هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
سنتخذ كل السبل الممكنة للحصول على حق الشهيد خالد.. وقد نلجأ للقضاء الدولي والأمم المتحدة.
تم نسف العدالة في مصر تماما، ولم يعد لها وجود بأي صورة من الصور.
السيسي مرعوب من تكرار سيناريو خالد سعيد واندلاع ثورة عارمة تطيح به.
لم أدعم السيسي مطلقا، لكن والدتي خُدعت فيه لبعض الوقت وندمت على ذلك.
عدلي منصور بكى لنا خلال لقائنا به ووعدنا بالاهتمام بقضية "خالد"، لكنه لم يفعل.
السيسي هو الأب الروحي للطرف الثالث المتورط في كل الجرائم بحق الثورة.
30 يونيو صنيعة مخابراتية بامتياز، وكانت انقلابا صريحا وصارخا على ثورة يناير.
سنعود إلى مصر مرة أخرى حينما نلمح أي بارقة أمل في التغيير، وبعدما تعود نسائم الثورة.
قالت أسرة الشاب المصري خالد سعيد، الذي يُوصف بـ "أيقونة ثورة 25 يناير" و"مفجر الثورة"، إن أحداث 30 حزيران/ يونيو 2013 كانت صنيعة مخابراتية بامتياز، فقد كان كل شيء فيها مُعدّا ومُرتبا مسبقا، مؤكدة أنها كانت انقلابا صريحا وصارخا على ثورة يناير.
ووصفت زهرة، شقيقة خالد سعيد، في الحلقة الثانية من المقابلة الخاصة مع "عربي21"، رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي بأنه الأب الروحي للطرف الثالث المتورط في كل جرائم الثورة، وبأنه الفاعل الأخطر ورأس الأفعى التي كانت تدبر كل شيء.
وأكدت أن "السيسي في حالة رعب لأبعد مدى من تكرار سيناريو خالد سعيد واندلاع ثورة عارمة تطيح به وبنظامه الفاشي والفاشل"، مضيفة: "كلما يزداد فُجرا وطغيانا، يكتب نهايته بيديه ويعجل بموعد رحيله الذي نراه أصبح قاب قوسين أو أدنى، فلن تستمر هذه الأوضاع كثيرا، وباتت لحظة النهاية أقرب مما نتصور".
وتابعت: "في حال لم ينصفنا القضاء والدولة المصرية، سنتخذ كل السبل الممكنة في الداخل والخارج من أجل الحصول على حق الشهيد خالد، الذي لم ولن نفرط فيه مهما حدث ومهما طال الزمن، وكل الخيارات مفتوحة أمامنا، وعلى رأسها التصعيد على المستوى الدولي ومحاولة اللجوء إلى الأمم المتحدة وغيرها من الجهات الدولية المعنية".
اقرأ أيضا: "عربي21" تحاور أسرة خالد سعيد عن ثورة يناير وحقوق ضحاياها
وأشارت زهرة إلى أن أسرة خالد سعيد ستعود إلى مصر مرة أخرى، حينما تشعر أن "نسائم ثورة يناير بدأت تعود مجددا في وطننا الغالي، وحينما نلمح أي بارقة أمل في التغيير، وحينما نرى إمكانية القصاص لخالد ورفاقه من شهداء الثورة".
وفي ما يلي نص الحلقة الثانية وهي الأخيرة من المقابلة الخاصة:
كيف ترون الأحكام المخففة التي صدرت بحق قتلة خالد سعيد، وهل جاءت في سياق مسلسل البراءات التي حصل عليها رموز نظام مبارك في حين يُحاكم ثوار يناير بأحكام مُشدّدة وقاسية؟
مشهد طبيعي للأسف، لأن الثورة المضادة هي تحكم الآن وتتحكم في كل شيء. ونظام السيسي هو امتداد لنظام المخلوع مبارك لكن بشكل أبشع وأسوأ بمراحل، فهو أكثر ظلما وفسادا واستبدادا وجبروتا.
