هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
جاء إعلان السناتور الأمريكي عن ولاية فيرمونت، بيرني ساندرز، عن
حملته للترشح لانتخابات الحزب الديمقراطي لمنصب رئيس الولايات المتحدة في عام
2020. بعد أشهر من التكهنات حول ما إذا كان عضو الكونغرس المخضرم سيتقدم للترشيح
الرئاسي، كما جاء عقب إعلان ترشح العشرات من أعضاء الحزب.
ويُعرف
ساندرز بآرائه الصريحة جدا، بصفته «اشتراكيا ديمقراطيا». وبعد حملته الانتخابية
عام 2016، حصل السناتور على تأييد بين الناخبين الشبان الشاعرين بخيبة الأمل،
الأمر الذي جعله شوكة في خصر هيلاري كلينتون أثناء ترشحها للانتخابات في ذلك الوقت.
مما
لا شك فيه، أن ساندرز سيدخل السباق في موقف أقوى بكثير من ذي قبل. ولكن هل يستطيع
أن يحقق صعودا مدويا؟
وعلى
الرغم من الحماس الشديد له في أوساط بعض الناخبين، يواجه ساندرز عددا كبيرا من
التحديات الصعبة، بما في ذلك تقدمه في السن (77 عاما)، وعدم جاذبية مرشح يساري لدى
شريحة واسعة من الجمهور الأمريكي، وخصوصا من أبناء الطبقة الوسطى، وبالطبع من
المخاوف الشديدة من الاشتراكية التي تنتشر في الولايات المتحدة.
ولكن
بدلا من أن تكون حملة «بيرني» خاسرة شعبيا، فإنها ستؤخذ على محمل أكبر من الجد هذه
المرة، أكثر من أي وقت مضى. سوف تحصل بالتأكيد بعض الأمور الفوضوية. والحزب
الديمقراطي نفسه سيكون العقبة الأولى فقط.
والسؤال
الأول الذي يجب أن نطرحه بشأن حملة بيرني، هو: هل يتمكن من حشد ائتلاف فائز من
الناخبين الديمقراطيين، ليحقق نجاحا في ترشيح نفسه؟ هذا عامل يصعب تقديره في مثل
هذه المرحلة المبكرة، خاصة إذا كان هناك الكثير من المرشحين في المجال الديمقراطي
والسياسي في هذه الأيام وهذا العصر، لذا، فإن الأمور يمكن أن تتغير بطرق عميقة
وغير متوقعة.
هناك
شيء واحد مؤكد تماما برغم ذلك، وهو أنه للفوز بترشيح الحزب، يجب على المرشح
الرئيس، الحصول على دعم من جميع أجنحة الحزب، بما في ذلك الناخبين «المركزيين»
الكبار المهيمنين، الذين هم من الطبقة المتوسطة، ويمكن أن يتأرجح ذلك بين
الديمقراطيين والجمهوريين في بعض الأحيان.
في
عام 2016، كان بيرني يحظى بشعبية كبيرة، لكنه ناضل في منطقة محددة ضد هيلاري
كلينتون، التي تعتمد سياسة أكثر وسطية.
وقد
أظهرت الإحصاءات من الانتخابات التمهيدية الديمقراطية، أنه في الوقت الذي حقق فيه
بيرني تقدما ساحقا في أوساط الناخبين البيض الشباب، فقد كافح بصعوبة بالغة مع
الأقليات العرقية، وخاصة الأمريكيين من أصل أفريقي، والناخبين الأكبر سنا.
ويمكن
أن تبرز أسباب ذلك إلى حد كبير، إلى مطالبته بالتغيير الجذري، الذي يوفر للشباب
المزيد من الحوافز، مع وجود ديمقراطيين كبار في السن، يتمتعون بحصة اقتصادية أكثر
رسوخا، ولديهم حماس أقل لمثل هذه الحوافز، تماما مثل زعيم حزب العمال البريطاني
جيرمي كوربين في المملكة المتحدة، وقد حظيت حملة بيرني بشعور «عالمي» قوي تجاهها،
ولكن اقتصرت على الشباب في المراكز الحضرية، ما يكشف عن صدع مميز بين اليسار
والوسط السياسي.
بالنسبة
لحملته المقبلة، سيحتاج ساندرز إلى حل هذا الإشكال، وتقوية جاذبيته بسرعة في
مواجهة ديمقراطيين بارزين، بما في ذلك إليزابيث وارن، وربما جو بايدن، الذي يعتقد
على نطاق واسع، أنه سيقدم عرضه الخاص.
وفي
حين يتمتع بيرني بتصنيفات إيجابية عالية، ومزايا قوية تفوق معظم المرشحين، فإن هذا
النوع من المنافسين، هو الذي سيسبب له معظم المشكلات، وبالنظر إلى ذلك، من المرجح
أن تكون الانتخابات التمهيدية أكثر شراسة من تلك التي جرت في عام 2016، حيث كانت
كلينتون، في معظم الأحيان، المتصدية القوية والمهيمنة.
وعودا
سريعا إلى عام 2020، إذ لم نعد نتحدث عن بيرني ساندرز، ذلك الجد الكبير البالغ من
العمر 77 عاما، والذي يدير حملة تمرد تحظى بإعجاب الجمهور، بصورة أكبر بكثير، بسبب
المخاطر المتدنية فيها، لقد أصبح الأمر جادا تماما، بعد إعلانه ترشيح نفسه، وسيتم
التعامل معه وتمحيصه بشكل أكثر شمولا، كرئيس محتمل للولايات المتحدة.
عن صحيفة البيان الإماراتية