هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شددت أسرة الشاب أبو القاسم أحمد علي يوسف، الطالب بكلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة، الذي أعدمته السلطات المصرية الشهر الماضي أن إعدامه لا يعني تورطه في ما يسمى بقضية "اغتيال النائب العام".
وأكدت الأسرة في حديث لـ"عربي21" أن "أبي
القاسم كان أبعد ما يكون عن انتهاج العنف طريقا، ولا يعرف للانتقام سبيلا، خاصة
أنه كان يعمل على أن يكون داعية إسلاميا، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وكان يؤمن
بأن الدين النصيحة، ولم يتهم أو يتورط في أي قضايا عنف سابقة".
ونفذت مصلحة السجون المصرية حكم الإعدام شنقا بحق 9 من معارضي الانقلاب في قضية "اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات"، وذلك بعد استنفاد جميع
درجات التقاضي.
كما نفذت السلطات الحكم داخل سجن استئناف القاهرة بحق
كل من: أبو القاسم أحمد وعبد الرحمن
سليمان وأحمد طه وهدان وأحمد جمال حجازي ومحمود الأحمدي وأبو بكر السيد وأحمد محمد
وأحمد محروس سيد وإسلام محمد.
اقرأ أيضا: استمرار وقفات التنديد بإعدامات مصر.. آخرها في نيويورك
وكانت محكمة النقض قد قضت في 25 تشرين ثاني/نوفمبر
2018، بتأييد حكم الإعدام على 9 متهمين في القضية، كما قضت بتخفيف حكم الإعدام على
6 متهمين إلى السجن المؤبد، ورفضت الطعون المقدمة منهم.
وكانت محكمة "جنايات القاهرة" برئاسة
المستشار حسن فريد، هي من أصدرت حكما بإعدام 28 شخصا في 22 تموز/ يوليو 2017،
بدعوى إدانتهم في اغتيال النائب العام، وعاقب 15 متهما بالسجن المؤبد، و8 متهمين
بالسجن المشدد 15 سنة، و15 متهما بالسجن المشدد 10 سنوات، وانقضاء الدعوى الجنائية
عن القيادي الإخواني محمد كمال الذي قتلته قوات الأمن قبل الفصل بالدعوى.
تهمته
وقالت أسرة أبي القاسم لـ"عربي21" إنه كان
طالب بالفرقة الرابعة بكلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة، قبل أن تفصله إدارة
الجامعة، واتهم في التحقيقات بشراء سيارة لوضع العبوة المتفجرة بداخلها.
يشار إلى أن خمسة شباب ممن نفذ بحقهم حكم الإعدام
كانوا طلابا في جامعة الأزهر، في كليات اللغات والترجمة والتربية والدعوة
الإسلامية والهندسة والعلوم، وقررت الجامعة فصلهم بعد إعلان اتهامهم في
القضية في آذار/ مارس 2016.
وكانت وزارة الداخلية المصرية نشرت تسجيلا مصورا،
زعمت فيه أن المتهمين اعترفوا بتخطيطهم ومساعدتهم وارتكابهم عملية الاغتيال، وسط
تشكيك من ذويهم ومحاميهم ومنظمات حقوق الإنسان.
وفي أعقاب ذلك، نقلت صفحة 6 إبريل عن المتهمين
تعرضهم للتعذيب الشديد، والضرب المبرح من أجل الاعتراف بالتخطيط وارتكاب الجريمة.
وصية أبو القاسم
وكشفت أسرة أبو القاسم، أنه "كان مقبلا على الموت كما
لو كان مقبلا على الحياة، راضيا بما قسمه الله له، وأن وصيته لهم كانت بعدم الحزن
والجزع عليه، وأن يكون الصبر والرضى والذكر والقرآن مؤنسا لكل الأسرة والأهل
والأصدقاء".
وأضافت أن "أبي القاسم لم يندم على طريق سلكه
قط، وهو ما أكده في وصيته الأخيرة، وأنه ليس بعد الموت موت بل هي حياة وأي حياة،
وكان له في رسول الله أسوة حسنة".
وتابعت "لقد اختتم وصيته لنا بتقوى الله في السر
والعلن، وأن تسري فينا مع أنفسنا ودمائنا، فمن جعل بينه وبين محارم الله
وقاية وقاه الله عذاب النار".
وتابعت أنه "كان إنسانا طموحا في حياته ودراسته، وكان
يشهد له الجميع بحسن أخلاقه، ودماثته وبساطته، ولم يكن غليظا أو متشددا أو حتى
متصلبا في رأيه أو في معتقده، وكان يعتقد ويؤمن بالخلاف والاختلاف؛ لأنها سنة
الكون وطبيعة الحياة".
أخلاقه ومواهبه
وبشأن علاقته بالآخرين، أكدت أسرة أبو القاسم أنه "كان
في خدمة الناس، وكان يفكر في غيره قبل نفسه، وإنسان بمعنى الكلمة، ولا نزكي على
الله أحدا، والحمد لله نحسبه عند الله، كان متواضعا جدا، قريب إلى قلوب كل من
يعرفه من الأهل والأصدقاء والأقارب".
اقرأ أيضا: "قضاة تونس" يعلنون رفضهم لأحكام الإعدام الجماعية بمصر
وأكدت أسرته أنها "لم تتمكن من رؤيته قبل تنفيذ
الحكم الجائر بحقه هو ومن معه من الشباب الثمانية مطلقا، ولم يكن لديهم علم بموعد
تنفيذه، كما أنهم لم يتوقعوا تنفيذ الحكم بحقهم، وأن الأمر لن يقضى بهذه السرعة
بعد تأييد الحكم ضدهم الذي كان بمثابة الصدمة للجميع".
وشددوا على أن "جميع المناشدات لأهل المحكوم
عليهم من قبل ذويهم ومحاميهم والمنظمات الحقوقية والمعنية بالحقوق والحريات من أجل
عدم تنفيذ الحكم ذهبت سدى، ولم يحصلوا على تطمين واحد في هذا الشأن، ورغم ذلك لم
يساورهم شك في عدم تنفيذ الحكم".
مضايقات الأمن
وكشفت الأسرة أنهم "تعرضوا إلى
الكثير من المضايقات الأمنية عند استلام الجثة، وأن عناصر الأمن الوطني، حاولوا
منع أهله وذويه وأقاربه من الصلاة عليه، ولكن الحمدلله تمكن الجميع من الصلاة
عليه، ولكنهم منعوا جثمانه من دخول المنزل وتمت الصلاة عليه في
المقابر".
واختتمت أسرته حديثها بالقول إن "أبا القاسم كان يعيش
من أجل رسالة الدين وتعاليم الإسلام، وكان حلمه أن يكون من محرري المسجد الأقصى في
فلسطين، حتى أنه في الوصية ذكر أنه كان يريد أن يموت على أبواب المسجد في سبيل
الله، ونحمد الله أن رزقه الشهادة في سبيله".