هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "البايس" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن دور التوسع الاستيطاني الإسرائيلي حول القدس، وأثره في تضييق الخناق على مستقبل فلسطين.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، إنه "بعد مرور سنة تقريبا على اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، بالقدس عاصمة لإسرائيل، ضاعفت حكومة بنيامين نتنياهو عمليات توسيع
مستوطناتها وطرقاتها في المناطق المحيطة بالقدس".
وأوردت الصحيفة أن "الجزء الشرقي من المدينة،
التي تعيش تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي منذ سنة 1967، تشهد حصارا من خلال توسيع
المستوطنات الإسرائيلية عبر بناء حوالي 6 آلاف منزل جديد، فضلا عن إنشاء طرق
دائرية خاصة بالإسرائيليين حصرا، ومن شأن هذا الحصار أن يهدد السلامة الإقليمية
لدولة فلسطين في المستقبل".
ونقلت الصحيفة عن المسؤول في منظمة التحرير
الفلسطينية، نبيل شعث، أن "إسرائيل تحاول توحيد القدس بأكملها وجعلها تحت
سيطرتها من خلال إنشاء بنية تحتية تربط بين المستوطنات وتقسم المناطق
الفلسطينية"، وحذر شعث أيضا من أن "الإسرائيليين قد ألحقوا الضرر
بالمناطق المجاورة من خلال هدم المنازل في الوقت الذي ستصبح فيه أحيائهم جيوبا
معزولة".
وأضافت الصحيفة أن منظمة التحرير الفلسطينية تعتقد
أن الطريق الجديد سيؤدي إلى تعميق الفصل بين أكثر من 300 ألف فلسطيني في القدس
ونحو 2.5 مليون آخرين يعيشون في الضفة الغربية، إلى جانب حاجز الجدران والأسوار
التي أقيمت بعد سنة 2004، كما ستهدّد هذه الطريق التواصل بين المناطق الشرقية
والصلاحية الإقليمية للدولة الفلسطينية.
اقرأ أيضا: منظمة حقوقية تدعو إلى حماية دولية لسكان القدس من التهجير
وأبرزت الصحيفة أن السكان القاطنين في حوالي 14
مستوطنة إسرائيلية في القدس الشرقية سيتمكنون من التنقل بسهولة أكبر إلى وظائفهم
وأماكن دراستهم التي تقع معظمها في المنطقة الغربية من الخط الأخضر في فلسطين الذي
قسّم المدينة منذ 15 سنة تقريبا، وقد أُطلق على الطريق الدائري في القدس، الذي تم
تدشينه خلال الشهر الجاري، "طريق الفصل العنصري" من قبل منتقديه في صفوف
اليسار السلمي الإسرائيلي والمجتمع الفلسطيني في القدس، وبدلا من أن يفصل بينهما
حاجز خرساني، تم تقسيم الطريق بسياج بلغ ارتفاعه ثمانية أمتار.
وعلى الجانب الأول من الطريق، تسير مركبات
المستوطنين الإسرائيليين القادمين من مستوطنات شمال القدس متجهين نحو المنطقة
الوسطى من المدينة، أما الجانب الآخر فتمر منه المركبات الفلسطينية عبر المحور
المتعرج الذي يربط بين رام الله في الشمال، وبيت لحم في الجنوب، دون أن تتمكن من
الوصول إلى المدينة المقدسة، وعلى ضوء ذلك، صرح وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي،
جلعاد إردان، خلال افتتاح الطريق الجديد في العاشر من الشهر الحالي أن هذا الطريق
يعد "مثالا على القدرة على التعايش بين الإسرائيليين والفلسطينيين في الوقت
الذي يواجهون فيه تحديات أمنية".
وأفادت الصحيفة أن التوسع الاستيطاني الهائل لمنطقة
"إي 1" يمكن أن يمثل في الواقع تقسيما للأراضي الفلسطينية، مما قد يعرض
تواصلها الإقليمي المستقبلي إلى خطر شديد، وعلى ضوء ذلك، أكدت صحيفة
"هآرتس" الإسرائيلية في مقالها الافتتاحي أنه "في ظل غياب أي
مبادرة دبلوماسية لحل الصراع، أصبح الحد من الازدحام المروري رمزا بشعا لسياسة
الفصل الإسرائيلي في الضفة الغربية".
اقرأ أيضا: مختصون: تراجع مخصصات السلطة للقدس يزيد من تهويدها
وأوضحت الصحيفة أنه أمام لا مبالاة الولايات المتحدة
وتراجع الضغوط الدبلوماسية من قبل الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء، على إسرائيل،
انتشرت شبكة من المستوطنات الإسرائيلية والطرقات حول القدس. ويدعى هذا المشروع
باسم خطة "إي 2"، الذي يعد بمثابة مشروع استيطاني إسرائيلي جديد على أرض
تقدر مساحتها بحوالي 170 هكتار جنوب مدينة بيت لحم.
وخلال الأسبوع الماضي، صرحت المتحدثة باسم
"حركة السلام الآن"، هاجيت أوفران أن "هذه الخطة يمكن أن تعطي الحل
للدولتين من خلال وقف التواصل الإقليمي من الجنوب"، إلى جانب ذلك، فإن مشروع
بناء مستوطنة "جفعات إيتام" الجديدة قد يعيق أيضا التوسع العمراني لبيت
لحم، المحاطة بحوالي 18 جيب إسرائيلي.
وفي الختام، أوضحت الصحيفة أنه في إسرائيل، لا يزال
التشريع الذي سمح للإمبراطورية العثمانية بمصادرة الأراضي غير المزروعة ساري
المفعول، وبموجب قواعد السلطنة آنذاك، أعلنت إسرائيل في سنة 2004 بأن حوالي 134
هكتارا المحيطة بمنطقة "خلة النحلة"، التي تمثل جزءا من المشروع
الاستيطاني "إي 2"، ستكون بمثابة "أراضي دولة"، حيث من المقرر
أن يتم بناء 2500 منزل للمستوطنين جنوب بيت لحم.