هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يستدل من فحص أجرته "عربي21" بمعاونة خبير في الأسلحة الخفيفة، أن الإرهابي مرتكب مجزرة المسجدين في نيوزيلندا الجمعة، استخدم في هجومه مجموعة من البنادق، بلغ عددها خمسة، من طرازين مختلفين، معتمدا على واحدة منها بشكل أساسي، وهي بندقية أمريكية الصنع واسعة الانتشار.
وقتل 50 من المسلمين خلال صلاة الجمعة في اعتداءين على مسجدين في مدينة "كرايست تشيرتش" النيوزيلندية الجمعة، نفذهما أسترالي يميني متطرف يدعى برينتون تارانت.
وعمد المهاجم إلى استخدم البندقية الأمريكية "إيه آر-15"، وكان بحوزته نسختان منها وقت الهجوم، فيما استخدم ثلاث بنادق أخرى من طراز "موسبيرغ 590" أمريكية الصنع.
وبندقية "موسبيرغ 590" مخصصة للصيد، وهي من عيار "12 ملم"، لكنها تستخدم في الحماية الشخصية، وتستخدمها قوات الشرطة أيضا في الدعم والاشتباكات القريبة.
ويحتوي مخزن البندقية الداخلي الذي يلقم يدويا على ثماني طلقات، ما يعني أن المهاجم كان قد وضع على الأرجح طلقة إضافية في حجرة النار الداخلية، إذ يتضح أنه أطلق تسع طلقات من هذه البندقية، قبل أن يلقيها جانبا بعد نفاد ذخيرتها، ليشرع مجددا بإطلاق النار صوب المصلين من البندقية النصف آلية "إيه آر-15" التي تعتبر من البنادق الدقيقة، وسهلة الاستخدام، ولا تخضع لشروط معقدة عند شرائها، وتصنف على أنها بندقية مدنية وعسكرية في آن معا، وتعمل بنظام نصف آلي (طلقات فردية)، وتطلق رصاصا من عيار "5.56".
وترتبط هذه البندقية بعديد الجرائم التي ارتكبت على مدار سنوات سابقة في الولايات المتحدة الأمريكية، كونها منتشرة بكثرة، ويتاح للأمريكيين شراؤها دون شروط معقدة.
ويتضح من الفيديو المباشر الذي بثه الإرهابي، وتعتذر "عربي21" عن نشره لفظاعة المشاهد الدموية فيه، أنه نزل من سيارته وبحوزته بندقية من طراز "إيه آر-15"، مثبتة بحزام إلى كتفه، ومن ثم توجه إلى مؤخرة السيارة، ليفتح حقيبتها مستلا منها بندقية من طراز "موسبيرغ 590"، فيما بقيت ثلاث بنادق أخرى في السيارة، استخدم الإرهابي إحداها لاحقا.
ويبدو أن بندقية "إيه آر- 15" التي استخدمها الإرهابي، كانت محشوة بمخزن كبير مزدوج، يحتوي على نحو 60 رصاصة، وهو ما يبرر استمراره بإطلاق النار دون توقف لفترة كبيرة نسبيا من الزمن، قبل أن يضطر إلى استخدام مخازن عادية كانت بحوزته يحتوى كل واحد منها على 30 رصاصة.
وتثير البندقية "إيه آر-"15" الجدل في الأوساط الغربية، خاصة الأمريكية، لارتباطها بجرائم عديدة نفذها مهاجمون على مدار السنوات القليلة الماضية.
وكانت صحيفة" الإندنبدنت "البريطانية، قد سلطت في تقرير لها قبل نحو عام، الضوء على البندقية التي تعرف بين عشاقها بـ"البندقية السوداء"، بعد أن جرى استخدامها في هجوم نفذه مسلح بمدرسة "مارغوري ستونمان داغلاس" شمال ميامي الأمريكية مطلع العام الماضي، وراح ضحيته 17 من الطلبة.
و"البندقية السوداء" نصف أوتوماتيكية، يمكن شراؤها بسهولة كبيرة من المتاجر الأمريكية، وباتت الخيار المفضل لملايين الأمريكيين المولعين بالأسلحة لسهولة استخدامها، لكنها منذ سنوات، أصبحت أيضا الخيار المفضل لمرتكبي جرائم القتل الجماعي.
ويبلغ ثمن البندقية نحو 500 دولار أمريكي، وتطلق رصاصة واحدة مع كل ضغطة على الزناد، لكن يمكن تعديلها لتطلق الرصاص بشكل أوتوماتيكي.
اقرأ أيضا: موقع نيوزيلندي يكشف مكان تدريب الإرهابي برينتون (شاهد)
ويؤكد الجراح في مركز العلوم الصحية بجامعة تكساس، دونالد جينكينز أن رصاصة البندقية القاتلة إذا أصابت الكبد على سبيل المثال، فإنها تفتته وتحيله إلى كتلة هلامية، كما أن رصاصة البندقية تحدث ثقبا كبيرا في موقع اختراقها للجسد يماثل حجم برتقالة، بحسب موقع wired.
ويضيف الجراح، أن الرصاصة المندفعة بقوة في البندقية تحدث تهتكا كبيرا ومفاجئا حتى في الأنسجة البشرية المحيطة بموقع الاختراق، مثل الموجات التي يحدثها أي اهتزاز في المياه، وهذا التأثير العريض للرصاصة يجعل انفجار الشرايين القريبة من موقع الإصابة كبيرا، وغالبا ما تحدث الوفاة في وقت سريع بسبب نزيف دموي هائل، ما يفسر العدد الكبير من الضحايا في هجوم المسجدين بنيوزيلندا.