هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "الغارديان" مقالا لوليد الهذلول، شقيق الناشطة السعودية المعتقلة في السجن لجين الهذلول، تحت عنوان "أختي في السجن السعودي وجريمتها؟ المطالبة بحقوق المرأة".
ويبدأ الهذلول، الذي يطالب بالإفراج عن أخته، مقاله بالقول: "في يوم المرأة العالمي نحتفل بالكثير من الإنجازات التي حققتها المرأة، والوقوف مطالبة بالحقوق المتساوية، وهناك الكثير من الناس يشجبون الظلم وينضمون للكفاح من أجل المساواة".
ويقول الكاتب: "اختي لجين هي واحدة من الناشطات الجريئات لكنها اليوم في السجن، وكرست حياتها للحصول على الحقوق الأساسية للمرأة في بلدنا السعودية، وركزت تحديدا على قيادة المرأة للسيارة والعنف المنزلي، وبدلا من المشاركة في مسيرات المرأة في يومها العالمي، فهي سجينة وقضت الأشهر العشرة الماضية في معتقل سعودي، وأخبرتنا أنها تعرضت للتعذيب والتحرش الجنسي".
ويتساءل الهذلول في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، قائلا: "كيف سنحقق المساواة للمرأة عندما نسمح بموت المدافعات عنها في السجن؟ وهذا يرسل رسالة للنساء حول العالم أننا لن نكون معها لحمايتها عندما تتجرأ مثل أختي وتطالب بالحقوق علانية، وسيقود هذا إلى بقاء النساء الأكثر عرضة للخطر صامتات".
ويقول الكاتب: "بقيت ولسنوات طويلة جاهلا بحال المرأة في بلدي لأنني اعتقدت أنها تعامل بالطريقة ذاتها التي تعامل فيها عائلتي شقيقاتي وأمي"، مشيرا إلى أن أخته كانت مهتمة بموضوع المرأة التي تتعرض للعنف المنزلي لدرجة أنها كانت تخطط لفتح ملجأ لها، لكنها اعتقلت.
ويشير الهذلول إلى أن منظمتي "أمنستي إنترناشونال" و"هيومان رايتس ووتش" طالبتا بالإفراج عنها، فيما أصدر البرلمان البريطاني والكونغرس الأمريكي قرارات تطالب الحكومة السعودية بالرد عليها، وحث البرلمان الأوروبي السعودية للإفراج عن النساء المعتقلات.
ويلفت الكاتب إلى أن عددا كبيرا من الوسائل الإعلامية نشرت تقارير عن لجين، إلا أن الحكومة السعودية تواصل إنكار الاتهامات عن اعتقال الناشطات بطريقة غير قانونية والتعذيب، و"هذا الإنكار يعني الاستمرار في التركيز على قصة لجين".
ويقول الهذلول: "كان هذا العام كابوسا لعائلتي، ففي اليوم ذاته الذي اعتقلت فيه شقيقتي داهمت الشرطة بيت عائلتي دون أمر تفتيش، وأخذوا لجين ولم نعرف عنها لمدة شهر ولا أين اعتقلت، ولم يعطنا أحد أي جواب عن مكانها".
ويضيف الكاتب أن "الأمور أصبحت أسوأ منذ ذلك الوقت، وأخبرتنا لجين أنها تعرضت للتعذيب والصعق الكهربائي والتحرش الجنسي، واعتدى عليها المحققون الذين حاولوا نزع ملابسها وشتموها قائلين إنها عاهرة، ووجد أحد المحققين جالسا إلى جانب فخذها وهي نائمة".
ويفيد الهذلول بأن العائلة علمت في زيارة لها قبل فترة أن السجانين أخذوها إلى محلل نفسي لمساعدتها على التعافي من التعذيب الذي عانته، وأغمي عليها عندما بدأت تتحدث عن الصدمة التي عانت منها، وقالت في الزيارة الثانية للمحلل النفسي، إن السجانين أخذوها وهي معصوبة العينيين ومثبته على الكرسي.
وينوه الكاتب إلى أن "الحكومة السعودية تزعم أن الحديث عن التعذيب لا أساس له، لكنها لا تستطيع تقديم أدلة عن عدم حدوثه؛ لأنها لم تسمح لأطراف مستقلة بزيارة السجن، وتزعم أيضا أنها تقوم بإصلاح البلاد، وتحاول بناء أمة منفتحة تستقبل كبار الموسيقيين والحفلات الغنائية، وتستخدم عارضات الأزياء في إعلانات السياحة، لكن كيف نزعم أننا منفتحون على العالم عندما لا نحترم الحقوق الإنسانية الأساسية؟".
اقرا أيضا : أساتذة في السوربون يرشحون السعودية لجين لجائزة نوبل للسلام
ويقول الهذلول: "شعرت بالارتباك في الشهر الماضي، عندما أعلنت السعودية عن تعيين ريما بن بندر أول سفيرة سعودية في الولايات المتحدة، فهل كان الغرض تحقيق إصلاح للمرأة وتقويتها؟ فعندما أنظر وأرى الكثير من داعيات حقوق المرأة قابعات في السجن فلا يمكن تصديق هذا الأمر، ولو أرادت البلاد الإصلاح فيجب الإفراج عن شقيقتي".
ويبين الكاتب أنه "عوضا عن ذلك فهي لا تزال معتقلة منذ أكثر من عام، دون توجيه اتهامات لها، وأعلن النائب العام قبل فترة عن تقديم لجين والنساء المحتجزات للمحكمة، بتهم تتعلق بزعزعة الاستقرار الوطني والتعامل مع كيانات أجنبية، وحدث هذا بعدما أجبرت لجين على التوقيع على طلب عفو ملكي للإفراج عنها".
ويتساءل شقيقها: "كيف حاولت زعزعة استقرار الأمن القومي، ومن هذه الكيانات الأجنبية؟ فالذنب الوحيد الذي ارتكبته شقيقتي هو حماية المرأة".
ويختم وليد الهذلول مقاله بالقول: "في يوم المرأة العالمي نحن بحاجة للحديث عن لجين وبقية الناشطات اللاتي دفعن الثمن الباهظ للدفاع عن حق المساواة للمرأة، ولإظهار قوة الناشطات عندما يقفن معا، إنه يوم لتحويل الكلام إلى أفعال، قفوا مع لجين لأن الوقوف معها يعني التقدم خطوة نحو المساواة".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)