هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعادت تصريحات القائم بأعمال السفارة الأمريكية ببغداد جوي هود، التي نفى فيها وجود قواعد عسكرية لبلاده بالعراق -على العكس من حديث سابق لترامب- طرح تساؤلات حول كيفية تعامل العراق مع روايتين متناقضتين؟
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أفصح في أكثر من مناسبة عن نيته إبقاء قوات بلاده في "قواعد أمريكية مهمة" بالعراق لمراقبة إيران في المنطقة.
وبذلك تكون رواية المسؤول الأمريكي، مطابقة لما صرح به رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي في أكثر من مناسبة، عن عدم وجود قواعد أمريكية في بلاده.
اقرأ أيضا: عبد المهدي في البرلمان العراقي للتوضيح عن التواجد الأمريكي
وفي حديث لـ"عربي21" قال الدكتور إحسان الشمري رئيس مركز "التفكير السياسي" بالعراق إن "التناقض ليس بجديد على مستوى التصريحات التي يطلقها المسؤولون الأمريكيون في واشنطن أو بداخل العراق".
وأردف: "هذا يدل على وجود خطوط متباينة في الرؤية تجاه العراق، داخل واشنطن ودوائر صنع القرار الأمريكية، بالتالي تنتج مثل هذه التضاربات".
وبخصوص الجدل، قال الشمري: "في كل الأحوال فإن الاتفاقيات المكتوبة بين البلدين هي من تحكم التعامل، وخصوصا في التنسيق الأمني والتعاون الاستخباراتي والتواجد العسكري. والحكومة العراقية لا تتعامل مع التصريحات بقدر التعامل مع ما هو مكتوب بين البلدين من اتفاقيات".
وأضاف: "أما حول تصريحات الرئيس الأمريكي، فإنه بالفعل توجد مساحات واسعة داخل القواعد العسكرية العراقية ومنها قاعدة عين الأسد في الأنبار، يوجد للأمريكيين مكان واسع ولهم خصوصيتهم، وربما هذا ما قصده ترامب".
يستعد البرلمان العراقي في بداية فصله التشريعي الثاني لاستضافة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، للاستيضاح حول موقف الحكومة الرسمي من التواجد الأمريكي في البلد.
وقال النائب في البرلمان العراقي منصور البعيجي، الخميس، في بيان وصل لـ"عربي21" نسخة منه، إن "تحالفه والكتل السياسية الرافضة للتواجد الأمريكي على الأراضي العراقية ستستضيف رئيس الوزراء داخل قبة البرلمان في بداية الفصل التشريعي المقبل لاستيضاح موقف الحكومة الرسمي من التواجد الأمريكي".
وشدد على ضرورة أن يوضح عبد المهدي موقف حكومته من التواجد الأمريكي داخل البرلمان، هل هي التي طلبت هذا التواجد أم لا؟ خصوصا بعد تصريح السفارة الأمريكية الذي أعلنته عن أن تواجد قواتهم هو بطلب من الحكومة العراقية وخروجهم مرهون بطلب منها".
وكان المسؤول الأمريكي جوي هود، قد قال إن "قواتنا وقوات التحالف الدولي والناتو ستغادر إذا طلبت الحكومة العراقية ذلك"، مؤكدا أن تواجد القوات الأمريكية جاء بدعوة من الحكومة المحلية.
وكشف أن معدل تواجد القوات هناك هو 5200 جندي أسبوعيا، مشيرا إلى أن "هذا العدد متغير وليس ثابتا، وهم متواجدون مع القوات العراقية"، لافتا إلى أن "قوات العراق ليست جاهزة إلى الآن، لحفظ الأمن إلا بمساعدة القوات الأجنبية".
ونفى هود، وجود تحركات عسكرية أمريكية في العراق، مؤكدا أن "هناك تضليلا إعلاميا متعمدا، يدعي وجود تحركات عسكرية أمريكية ونشر آلاف من القوات".
وقبل أسبوع، أعلن رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، رفض بلاده القبول بأي قواعد أجنبية على الأراضي العراقية، فيما كشف عن عمليات استباقية نفذتها القوات العراقية ضد تنظيم الدولة في العمق السوري.
اقرأ أيضا: أول تعليق لواشنطن على دعوات سحب قواتها من العراق
وفي بيان لمكتبه سابق وصل لـ"عربي21" نسخة منه، قال إن "عبد المهدي استقبل، وزير الدفاع الأمريكي باتريك شاناهان، حيث جرى بحث تطوير العلاقات بين البلدين، والحرب ضد الإرهاب وتطورات الأوضاع في المنطقة".
وأكد عبد المهدي "حرص العراق على العلاقات مع الولايات المتحدة المساهمة في محاربة الإرهاب، وأنه يجب التقيد بالاتفاقات الأساسية وهي محاربة الإرهاب وتدريب القوات العراقية وليس أي شيء آخر"، مؤكدا "عدم قبول أية قواعد أجنبية على الأراضي العراقية".
ولفت إلى أن "القرار العراقي مستقل ولا يتأثر بأي نفوذ وإملاءات من أي طرف"، مشيرا إلى "انفتاح العراق على محيطه العربي والإقليمي وحرصه على إقامة علاقات تعاون تخدم مصالح العراقيين وتعزز فرص التنمية والاستقرار لشعوب المنطقة".
وفي مؤتمره الصحفي الأسبوعي، قال عبد المهدي إن "أغلب ما يطرح في الإعلام عن التواجد الأمريكي في العراق حقائق غير مكتملة ولا تتطرق لرأي الحكومة".