هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تصاعدت دعوات النشطاء،
لاستمرار الهبة الجماهيرية في الأقصى، لانتزاع المزيد من الحقوق التي سلبها
الاحتلال، على مدار السنوات الماضية من المقدسيين والمسلمين بشكل عام، في المسجد،
ومدينة القدس عموما.
وأثار إصرار المقدسيين
على فتح مصلى باب الرحمة، واستمرار الصلاة فيه، وعدم إغلاقه، حافزا من أجل التركيز
على العديد من الانتهاكات التي يقوم بها الاحتلال، بحق الأقصى والمقدسيين سواء
المسلمين منهم والمسيحيين، والتي من ضمنها قرارات الإبعاد والايقاف الإداري،
واستداعاءات المخابرات، على خلفية النشاط بالمسجد الأقصى.
ويطمح المقدسيون،
لانتزاع العديد من الحقوق التي سلبها الاحتلال في المسجد الأقصى، لكن نشطاء قالوا
لـ"عربي21": إن "التركيز منصب الآن على إفشال مساعي الاحتلال،
للسيطرة على الجهة الشرقية من المسجد، والتي يقع فيها باب الرحمة" وخلفه
المقبرة الإسلامية، التي تتواجد بها أعداد كبيرة من قبور الصحابة، والتي يسعى
الاحتلال لطمسها، من أجل التقسيم الزماني والمكاني مع اليهود.
خروج عن المألوف
وبشأن تأثير الهبة
الأخيرة على المقدسيين، وتحفيزهم للمواصلة، قال الباحث والناشط في المسجد الأقصى الدكتور
محمد جاد الله: إن القيود المفروضة على القدس والمقدسيين "خرجت عن المألوف،
في العلاقة بين المحتل والمحتلين".
وأوضح جاد الله
لـ"عربي21" أن هناك "تجارب عديدة مع الاحتلال، على مدى سنوات طويلة،
وأهل القدس، يعلمون مكمن القوة لديهم، رغم أن الاحتلال مدجج بالسلاح".
وأضاف الباحث المقدسي:
"التفاف المقدسيين، وتوحدهم على قضية المسجد، هو السر في فشل مخططات الاحتلال
المتوالية، وخير دليل ما حصل في باب الرحمة، وهبة باب الأسباط قبل عامين، بعد
تركيب البوابات الإلكترونية، وفرض قيود مذلة ومعيقة للدخول إلى الأقصى".
وشدد جاد الله على أن
المخططات التي رسمها الاحتلال، للسيطرة على المسجد، "فشلت أمام إصرار
المقدسيين على انتزاع حقوقهم"، وأضاف: "وهذه الايام سيفشل مشروع فرض
السيادة على باب الرحمة، واقتطاعه وتحويل المكان إلى إقامة صلوات تلمودية، بفعل الهبة
التي حدثت، وستبقى متواصلة لحين إنهاء هذا الملف، وإفشال المخطط".
إقرأ أيضا: أوقاف القدس تعلن الإبقاء على مصلى"باب الرحمة" مفتوحا
وأضاف:
"الفلسطينيون أصحاب حق، وبالتأكيد ما حدث في باب الرحمة، حافز ودافع مهم للمواصلة،
رغم أنهم لم يهدأوا منذ احتلت القدس وحتى اليوم، في النضال من أجل المسجد والمدينة،
وتقديم أغلى ما يملكون من أجلها".
ولفت إلى الاحتلال يمارس
"أقصى درجات العنف ضد المقدسيين، وينغص عليهم حياتهم اليومية، عبر مصادرة
الأراضي والعقارات وهدم المنازل، وسحب الهويات، بالإضافة لقرارات إبعاد عن الأقصى،
من أجل إضعاف وجودهم في المدينة بالشكل الذي يسهل عليه الاستيلاء عليها".
إنجاز كبير
من جانبها قالت
الناشطة وإحدى المرابطات في المسجد الأقصى، خديجة خويص: إن "هبة باب الرحمة، وما
نتج عنها، كانت بالتأكيد دافعا قويا من أجل المواصلة، نحو الضغط على الاحتلال،
لانتزاع حقوق أخرى في المسجد والقدس عموما".
وقالت خويص
لـ"عربي21": "قبل عامين، قضى المقدسيون على كاميرات المراقبة، التي
نشرها الاحتلال حول المسجد وداخله، فضلا عن تحطيم فكرة البوابات، وهو ما حفز
لاستمرار التحركات، حتى وصلنا إلى فتح باب الرحمة ومصلاه، وإفشال المخطط المرسوم
لتلك المنطقة".
وأوضحت أن المقدسيين "انتزعوا
قرارا قضائيا من محاكم الاحتلال، بشأن المنطقة الشرقية، وهو ما يعني أن كل
القرارات التي صدرت عن الاحتلال، والمتعلقة بالإبعاد والاعتقال والغرامات بحق
المقدسيين، الذي نشطوا لفتح باب الرحمة، تعد باطلة".
وشددت خويص على أن
النشطاء في الأقصى، عازمون على المواصلة في تحركاتهم، للقضاء على مخططات التقسيم
الزماني والمكاني، و"التركيز الآن منصب على باب الرحمة، باعتباره بوابة
إسلامية خالصة، والتصدي لمحاولات الاعتداء على تلك المنطقة بالكامل".
إقرأ أيضا: هكذا قرأ كاتب إسرائيلي إعادة فتح باب الرحمة بالأقصى
وشددت على أن "التواجد
في المسجد الأقصى، يعد من أكثر العوامل التي تفشل محاولات الاحتلال، السيطرة على مرافقه،
رغم ما يتضمنه ذلك، من قرارات إبعاد عن المسجد، وتوقيف إداري، واستدعاءات من قبل
مخابرات الاحتلال، بحجج كثيرة منها تشكيلات المرابطين، وشباب الاقصى، وغيرها من
التهم الجاهزة".
وأكدت خويص على أن "مخططات
الاحتلال في المنطقة الشرقية للأقصى تضمحل، أمام التفاف المقدسيين، وتواجدهم
الدائم في المسجد من أجل إفشال هذا المخطط، الذي نشط كثيرا في الآونة الأخيرة".
وبشأن المناطق الأخرى
في الأقصى، والتي تعاني من انتهاكات، قالت خويص: "المنطقة الغربية مسيطر
عليها بالكامل من الاحتلال، وباب المغاربة مغلق، ومفاتيحه بيد قوات الاحتلال،
وليست بيد الأوقاف، وهي ممر للمستوطنين، وربما تحدث هبة من أجل انتزاع تلك المنطقة
في الفترة المقبلة رغم صعوبة الأوضاع".