هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أقرت مصلحة الأحوال المدنية في ليبيا، بمنح سيف القذافي رقما وطنيا، ما طرح العديد من التساؤلات حول دلالة القرار حاليا، وما إذا كان الأمر سيؤثر على مستقبله السياسي، وقدرته على المشاركة في الانتخابات المقبلة، بعد الحديث من أتباعه نيته الترشح للرئاسة.
وأعلن رئيس مصلحة الأحوال المدنية الليبية، محمد بالتمر، منح أرقام وطنية لكل من سيف نجل العقيد الراحل معمر القذافي، وكذلك "صفية فركاش" زوجة القذافي، مؤكدا أن "مصلحة الأحوال المدنية ليس لها علاقة بالتجاذبات السياسية، وأنها مؤسسة محايدة"، وفق كلامه.
"طريق الرئاسة"
وظهر اسم "سيف القذافي" بقوة خلال الأيام الماضية بعد الحديث من مؤيديه، ومن يدعون التحدث باسمه، بأنه سيتقدم بأوراق ترشحه للرئاسة خلال الانتخابات المرتقبة، عندما يفتح باب الترشح، وأن "سيف القذافي يملك مشروعا وطنيا لتحقيق المصالحة ولم الشمل"، وفق قولهم.
لكن في المقابل، جددت المحكمة الجنائية الدولية مطالبتها للسلطات الليبية بضرورة تسليم "سيف القذافي" لمحاكمته دوليا، كونه أحد المطلوبين في جرائم ضد الشعب الليبي.
اقرأ أيضا: ليبيا تمنح سيف الإسلام هوية وطنية تسهل ترشحه للانتخابات
ورغم الجدل حول سيف، وترشحه من عدمه، إلا أنه حتى هذه اللحظة يظل النجل الأكبر للقذافي مختفيا منذ الإفراج عنه من مسلحين في مدينة الزنتان.
ويثير نشطاء التساؤل بشأن ما وراء حصوله على الرقم الوطني، رغم أنه مطلوب دوليا ومحليا؟
"عدالة الثورة"
من جهته، قال عضو المجلس الأعلى للدولة الليبي، إبراهيم صهد، إن "القرار يؤكد عدالة الثورة الليبية، فبالرغم مما ارتكبه سيف من جرائم، وأنه مطلوب في ليبيا وخارجها، لكن من حقه كمواطن الحصول على رقم وطني، وهذا لا يعني سقوط الجرائم التي هي بحقه، كون التهم الموجهة إليه لاتزال أمام المحاكم".
وأكد في تصريحات لـ"عربي21" أن "هناك إثباتات على هذه الجرائم بالصوت والصورة واعترافات من سيف نفسه، بأنه شارك في محاولات وأد الثورة، وغيرها من التهديدات للدفاع عن نظام والده، لذا المطالبة بمحاكمته لاتزال قائمة حتى ينال جزاءه، ولن يستطع المشاركة في أي شيء قبل أن يأخذ القضاء مجراه"، وفق قوله.
وتابع: "أما بخصوص محاولات فلول القذافي إيقاف المطالبات الدولية ضد سيف، فلن تنجح، وحتى إن نجحت، فهذا لا يعني إيقاف المطالب القضائية الليبية المحلية بحق نجل القذافي، كونه متهم بجرائم تجاه الشعب الليبي وثورته"، وفق تقديراته.
هل هو حي؟
بدوره، قال الناشط السياسي الليبي، أحمد التواتي إنه "يجب أن نسأل أولا ما إذا كان سيف لا يزال على قيد الحياة، فلا توجد أي علامة تدل على وجوده، فلم نر له مثلا تسجيلا صوتيا أو مقطع فيديو منذ الإفراج عنه، وكل ما يتم تناقله مجرد تصريحات لمن يدعي أنه المحامي الخاص به".
وأضاف لـ"عربي21": "أما عن منحه رقما وطنيا، فهذا شيء طبيعي، فمهما كان جرمه، يظل مواطنا ليبيا، لكن بالتأكيد فإن قيادات المنظومة القديمة تراه المرشح الأفضل لها كي يتمكنوا من العودة، وحتى إن نجحوا في رفع اسمه من قائمة الجنايات الدولية، فسيكون عليه المثول أمام القضاء الليبي، لاتهامه بقضايا عدة تجعل من نجاح ترشحه شبه مستحيل"، بحسب تعبيره.
"مانديلا ليبيا"
ورأى الصحفي الليبي، عبدالحميد الحصادي، أن "حصول سيف على الرقم الوطني، يعني اكتمال أهليته، ما يساهم بشكل كبير في تطابق شروط الترشح عليه، لكن القرار لن يؤثر في موقف المحكمة الدولية حال كانت تريد مثوله أمامها فعليا".
وأوضح في تصريحه لـ"عربي21" أن "هذه الخطوة قد تعني أن محاكمته أصبحت شأنا ليبيا يخص القضاء المحلي وفقط، وبالفعل هناك جهود حثيثة من أتباع القذافي في الداخل والخارج لإعادة إنتاج سيف من جديد تحت عباءة المصالحة الوطنية، وأنه منقذ البلاد، باعتباره مانديلا ليبيا المنتظر"، وفق تعبيره.
"من حقه الترشح"
من جهته، أشار عضو حزب "العدالة والبناء" الليبي، إبراهيم الأصيفر إلى أن "سيف الإسلام باعتباره مواطنا ليبيا، فمن حقه أن يتمتع بمزايا المواطنة، بعيدا عن التوجه السياسي أو الفكري أو حتى العرقي، فالأمر بعيد كل البعد عن نواياه في خوض الانتخابات والدخول في العملية السياسية".
اقرأ أيضا: روسيا تدعم سيف القذافي.. ماذا عن حليفها العسكري "حفتر"؟
وقال لـ"عربي21": "المانع الحقيقي لسيف، وجود قضايا جنائية ضده سواء داخليا أو خارجيا، وفي حال تم تسويتها، فيمكنه الاتجاه للانتخابات، ولا يمكن لأحد أن يمنعه من ذلك، كونه يمارس أحد حقوقه السياسية كمواطن ليبي"، وفق قوله.
لكن الناشط السياسي الليبي، علي سعيد نصر، استبعد أن "يتمكن نجل القذافي من الترشح لأي انتخابات، لوجود أحكام قضائية بالفعل صادرة بحقه، وتنتظره أحكام أخرى".
وأضاف لـ"عربي21": "سيف انتهى سياسيا، ولا مستقبل له، وبحسب المعطيات على الأرض، سيكون شبه مستحيل أن يتولى أي منصب في ليبيا مستقبلا".