هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال مستشرق إسرائيلي إن "إسرائيل تواصل دبلوماسيتها باتجاه القارة الأفريقية في ضوء شبكة المصالح التي قد تحققها من التقارب مع بعض دولها، وآخرها الصومال، في ضوء مواقفها من إسرائيل والقضية الفلسطينية".
وأضاف
موشيه ترديمان في مقاله على منتدى التفكير الإقليمي، وترجمته "عربي21"، أنه "في 15 كانون الثاني/ يناير وقع تفجير بالعاصمة
الكينية نيروبي، قتل فيه عشرون مواطنا بينهم يهودي أمريكي، وخمسة من مخططي الهجوم
المنتمين لمنظمة الشباب التابعة لتنظيم القاعدة في الصومال، وجاء في تبني
المسؤولية عن العملية أنها وقعت احتجاجا على اعتراف الإدارة الأمريكية بالقدس
عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس".
وأوضح ترديمان مؤسس معهد أبحاث الإسلام والمسلمين
في أفريقيا، وباحث زميل في مركز عيزري للدراسات الإيرانية بجامعة حيفا، أن "منظمة
الشباب تتخذ مواقف مناصرة للفلسطينيين ومعادية لإسرائيل بالعادة، وتعلن عن نواياها
بمحاربتها، وطردها من الأماكن المقدسة، والدفاع عن المسجد الأقصى، ما يطرح أسئلة
عن علاقة الصومال بالقضية الفلسطينية، والموقف من إسرائيل".
وشرح
أن "الصومال فيها اليوم دولتان: الصومال وإقليم أرض الصومال، ولكل منهما موقف
مختلف من إسرائيل، مع العلم أن الصومال وموريتانيا هما الدولتان الوحيدتان جنوب خط
الاستواء اللتان لم تقم معهما إسرائيل علاقات دبلوماسية في سنوات الستينات، حين
حظيت معظم الدول الأفريقية بالاستقلال، ومعظم سكانهما مسلمون، وتمران بتأثيرات
عربية واضحة".
وأشار إلى أنه "في عام 1967 تم طرد اليهود من الصومال عقب تلك الحرب، وبقيت الصومال من
الدول الأفريقية التي اتبعت سياسة معادية لإسرائيل ومؤيدة للفلسطينيين في الساحة
الدولية والمنتديات العالمية، حتى أن الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماغو رفض
لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته كينيا في 2017، ما جعله
يحظى بمباركة حركة حماس، كما يوجد سفير فلسطيني في مقديشو".
وأوضح
أن "الحكومة الفدرالية في الصومال معنية بعلاقات مع إسرائيل لخبرتها بمحاربة الجماعات
المسلحة وإعادة الإعمار. وفي نيسان/ أبريل 2016، تحدثت الصحافة الإسرائيلية والصومالية عن
لقاء نتنياهو والرئيس الصومالي السابق حسن شيخ محمد في نيروبي، وفي وقت لاحق نفت الخارجية
الصومالية ذلك، وفي 2017 نشر رجال الدين المسلمون الصوماليون استنكارات لوضع إسرائيل
البوابات الإلكترونية في المسجد الأقصى".
واستدرك
بالقول إن "إقليم أرض الصومال يعدّ حالة مختلفة كليا، فقد دعا لإقامة علاقات
دبلوماسية مع إسرائيل، كي يحظى باعترافها به دولة مستقلة، ونشر مقال يوم 22 تشرين الثاني/ نوفمبر
2018 على موقع في ذلك الإقليم، جاء فيه أن إسرائيل وإقليم أرض الصومال شريكتان في المصير ذاته، وآن أوان إقامة علاقات دبلوماسية ثنائية متبادلة، وكما أن إسرائيل تواجه
أعداء كثر لا يعترفون بها، فإن الإقليم يواجه المشكلة ذاتها".
وأوضح
المقال أن "البلدين لديهما قواسم مشتركة عديدة، فقد كان يحكمهما الانتداب
البريطاني، ومعظم الدول العربية تناصبهما العداء، والأمر لا يقتصر على النخبة
الحاكمة فقط، بل إن النخب الأكاديمية والإعلامية ورجال الأعمال والمجتمع المدني
يدعمون إقامة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل".
وأكد أنه "منذ كانون الثاني/ يناير 2016، عقب قطع عدد من الدول العربية لعلاقاتها مع إيران، مثل السعودية والصومال جيبوتي والسودان، وعقب الدفء في العلاقات السعودية الإسرائيلية تحاول إسرائيل استعادة تلك العلاقات مع الدول المذكورة؛ تمهيدا لإقامة علاقات دبلوماسية كاملة".
وأشار إلى أن "المصالح الإسرائيلية من إقامة العلاقات مع الصومال وسواها من الدول
الأفريقية واضحة، وعلى رأسها تغيير موجة التصويت في المؤسسات الدولية لصالحها، وتمهيد
الطريق أمامها للحصول على مقعد مراقب في الاتحاد الأفريقي، وتوسيع رقعة التجارة
بين إسرائيل والقارة الأفريقية، والتفوق على النفوذ والتأثير الإيراني في القارة، وتقديم
الدعم لدولها في مجالات الزراعة والأمن".
وأضاف
أن "من المصالح الإسرائيلية مع الصومال وباقي الدول الأفريقية تأسيس موطئ قدم
لها في خليج عدن والبحر الأحمر، في ضوء الحرب الأهلية الجارية في اليمن، والمخاطر المحدقة
على طرق الملاحة الدولية، لكن إسرائيل لا تريد أن تكون الدولة الأولى في العالم
التي تعترف بإقليم أرض الصومال، ولذلك فإن فرص إقامة علاقات دبلوماسية معها
مستبعدة جدا، وقد تكتفي بالعلاقات التجارية المتبادلة".
وختم
بالقول إن "مسألة العلاقات مع الصومال أكثر تعقيدا، لأن الرئيس الصومالي
الحالي قريب من محور قطر وتركيا، والموقف الرسمي معاد لإسرائيل، ومتعاطف مع الفلسطينيين،
الأمر الذي يجعل من إقامة العلاقات مع إسرائيل غير وارد في هذه المرحلة".