أنظر بانبهار للسيرة الذاتية للرئيس الاستثنائي خوسيه موخيكا، وتدور في خلدي الأسئلة، عن هذا الرجل المُذهل في فرادته من بين الرؤساء؟ أتأمل متفكرا:
ترى هل هذا الرجل من عالمنا؟ هل كان يعي خطورة ما كان يفعله على بساطته الظاهرة وفعله الكبير؟ وعشرات من الأسئلة الأخرى عن تواضع هذا الرجل الفائق المُثير للدهشة.
قبل أن يتولى خوسيه موخيكا رئاسة الأوروغوي، كان قد قضى 13 عاما معتقلا في زنزانة انفرادية، وعندما خرج من المعتقل عاد مرة أخرى لمعترك الحياة السياسية، مناضلا، مُظهرا حزما قويا، بقدر ما يُظهر من تواضع ومرونة يُحسد عليها، وهذا ما ضاعف من شعبيته التي دفعته للصفوف الأولى لتولي رئاسة الأوروغوي.
لم يُبهر هذا الرجل بالسلطة، بل على العكس، أخذ عدة إجراءات مُثيرة للدهشة والإعجاب.. لقد تخلى عن القصر الرئاسي المهيب، وأوصى بأن يصبح متحفا، وعاش في بيته المتواضع في مزرعة كان يمتلكها على أطراف المدينة. رفض سيارة
الرئاسة الفارهة، مُحتفظا بسيارته البيتلز المتواضعة من موديل السبعينيات. بل أكثر من هذا، أنه تنازل عن الجزء الأكبر من راتبه الشهري، واكتفى بـ 400 دولار في الشهر.
مقابل هذا، انكمش معدل البطالة في فترة رئاسته إلى حد كبير، وارتفع الدخل الفردي بالتوازي مع النمو الاقتصادي الذي يسير بالتوازي مع التنمية الاقتصادية.
لقد ترك خوسيه الرئاسة بعد انتهاء فترته الرئاسية والشعب ينادي: "ابقَ.. ابقَ".
فشتان ما بين شعب ينادي "ارحل.. ارحل"، وبين شعب ينادي "ابق.. ابق".
ترى هل نسمع تلك الكلمة في مجتمعات العالم الثالث؟ .. أرجو أن نسمعها قريبا.