولايات المتحدة الكامل بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان التي لها أهمية استراتيجية وأمنية حيوية لدولة إسرائيل والاستقرار الإقليمي".
وأكدت المجلة أنه من خلال اتخاذ هذا القرار، الذي يتعارض مع القانون الدولي، قطع الرئيس الأمريكي مجددا مع مبادئ السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط بعد 15 شهرا من قراره أحادي الجانب القاضي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وبهذه الخطوة، يحقق ترامب إحدى أبرز أمنيات بنيامين نتنياهو ما يشكل دفعة حقيقية لرئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي استجوبه القضاء في ثلاثة تحقيقات بتهمة الفساد وانتهاك الثقة، قبل أسبوعين فقط من موعد الانتخابات الحاسمة.
وأشارت المجلة إلى أن هذه الأراضي لم يعد يسكن فيها سوى 24 ألفا من الدروز السوريين الذين رفض معظمهم بطاقة الهوية الإسرائيلية، علما وأن عدد سكانها كان يبلغ حوالي 150 ألف سوري قبل سنة 1967.
اقرأ أيضا: وزير إسرائيلي: ترمب يوقع الاثنين مرسوم الجولان بحضور نتنياهو
وفي تصريح له في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أفاد فريد السعيد أحمد، مدير منتدى "متسادا" الثقافي وعضو نشط في مجتمع الجولان الدرزي بأن: "نحن سوريون، رغم أننا نحترم الإسرائيليين وثقافتهم" مؤكدا أنه "وفقًا للقانون الدولي، فإن منطقة الجولان سورية وستعاد إلى سوريا في المفاوضات المستقبلية".
وأوضحت المجلة أن الجولان تعتبر أكثر أهمية بالنسبة لإسرائيل لأنها غنية بالمياه. وينبع نهر بانياس، الذي يغذي نهر الأردن، من هذه المنطقة بينما يعبرها نهرا الحاصباني ودان. وأوضحت الملازمة السابقة ساريت زهافي أن أولى أسباب استيلاء إسرائيل على هضبة الجولان متعلق بدواعي أمنية (..) أما ثاني الأسباب فيتمثل في الماء، ذلك أن نهر الأردن يتدفق إلى بحيرة طبريا، وهكذا ستؤدي خسارة الجولان إلى خسارة بحيرة طبريا".
ومنذ نهاية حرب أكتوبر سنة 1973، واستعادة إسرائيل في السنة الموالية لجيب مساحته 500 كيلومتر مربع من سوريا، كانت المنطقة العازلة منزوعة السلاح بين البلدين، الخاضعة لسيطرة قوات الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك، من أكثر الحدود هدوءا في الشرق الأوسط. لكن تغير الوضع مع اندلاع الحرب الأهلية السورية في شهر آذار/ مارس 2011. فقد ظهرت على الجانب الآخر من الحدود الجبهة الجنوبية، وهي تحالف مكون من 55 لواء متمردًا تابعا للجيش السوري الحر.
وذكرت المجلة أن هذه الجبهة تحالفت على إثر ذلك مع جهاديي جبهة فتح الشام، الفرع السوري السابق لتنظيم القاعدة، وألحقت هزائم نكراء بقوات بشار الأسد في محافظتي درعا السورية والقنيطرة. وفي شهر آذار/ مارس 2013، تم اختطاف 21 شخصا من قوات حفظ السلام لعدة أيام على أيدي المتمردين السوريين، مما أدى إلى رحيل ألف جندي من القوات الأممية.
وبينت المجلة أنه بفضل الدعم الثابت للقوات الجوية الروسية والحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني والميليشيات الشيعية الأفغانية والعراقية والباكستانية الميداني، استعاد جيش بشار الأسد سيطرته على كل جنوب سوريا في صيف 2018، مما أجبر باقي الجماعات المتمردة على تسليم أسلحتها.
ونقلت المجلة عن سفير فرنسا السابق في سوريا ميشيل دوكلو قوله إن "إعلان دونالد ترامب يعد هدية مسمومة لبشار الأسد. فمن خلال إحياء جرح فقدان الجولان لدى الرأي العام السوري والعربي، سيعيد بشار الأسد فرض نفسه من جديد بعد أن فقد مصداقيته في نظر هذه الأطراف بسبب القمع في سوريا، ليعود في صورة المقاوم. كما يعزز هذا القرار صورة إسرائيل في دور الطرف الشرير".
اقرأ أيضا: أتلانتك: إعلان ترامب حول الجولان لم يكن وليد اللحظة
وفي تصريح له نقلته الوكالة العربية السورية للأنباء، أشار مصدر في وزارة الخارجية السورية إلى أن تصريحات دونالد ترامب "تؤكد مرة أخرى التحيز الأمريكي الأعمى لصالح الاحتلال الصهيوني"، مضيفا أن "هذه الإعلانات لن تغير حقيقة أن الجولان ستظل عربية وسورية".
وأوردت المجلة أن علم النظام السوري يرفرف من جديد في معبر القنيطرة الحدودي، وهي نقطة العبور الوحيدة بين سوريا وجزء الجولان الذي ضمته إسرائيل، والذي استعاد هدوءه السابق. ووفقا لزهافي، يعتبر هذا الهدوء مخادعا، ففي شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، قالت زهافي إنه "إذا استعدنا سوريا، فهي مصحوبة الآن بإيران وحزب الله"، وأضافت مازحة "بالإضافة إلى العروس، لقد استعدنا الأم وطفلها".
وفي الختام، أفادت المجلة بأنه في بيان صدر يوم 13 آذار/ مارس، أعلن الجيش الإسرائيلي أن حزب الله كان يسعى لإنشاء شبكة عسكرية على أبواب الجولان. وقد يترأس هذه الخلية "التي لم تبدأ النشاط بعد"، اللبناني علي موسى دقدوق، الذي أسره الجيش الأمريكي في العراق سنة 2007 قبل إطلاق سراحه سنة 2012 لعدم كفاية الأدلة. ووفقًا لجيش الدفاع الإسرائيلي، قد تهدف هذه الشبكة إلى تشكيل فرق لمهاجمة إسرائيل إذا وجه لها بذلك.