هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تابع الإسرائيليون استقالة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، والأسباب التي كمنت خلفها، وكيفية تأثيرها على السياسة الخارجية الإيرانية، ومفاوضات الملف النووي بشكل خاص.
الجنرال عاموس يادلين الرئيس السابق لجهاز
الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، قال إن "الضجة التي ثارت
حول استقالة ظريف، ثم عودته عنها تعود إلى عدم دعوته للقاء المرشد علي خامنئي مع
الرئيس السوري بشار الأسد الذي زار طهران، ما شكل القشة التي قصمت ظهر البعير".
وأضاف في مقابلة مع صحيفة معاريف، ترجمتها
"عربي21" أن "استقالة ظريف تسبب بانتقادات داخل الشارع الإيراني،
فيما لقيت تأييد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مع العلم أن ظريف
دبلوماسي فوق العادة، ويا ليت كان بإمكان إسرائيل أن تستأجره وزيرا لخارجيتها، لكن
لأن من يقرر السياسة الخارجية الإيرانية هو خامنئي، فليس في الاستقالة أمر خارق للعادة".
وأكد أن "ظريف تضرر على الصعيد الشخصي من حقيقة
عدم دعوته كوزير للخارجية لحضور لقاء الأسد مع خامنئي، ما تسبب بوصول غضبه إلى
ذروته".
وختم بالقول إن "ظريف اعتقد أن الاتفاق النووي
سينقذ إيران، وفور وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة الأمريكية،
وإعلان انسحابه من الاتفاق، فقد اجتهد ظريف في إبقائه، لكنه شعر في النهاية أنه لا
مناص، ولذلك غادر وزارة الخارجية".
اقرأ أيضا: ظريف يتراجع عن استقالته ويجري اتصالا مع وليد المعلم
يونا جيرمي بوب كتب في صحيفة معاريف أن "استقالة ظريف قد تشكل الخطوة الأخيرة قبل انسحاب إيران من الاتفاق النووي الموقع منذ 2015، وربما تعتبر الاستقالة نقطة تحول واضحة في الموقف الإيراني".
وأضافت في مقال ترجمته "عربي21" أنه
"سواء قبلت استقالة ظريف من الرئيس الإيراني حسن روحاني، أم رفضت، فإنها ستشكل نقطة تحول مفصلية، لأن ظريف يشكل الوجه الايجابي لإيران أمام المجتمع الدولي
في مباحثات الاتفاق النووي منذ العام 2015".
وأشارت إلى أن "ظريف دافع عن هذا الاتفاق أمام
التيار المتطرف في الدولة الإيرانية خلال السنوات الماضية، لكن دفاعه تراجع وأصابه
الضعف بعد الانسحاب الأمريكي منه في مايو 2018، وزادت صعوبات مهمته حين فرضت
الولايات المتحدة عقوبات على بلاده في أغسطس، بما فيها العقوبات النفطية الكاملة
في نوفمبر".
وأكدت أنه "يمكن تقييم الرؤية الإيرانية
لاستقالة ظريف على أنها قد تشكل لعبة من روحاني للضغط على المحافظين بالاستمرار في
الاتفاق النووي، رغم كل العقبات التي تعترض إتمامه، وفي الوقت ذاته قد تمنح
استقالة ظريف المتطرفين الإيرانيين سيطرة أكثر على المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي
حول الاتفاق، ويمنحهم إمكانية توجيه تهديدات بصورة مباشرة على نظرائهم المفاوضين
بغرض تحقيق تنازلات أكثر".
وختمت بالقول إنه "بغض النظر عن استقالة ظريف،
قبولها أو رفضها، فإنها تقرب أكثر مسافة دخول إيران في مواجهة دولية حول الملف
النووي، وتجعله أكثر تعقيدا".
اقرأ أيضا: الأسد يدعو ظريف لزيارة دمشق بعد تراجعه عن الاستقاله
يوسي منشاروف، الباحث بمعهد القدس للدراسات الاستراتيجية،
ومركز عيزري لأبحاث إيران بجامعة حيفا، قال إن "استقالة ظريف لم تنزل كرعد في
يوم صاف، بل تعبر عن طبيعة التطورات الحاصلة داخل النظام الإيراني حول قانون فرض
الرقابة الدولية على غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، حيث يدعم روحاني وظريف تطبيق
القانون، في حين أن الحرس الثوري الإيراني، وعلى رأسه فيلق القدس يعارضه، ويطالب
بوقف تطبيقه".
وأضاف منشاروف، في مقاله بصحيفة إسرائيل اليوم، وترجمته "عربي21" أن "الأشهر الأخيرة شهدت محاولة ظريف المنشغل بالملف النووي أن يدفع بإيران نحو سياسة براغماتية أكثر، لكن الخلاف في وجهات النظر بينه وبين معسكر خامنئي أخذت مساحات أوسع، ومفردات أقسى".
وختم بالقول إن "تبرير استقالة ظريف احتجاجا
على عدم دعوته للقاء الأسد غير مقنع، لأن السبب الأساسي هو موضوع قانون تمويل
الإرهاب، مع أن الخلاف الأساسي بين ظريف والحرس الثوري جاء منذ اليوم الأول
لتعيينه وزيرا للخارجية في 2013، في ظل مواقفه المعتدلة في السياسة الخارجية
الإيرانية".