ما الذي انتهت إليه الدعوى القضائية التي أقمتموها منذ نحو عام للمطالبة بالتعويض عن الأضرار المادية والأدبية التي أصابتكم من جراء قتل خالد؟
كانت هناك دعوى قضائية عام 2015، لكن حدث تواطؤ من قبل المحامي الخاص بالأسرة وقتها، محمود عفيفي، مع وزارة الداخلية، حيث خدعنا المحامي وقال لنا إنه رفع هذه الدعوى القضائية وأخبرنا برقمها وزعم أنها تأجلت أكثر من مرة، إلى أن اكتشفنا في نهاية الأمر أنه لم يرفعها من الأساس.
لكن منذ نحو عام، أقام محامو المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية بصفتهم وكلاء أسرة خالد سعيد دعوى قضائية حقيقية وليست وهمية، ولاتزال تُنظر الآن أمام القضاء، ونأمل أن تنجح هذه الدعوى، وإن كنا غير متفائلين كثيرا، لكننا نأخذ بالأسباب وسنرى ما ستنتهي إليه هذه القضية.
أعلنت الأسرة في أعقاب مقتل خالد أنها قد تلجأ إلى القضاء الدولي والأمم المتحدة للحصول على حقه ومحاكمة قاتليه.. فهل هذا الأمر لايزال قائما ومحتملا أم لا؟
الأمر لا يزال قائما وواردا بالفعل، لكن سننتظر قليلا حتى نرى ما قد تنتهي إليه أحكام القضاء المصري، وفي حال لم ينصفنا القضاء والدولة المصرية، سنتخذ كل السبل الممكنة في الداخل والخارج من أجل الحصول على حق الشهيد خالد، الذي لم ولن نفرط فيه مهما حدث ومهما طال الزمن، وكل الخيارات مفتوحة أمامنا، وعلى رأسها التصعيد على المستوى الدولي، ومحاولة اللجوء إلى الأمم المتحدة وغيرها من الجهات الدولية المعنية.
نحن لن نصمت مطلقا، ولن نتراجع أبدا، ولن يهدأ لنا بال أو يغمض لنا جفن إلا بعد أن نحصل على حق أخي خالد، وندعو كل أسر شهداء ثورة يناير إلى المطالبة بحقوقهم، وأن يسلكوا كل السبل المتاحة والممكنة أمامهم، حتى لو اضطررنا جميعا لأخذ حقوقنا بأيدينا.
كيف تقيمون مسار العدالة والقضاء في مصر الآن؟ وهل حصل شهداء ومصابو ثورة يناير على حقوقهم؟
هذا هو أسوأ مسار على الإطلاق، فقد تم نسف العدالة في مصر تماما ولم يعد لها وجود بأي صورة من الصور، فلم يحصل شهداء ومصابو ثورة يناير على أي حق من حقوقهم. وميزان العدالة أصبح مختلا تماما، ويمكننا القول إن العدالة منعدمة تماما في مصر الآن.
وما هي خطورة "انعدام العدالة" كما تقولين؟
هذا أمر كارثي للغاية، وستكون تداعياته فادحة على الجميع إلى أقصى درجة؛ فخطورة هذا هو الإرهاب وشريعة الغاب؛ حيث سيضطر البعض للجوء إليه لأخذ حقوقهم بأيديهم، ووقتها قد لا يجوز لنا أن نلوم هؤلاء بعدما فقدوا أي بارقة أمل في القصاص والعدالة لذويهم، خاصة أن المؤسسة القضائية تم تسييسها بالكامل، وتم التحكم فيها وفي غيرها من المؤسسات بشكل مطلق.
