هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
وصف خبراء ومختصون مخرجات القمة الثلاثية التي شهدتها القاهرة، بين رئيس نظام الانقلاب بمصر، عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني، الملك عبد الله بن الحسين، ورئيس الوزراء العراقي، عادل عبدالمهدي، بأنها لم تأتي بجديد يخص القضايا العربية الساخنة، بما فيهم البند الخاص بفلسطين.
وأكد المختصون لـ "عربي21" أن إلغاء المؤتمر الصحفي الذي كان مقررا عقده في ختام القمة للقادة الثلاثة، والاكتفاء ببيان صحفي تم توزيعه على وسائل الإعلام، يؤكد أنهم فشلوا في التوصل لأهم موضوع مطروح على جدول أعمالهم، وهي قضية عودة سوريا للجامعة العربية.
وكان المتحدث الرسمي للرئاسة المصرية بسام راضي، أعلن أن القمة لن يعقبها مؤتمرا صحفيا، وسيتم الاكتفاء بالبيان الختامي، وهو البيان الذي أكدت فيه الدول الثلاث على أهمية التنسيق المشترك، لاستعادة الاستقرار بالمنطقة، وإيجاد حلول لمجموعة الأزمات التي تواجه البلدان العربية.
وحدد البيان القضية الفلسطينية، باعتبارها الأبرز بين هذه الملفات، مؤكدا دعم القمة لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، بإقامة دولته على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية والمرجعيات المعتمدة.
ولم يوضح البيان تفاصيل النقاشات المتعلقة بالأزمات الموجودة بسوريا وليبيا واليمن، مكتفيا بأن القادة الثلاث، ناقشوا هذه الملفات، معربين عن التطلع لأن تساعد القمة العربية المقبلة، بتونس في استعادة التضامن وتعزيز العمل المشترك في إطار جامعة الدول العربية.
اقرأ أيضا: اجتماع "أمني" بين مصر والعراق والأردن.. وقمة ثلاثية الأحد
يأتي هذا في الوقت الذي استبقت جامعة الدول العربية، القمة الثلاثية، بالتأكيد على أن قمة المقبلة في تونس، ستبحث 20 مشروعا وملفا، ليس من بينها عودة سوريا للجامعة، حسب تصريحات المتحدث باسم جامعة الدول العربية، السفير محمود عفيفي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده ظهر الأحد بمقرها في القاهرة.
وأوضح عفيفي أن موضوع عودة دمشق للجامعة، لن يطرح بشكل رسمي خلال القمة المقبلة، ولكن ربما يصدر قرار حول الجولان في ضوء التطورات الأخيرة، إذا طالبت أحد الدول الأعضاء ذلك.
فشل ثلاثى
من جانبه يؤكد خبير العلاقات الدولية المتابع للقمة الثلاثية أحمد العليوي لـ "عربي 21"، أن إلغاء المؤتمر الصحفي الذي كان مقررا للسيسي وعبد المهدي وعبد الله، يعكس عدم توصلهم لتفاهمات حول القضايا التي تم التباحث حولها، وخاصة القضايا المتعلقة بعودة سوريا للجامعة العربية، وقضية مشروع خط النفط الثلاثي الذي تحاول العراق تشغيله والاستفادة فيه من مصر والأردن.
ويوضح العليوي، أن التسريبات التي سبقت القمة، سواء بعد لقاء السيسي وعبد المهدي، أو بعد اللقاء السداسي لوزراء الخارجية ورؤساء الأجهزة المخابراتية بالدول الثلاث، لا تعكس المخرجات التي تم الإعلان عنها في البيان المشترك، ما يعني أن إلغاء المؤتمر الصحفي، كان متعمدا حتى لا يتم إحراج القادة الثلاث في أهم قضيتين يشغلان بال الشارع العربي الآن وهما، صفقة القرن، وعودة سوريا للجامعة العربية.
ويشير العليوي أن عقد القمة في هذا التوقيت، يثير التساؤلات، خاصة وأنه من الطبيعي أن يلتقي القادة الثلاث بالعاصمة التونسية بعد عدة أيام في القمة العربية، وهو ما يدعم التحليلات التي استبقت قمة القاهرة، بأنها كانت مخصصة لموضوع سوريا على وجه التحديد، خاصة وأن باقي الملفات المطروحة بما فيها خط النفط المشترك، لم يكن بحاجة لاجتماع على مستوى القادة، وإنما على مستوى الخبراء، وبالتأكيد ليس من بينهم رؤساء المخابرات، كما جري يوم السبت.
اقرأ أيضا: ماذا وراء اجتماع وزراء ومدراء مخابرات مصر والأردن والعراق؟
الإرهاب أولا
ويصف الدبلوماسي السابق السفير باهر الدويني لـ "عربي 21" البيان القمة بالفضفاض، لأنه لم يحدد ما تم التوصل إليه، أو ما تم النقاش حوله، ولكن الأجواء تشير لفشل القمة في التوصل لصياغة بعض الأفكار المشتركة، لطرحها على جدول أعمال القمة العربية بتونس، وخاصة عودة سوريا للجامعة العربية.
ويوضح الدويني، أن هذه القمم لا تكون ليست للتشاور، وإنما لاتخاذ قرارات مشتركة في قضايا مشتركة، باعتبارها قمة ثلاثية طارئة، وليست موسمية، كما أن القضايا التي تجمع الدول المشاركة فيها، تكاد تكون مقصورة على اللاجئين السوريين، وعودة سوريا للجامعة العربية، وتطورات الأوضاع في فلسطين، بالإضافة للمشروعات الاقتصادية المشتركة، والتي حددها المسئولون بمشروع خط النفط المشترك.
ويؤكد الباحث المختص بالشؤون العربية سمير حسنين، لـ "عربي21"، أن أبرز ما خرج عن القمة كان متعلقا بتنسيق الجهود لمكافحة الإرهاب، ومواجهة من يدعمه بالتمويل أو التسليح أو توفير الملاذات الآمنة والمنابر الإعلامية، وهو الموضوع الذي يعول عليه السيسي كثيرا، من خلال استخدامه مبررا في مواجهة خصومه السياسيين، وخاصة المناصرين لجماعة الإخوان المسلمين.
ويوضح حسنين، أن النقاط التي جاءت ببيان القمة، كانت للتغطية على فشلها في التوصل لنقاط اتفاق يمكن التضامن الثلاثي بشأنها في قمة تونس، منتقدا عدم تضمينها الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، أو عمليات التهويد التي تجري بالقدس الشريف، رغم أن هذا الملف يعد محل اهتمام مشترك بين الأردن ومصر على وجه التحديد.