هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أخرجت السلطات الجزائرية آخر أسلحتها لمواجهة مسيرات ما سماه النشطاء والمعارضة بـ"انتفاضة 22 فيفري" المقررة بعد صلاة الجمعة، من خلال الدفع بتعزيزات أمنية، وتصريح وزير الداخلية حول الأمن، وتعميم خطبة موحدة تحذر من مخاطر الفتنة.
وتحبس الجزائر أنفاسها استعدادا لمسيرات 22 و24 شباط/فبراير الجاري، رفضا لترشيح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، وسط توسع دائرة الرفض المضطرد لقرار ترشيح عبد العزيز بوتفليقة للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في أبريل القادم.
تعزيزات أمنية وتهديد
أجمعت الصحافة الجزائرية على وجود انتشار كثيف لقوات الأمن منذ صباح الجمعة في كامل المداخل والأحياء الرئيسية للعاصمة، تحسبا للمسيرات ضد العهدة الخامسة المقرر تنظيمها الجمعة.
وأضافت "تم نشر قوات أمنية مهمة صباح اليوم الجمعة في الجزائر العاصمة، تحسبا للمسيرات ضد العهدة الخامسة التي يمكن أن يتم تنظيمها اليوم على الطرق الرئيسية في المدينة، بما في ذلك ديدوش مراد، شارع عميروش، الدكتور سعدان، توجد دوريات الشرطة، كما تم نشر التعزيزات الأمنية أيضا في مفترق الطرق الرئيسية والساحات، مثل البريد المركزي وساحة أودان، في حين كانت شوارع العاصمة الجزائر، هادئة، وشبه مهجورة ككل يوم جمعة.
هذه التعزيزات جاءت ساعات بعد إعلان، وزير الداخلية والجماعات الحلية والتهيئة العمرانية نور الدين بدوي، إن "الدولة لن تسمح لأي كان بأن يمس بمكتسبات الجزائريين التي تحققت بعد عشرية سوداء".
وأوضح نور الدين بدوي، في كلمة له خلال تدشين مصفاة النفط سيدي أرزين ببراقي بالعاصمة، الخميس 21 شباط/فبراير الجاري، إن "البلاد حققت قفزات نوعية في كل المجالات، خاصة بعد أن فوتت الفرصة على الهمجيين ومن يدعمهم في تهديد كيان الدولة، وبعد أن كانت هناك محاولات لضرب منشآت الطاقة الاستراتيجية".
وشدد بدوي، على أن الجزائر "خرجت من عنق الأزمة قوية ولا داعي لتثبيط الهمم ونشر اليأس خاصة لدى الشباب الصاعد"، وهو ما فهم على أنه رسالة مباشرة للداعين إلى الخوارج في مسيرات هذه الجمعة ضد ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة خامسة.
خطبة الجمعة والفتنة
أمرت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الأئمة بتخصيص خطبة الجمعة لنهار اليوم للتحسيس حول النداءات المتعلقة بالمسيرات والاحتجاجات، علاوة على دعوتهم لإبراز ما اعتبرته "نعمة الأمن".
وأكدت الوزارة في مذكرة موجهة لمديري الشؤون الدينية في الولايات، ومنهم للأئمة، على "ضرورة تحسيس المصلين بضرورة عدم الاندفاع وراء نداءات مجهولة المصدر لتنظيم مسيرات واحتجاجات".
وشددت المذكرة على أن "هذه النداءات لا يعرف إن كان مصدرها جزائريا أم عدوا لدودا".
وووجهت الأئمة "إلى ضرورة التأكيد أن الفيصل هو الصندوق، حيث يجب التوجه إلى صناديق الاقتراع للتعبير عن الرأي بكل حرية، عوض الدفع بالأبناء إلى الشارع".
وأكدت وزارة الشؤون الدينية ضرورة "إبراز نعمة الأمن ومزايا المصالحة الوطنية، والتشديد على إظهار سلبيات العشرية السوداء قبل المصالحة الوطنية".
في السياق ذاته، حذرت التنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية، الخميس، "المواطنين من الانصياع وراء دعوات استغلال المساجد في حراك وحشد المواطنين للتعبير عن مواقف معينة".
وقالت في بيان وقعه أمين عام التنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية جلول حجيمي: "نظرا لبعض الدعوات من هنا وهناك الداعية إلى استغلال واستعمال المساجد في حراك وحشد المواطنين للتعبير عن مواقف معينة والإدلاء بها وإظهار ما يرونه لذلك".
وزاد البيان: "ندعو عمار بيوت الله وروادها إلى تفويت الفرص على المغامرين بأمن وأمان الوطن، وألا تجعل المساجد ميدانا للحراك والتوتر نحو المجهول".
وأوضحت التنسيقية بأن "هذه الدعوة لا تعني إطلاقا تكميم الأفواه وخنق الحريات والتراجع عن المكتسبات، إنما هي دعوة إلى إنشاء خلية استماع وإنصات لجميع الانشغالات وإيصالها لأصحاب القرار والجهات المختصة".
وطالبت التنسيقية في بيانها "الأئمة والدعاة عبر التراب الوطني إلى دعوة كل فئات المجتمع لنبذ العنف والتحلى بروح المسؤولية ورص الصفوف والوحدة الوطنية، ومعالجة القضايا في أطرها القانونية ولو بأخطاء معينة بغية الحفاظ على استقرار البلاد".