أسرة خالد أيدت حركة تمرد ثم أيدت وأشادت كثيرا بالسيسي حتى عام 2015.. هل لو عاد بكم الزمن ستتخذون المواقف نفسها؟
أنا لم أدعم مطلقا عبدالفتاح السيسي، ولم نشارك في الانتخابات الرئاسية ولم نؤيده. لكن والدتي تحديدا خُدعت مثل الملايين من المصريين الذين انخدعوا في عبدالفتاح السيسي بعد 30 حزيران/ يونيو 2013، وقد دعمته لفترة ليست طويلة بحكم العاطفة وعدم الخبرة السياسية الكبيرة، ونظرا لكبر سنها، وقد أخطأت بالفعل مثل الآخرين، لكنها سرعان ما اكتشفت حقيقة السيسي وندمت على دعمها له في أي لحظة من اللحظات، ولها تصريحات رافضة للسيسي قبل خروجها من مصر.
جمعكم لقاء بالرئيس السابق عدلي منصور عقب 30 يونيو.. ما هي كواليس هذا اللقاء؟
بالفعل. وُجهت لنا دعوة من مؤسسة الرئاسة بشكل رسمي لحضور أحد الاجتماعات، وقابلنا المستشار عدلي منصور وتحدثنا معه عن عدم صدور شهادة وفاة لخالد سعيد حتى الآن، وقلنا له على أي أساس تم توجيه الدعوة لنا وأنتم لم تعترفوا به شهيدا حتى هذه اللحظة، وأظهر لنا أنه متعاطف مع قضيتنا حتى إنه بكى لنا خلال هذا اللقاء من كم المشاعر التي أظهرها لنا، ووعدنا بأنه سيتدخل بشكل شخصي لحل هذا الأمر، وكان هذا في حضور وزير الداخلية حينها اللواء محمد إبراهيم، وأكدوا أن الأمر سينتهي تماما بعد انتهاء الفترة الانتقالية، وقد أتضح لاحقا زيف وكذب هذه الوعود تماما.
وخلال هذا الاجتماع، كان عبدالفتاح السيسي حاضرا في الصف الأمامي لنا، وكنت أنا ووالدتي خلفه مباشرة، وتم التقاط الصور لنا في حينه، وأخذوا اللقطة المطلوبة وكأننا داعمين ومؤيدين له.
كيف ترون أحداث 30 يونيو الآن؟ وهل كانت انقلابا على ثورة يناير كما يقول البعض؟
الكثيرون شاركوا فيها دون وعي كاف، بل بسذاجة سياسية، وكنا من هؤلاء للأسف، لكننا رفعنا مطالب تمرد التي كانت تدعو لانتخابات رئاسية مبكرة كي يتم تصحيح المسار الديمقراطي بحسب ما تخيلنا، إلا أن السيسي والمؤسسة العسكرية قلبوا الطاولة على الجميع وغدروا بالجميع.
وقد كان كل شيء في 30 حزيران/ يونيو مُعدا ومُرتبا مسبقا، لأنها كانت صنيعة مخابراتية بامتياز وليس لها أي علاقة بثورة يناير، بل كانت انقلابا صريحا وصارخا عليها.
وبعد 30 يونيو، تم الانتقام من الجميع على اختلاف أطيافهم، وتم سحق كل المعارضين وجميع من يجرؤون على قول "لا"، إلا أنها كشفت وفضحت الكثير من المواقف سواء للأشخاص أو المؤسسات، وخاصة حقيقة ما كان يسمى سابقا بالطرف الثالث المتورط في كل جرائم الثورة، الذي أتضح للجميع الآن أن السيسي هو الأب الروحي للطرف الثالث، وهو الفاعل الأخطر ورأس الأفعى التي كانت تدبر كل شيء.
الخطأ طبيعة بشرية .. فما هي أبرز الأخطاء التي قد تكون وقعت فيها أسرة خالد سعيد؟
ترك الميدان عقب تنحي المخلوع حسني مبارك. ولو كنا نعلم ما سيحدث ما تركنا ميدان التحرير لحظة واحدة. وأيضا الانخداع - ولو لبعض الوقت - في عبدالفتاح السيسي.
هل هناك شخصيات سياسية لاتزال تتواصل مع الأسرة وتسأل عن أوضاعها من وقت لآخر أم لا؟
لا توجد شخصيات سياسية تتواصل معنا على الإطلاق، رغم مرض والدتي الشديد ورغم مرور مناسبات عديدة كانت تخص الشهيد خالد سعيد.
