هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب إسرائيلي إن "الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بدأ مؤخرا بإعادة ترميم الآثار اليهودية في بلاده، منها الكنس والمواقع الدينية، وأبدى استعداده لبناء مبان جديدة، ويرى بذلك بوابة لتشجيع السياحة الخارجية من جهة، وعاملا إضافيا لتطوير علاقاته مع الولايات المتحدة وإسرائيل".
وأضاف
مردخاي غولدمان في مقاله بموقع "يسرائيل بلاس"، وترجمته "عربي21"، أنه "في 26 آذار/ مارس، تمر الذكرى السنوية الأربعون لاتفاق كامب ديفيد للسلام بين
مصر وإسرائيل، وليس من المتوقع أن تشهد القاهرة وتل أبيب احتفالات ابتهاجا بهذه
الذكرى، لكن الولايات المتحدة تنوي القيام بذلك، عبر منح الكونغرس الميدالية
الذهبية والوسام الرئاسي الأعلى لأرملة الرئيس المصري الراحل أنور السادات".
وأوضح
أن "هذا التكريم للسادات، لأنه الزعيم المصري الأول الذي اعترف بإسرائيل،
ووقع في حديقة البيت الأبيض على اتفاق السلام مع رئيس الحكومة الإسرائيلية مناحيم
بيغن".
وأشار
غولدمان، الصحفي اليهودي المتدين، ويعمل في السنوات الأخيرة محللا سياسيا وعسكريا
في عدة مجلات دينية، وينشط في المؤسسات الدينية اليهودية، إلى أنه "في نهاية
الشهر الجاري زار مصر وفد كبير من رجال الأعمال والمستثمرين الإسرائيليين والأمريكيين،
والتقوا مع السيسي، من أجل دعوته لحضور هذا التكريم في واشنطن في أيلول/ سبتمبر القادم".
وأضاف
أن "السيسي فاجأ الحضور، وأبلغهم برغبته إحياء الجالية اليهودية في مصر، وإعادة
بناء الكنس اليهودية والمؤسسات التابعة للجالية، وتقديم تمويل لإعادة ترميم
المقابر اليهودية في دولة يعاني مواطنوها من إهمال متواصل".
عيزرا
فريدلنادر الذي قاد حملة في الكونغرس منذ ثلاث سنوات لمنح جيهان السادات الميدالية
الذهبية، وترأس الوفد الذي زار السيسي، قال إن "الأخير كان ودودا معنا، وأبدى
انفتاحا مثيرا للدهشة، وطرحنا معه موضوع المقابر اليهودية في مصر، خاصة بمنطقة ربع
البساتين المهملة لسنوات طويلة، واقترحنا عليه تقديم تمويل لإعادة ترميمها، لكنه
نهرنا بسرعة وقال: هذه مسؤوليتنا، نحن من سيقوم بذلك".
وأشار إلى أن "هذه المقبرة اليهودية تعود إلى القرن التاسع، وفوجئ المصريون في اليوم التالي
من تصريحات السيسي بوصول الجرافات للمكان، والبدء بأعمال التنظيف، وأصدرت
الجالية اليهودية القليلة في عددها بيانا جاء فيه أن الحكومة المصرية بدأت بتنظيف
المقبرة، وطرد التجمعات السكنية الفقيرة من جوارها من جزئها الشرقي، فشكرا لها لأنها
تدافع عن الإرث اليهودي".
منظمات
يهودية حول العالم باركت خطوة السيسي، بينها اللجنة اليهودية الأمريكية AJC، التي دعت منذ زمن
طويل للاهتمام بالمقبرة المهجورة.
الحاخام
أندرو بيكر من إدارة اللجنة قال إن "التزام مصر بالمحافظة على المواقع
اليهودية ذو أهمية كبيرة بالنسبة لنا، هذا القرار يضاف لقرارات سابقة للسيسي
لترميم المواقع اليهودية، كما حصل قبل ثلاثة أشهر حين خصصت مصر 71 مليون دولار
لترميم كنيس يهودي ومواقع تراثية يهودية، وقبل عام قررت القاهرة ترميم كنيس النبي
إلياهو في الإسكندرية المبني عام 1848".
روت
فيسرمان-ليندا، دبلوماسية سابقة في السفارة الإسرائيلية بالقاهرة بين عامي
2003-2006، قالت إن "السيسي يرى في ترميم المواقع اليهودية مصلحة مصرية، وفرصة
لزيادة السياحة العالمية لمصر، وعلاقتها الإيجابية تجاه الأقليات".
الشاعرة
والأديبة الإسرائيلية عيدة أهروني، 85 عاما، من مواليد مصر والباحثة في شؤون الجاليات
اليهودية، قالت إنها "مقتنعة بأن الدافع المركزي للسيسي هو تعزيز السياحة،
لأن مصر فيها الكثير من الآثار اليهودية".
أما
تشيلي تشيرني، أرملة رجل الأعمال ليئون تشيرني الذي ساهم بتحقيق اتفاق كامب ديفيد
بين مصر وإسرائيل، وتعمل اليوم لتعزيز مفاهيم السلام بين الفتيان الفلسطينيين والإسرائيليين،
تقول إنها "أبدت إعجابا باهتمام السيسي بالآثار المصرية، وهو يعتبرها صفحة
جديدة لتطوير علاقات البلدين، السيسي يسعى لذلك، لكنه ينتظر الفرصة المناسبة
لتحقيقه".
وأشار إلى أن "المنظمات اليهودية تريد تطوير المصالح اليهودية في مصر، والسيسي يحتاج للاعتراف
الدولي بقيادته، وتحسين علاقاته مع واشنطن، لقد تجولنا في القاهرة باللباس اليهودي،
وشعرنا وسواي من اليهود بالراحة في مصر".
وختم
بالقول إنه "رغم أن التطبيع في علاقات مصر وإسرائيل ما زال بعيدا، لكن هناك
تغيرا ملموسا بعكس أنظمة مصرية سابقة، السيسي لا يحمل كراهية لإسرائيل، صحيح أن
مبارك حظي بعلاقات إستراتيجية مع إسرائيل، لكنه لم يرغب بإثارة غضب الشارع المصري
ضده بسببها".