جاء قرار رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ونقيب الصحفيين الأسبق، الصحفي
ضياء رشوان، بالترشح لمنصب نقيب الصحفيين بمواجهة رئيس تحرير صحيفة الأهرام والنقيب
الحالي عبدالمحسن سلامة، ليثير الجدل حول تضحية النظام بالنقيب الذي نفذ سياسات النظام
ودافع عنها على مدار عامين، وشهدت النقابة بعهده أزمات كثيرة، وتراجعا لدورها بمواجهة
تسلط النظام بحق الصحفيين وفصلهم.
وتشهد أروقة النقابة منافسة حامية في انتخابات التجديد النصفي الجمعة
الأولى من الشهر المقبل حول 6 مقاعد بمجلس النقابة بجانب منصب النقيب، في الوقت الذي
خرج فيه صحفيو المعارضة من المنافسة على منصب النقيب، ويعولون كثيرا على المقاعد الستة.
ويأتي الصراع بين رشوان، وسلامة، المؤيدين "بشدة" للنظام العسكري
الحاكم، وسط غضب أعضاء النقابة لتأخر بدل التدريب والتكنولوجيا عن موعده لنحو أسبوع،
ما رأى فيه البعض محاولة لإضعاف موقف النقيب السابق ودعما للمرشح الجديد للنظام.
ويدخل رشوان رئيس الهيئة الحكومية، السباق وبجعبته 3 مكاسب حسب موقع
"القاهرة24"، هي: خطة للتأمين الصحي للصحفيين، ومعالجة أزمة الصحفيين ورئيس
نادي الزمالك، واستعادة أرض التجمع الخامس للنقابة.
وعلى الجانب الآخر، كشف النقيب عبدالمحسن سلامة عما بجعبته من أوراق أخيرة
قبل فتح الترشح على المنصب بعشرة أيام، مؤكدا عبر فضائية "إم بي سي مصر1"،
الجمعة، أنه بصدد توقيع بروتوكول مع وزير الإنتاج الحربي اللواء محمد العصار، السبت،
لبناء مستشفى للصحفيين.
وحول ما أثير عن تحويل مجلس النقابة لخصمه المحتمل رشوان لجدول غير المشتغلين
وهو ما يمنع ترشحه على منصب النقيب، أكد سلامة أنه يستشعر الحرج بهذا الأمر، مشيرا
إلى أن الأمر مطروح على طاولة مجلس النقابة للبت فيه طبقا للمادة 6 من قانون النقابة.
وحتى الآن، أعلن أرعة صحفيين نيتهم الترشح لمنصب النقيب وهم رئيس الهيئة
العامة للاستعلامات ضياء رشوان، والكاتب الصحفى بـ"الأخبار" رفعت رشاد، ومدير
تحرير "الوطن"، محمد البرغوثي، ورئيس تحرير "صوت الأمة" الأسبق
عبدالنبي عبد الستار.
"
عربي21" توجهت بالتساؤل هل يطيح النظام بسلامة ويدعم رئيس
هيئة الاستعلامات ضياء رشوان؟ لأحد أعضاء مجلس النقابة الذي رفض الإجابة بحجة أنه أحد
المشرفين على عملية الانتخابات، ولا يمكنه الحديث حول كواليس ما يدور بالغرف المغلقة،
مؤكدا أنه ليس على علم بحقيقة وأسباب توجه النظام للتضحية بسلامة والإتيان برشوان.
"رشوان يتفوق"
وفي تعليقه يعتقد الكاتب الصحفي عامر شماخ، أن ظهور رشوان مقابل سلامة
هو "استبدال حكومي بآخر"، موضحا أن "سلامة لم يقدم شيئا، لا بمجال الخدمات
ولا الحريات، ولو تركت الانتخابات دون تدخل فسوف يحصل على صفر"، مضيفا لـ"
عربي21":
"أما مشكلة تأخر البدل؛ فأظن أنه ليس لها علاقة بالانتخابات فكثيرا ما تتأخر".
شماخ أقر حديث البعض عن ضعف النقابة في عهد سلامة، وأنه لم يترك شيئا لم
يقدمه كي يرضى النظام عنه، من صمت على حبس واعتقال وفصل مئات الصحفيين، وتهميش دور النقابة
وعدم حضورها في أي من القوانين التي أقرها البرلمان والخاصة بالصحافة والإنترنت.
وأكد أنه رغم كل ما سبق أن قدمه سلامة، فإن النظام "يريد نقيبا يملأ
المكانة، يبرر الإجراءات القمعية، ذا لون سياسي"، مضيفا: "أعتقد أن ضياء يتفوق
على سلامة بهذا الأمر، وسلامة دفعتي ولم ألحظ عليه مثل ما لاحظت على ضياء من القدرة
على الجدل وتأييد العسكر بالوقت ذاته".
وفي توقعاته حول ما يمكن أن تصل إليه النقابة تحت سيطرة النظام، قال الصحفي
المصري: "النقابة تسير كما يسير البلد، وما يسري على مصر يسري على
نقابة الصحفيين".
"الخيار الأسوأ"
من جانبه قال الكاتب الصحفي، محمد منير لـ"
عربي21" إن
"المعارضة منسحبة في هذه الدورة من ساحة النقيب وتركت الحكومة تشيل شيلتها الخربانة
وحدها"، مؤكدا أن "الدولة يبدو أن تقديرها أنها محتاجة لشخص مثل رشوان".
وحول ما يمكن أن يقدمه رشوان ولم يقدمه سلامة، قال منير، إن "رشوان
يملك إمكانيات أكثر بالمناورة، ويتحدث لغات سياسية مختلفة، ويمتلك خبرة القفز على الحبال،
وتقديم السم بالعسل، وذلك لعمله بالماضي ضمن معسكر المعارضة الناصرية"، موضحا
أنها "مفاضلة بين رجلين من معسكر واحد والتقدير لفرق الإمكانيات".
وبشأن غضب جموع الصحفيين من صمت سلامة على تجاهل النظام للنقابة في وضع
قوانين الإنترنت والصحافة، وصمته أمام حبس الصحفيين وفصلهم وأن هذا يصب لصالح جبهة
رشوان، يرى منير، أن "جماهير الصحفيين جزء "منفعجي" لا يفرق معهم هذا
الموضوع، والجزء الجاد منهم معركته على أعضاء المجلس وليس النقيب، لأن انحياز وتركيبة
المجلس الفترة القادمة هي الفارقة".
وحول توقعه لمصير النقابة لو نجح رشوان، وهل يستطيع أن يكون أكثر ليونة
وتداخلا مع النظام لوقف شيء من الانتهاكات أم إنه الخيار الأسوأ، قال منير: "ضياء
شديد الخطورة على النقابة وممكن أن يدمر دورها، ولكن هذا مرهون بتركيبة المجلس المقبل".
ودعا منير، الجماعة الصحفية لإنقاذ النقابة والحفاظ على مكانتها وقيمة
الصحفي، قائلا: "لوقف المخطط وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، يجب انتخاب الستة مقاعد الفارغة
من الشباب الثوري المنحاز للوطن وللجماعة الصحفية، يعني قائمة وطنية والبعد عن تصويت
الخواطر والعلاقات والمصالح والمنفعة، لأن الطوفان سيأكل الجميع".