حتى إن الأسرة توقفت عن إحياء ذكرى الشهيد خالد سعيد منذ نحو عامين، فلم يكن أحد يستطيع الحضور لإحياء الذكرى أو مواساة الأسرة، خوفا من بطش الأمن أو من أي ملاحقات أو تضييق وتنكيل قد يتعرضون له. ويعز علينا كثيرا عدم إحياء ذكراه.
الرئيس الأمريكى السابق بارك أوباما قام بتكريمك سابقا وحصلتِ على جائزة الديمقراطية لعام 2011.. فهل لايزال هناك اهتمام أمريكي بكم؟
بالطبع لا. كان هذا التكريم والاهتمام الأمريكي في عهد الرئيس السابق بارك أوباما، لكن كل هذا تغير تماما في عهد ترامب، وبعدما تغيرت الإدارة الأمريكية بالكامل، ومن ثم فليس هناك أي تواصل حالي بيننا وبينهم.
بعض رموز وأيقونات ثورة يناير هاجروا خارج مصر وآخرون يفكرون في ذلك.. فهل باتت الهجرة هي الحل في ظل أجواء القمع؟
رموز وشباب ثورة يناير لا يوجد أمامهم سوى القبور أو السجون أو المطاردة أو الهجرة للخارج التي تعد الآن هي الخيار الأخير والأقل كلفة أمام من يمكنهم ذلك، فلا يوجد أي خيار آخر؛ فالأوضاع تزداد سوءا يوما بعد الآخر، وهي أوضاع لا يمكن التعايش معه بأي صورة من الصور، وأعتبر رموز الثورة الموجودين داخل مصر في حالة "انتحار".
متى يمكن أن تعود أسرة خالد سعيد إلى مصر مرة أخرى؟
حينما نشعر أن نسائم ثورة يناير بدأت تعود مجددا في وطننا الغالي، وحينما نلمح أي بارقة أمل في التغيير، وحينما نرى إمكانية القصاص لخالد سعيد ورفاقه من شهداء الثورة.
صحيفة "نيويورك تايمز" قالت في تقرير سابق لها، إن السيسي يخشى تكرار سيناريو خالد سعيد.. فهل هذا ما يخشاه السيسي بالفعل؟
بالفعل. السيسي في حالة رعب لأبعد مدى من تكرار سيناريو خالد سعيد واندلاع ثورة عارمة تطيح به وبنظامه الفاشي والفاشل، ويتضح ذلك في كل إجراءاته القمعية والإجرامية والديكتاتورية، إلا أنه كلما يزداد فُجرا وطغيانا، يكتب نهايته بيديه ويعجل بموعد رحيله الذي نراه أصبح قاب قوسين أو أدنى، فلن تستمر هذه الأوضاع كثيرا، وباتت لحظة النهاية أقرب مما نتصور.
والشعب فاض به الكيل وطفح إلى أقصى درجة، وعوامل ومسببات اندلاع الثورة الآن أكبر بكثير مما كانت موجودة عليه في السابق، فالناس بداخل صدورها براكين غضب تنتظر لحظة الاشتعال وستطيح بكل من يقف أمامها. ولن تعصم السيسي عاصمته الإدارية الجديدة أو قلعته المحصنة من هذا الغضب الساطع الذي يلوح في الأفق وبدأت تتجمع موجاته.
كيف تنظرين لمستقبل ثورة يناير من وجهة نظرك؟
الثورة في قلب وعقل ووجدان كل من شارك فيها ولايزال لديه أمل، والأجيال القادمة حتما ستكمل المسيرة إلى نهايتها، ولن تنطفئ جذوة الثورة في صدور أصحابها إلا بعد أن تتحقق كل مطالبها وأهدافها وبعد القصاص العادل لشهدائها، وهو ما سيحدث شاء من شاء وأبى من أبى، طال الزمن أم قصر.