دعا حقوقيون ونشطاء
مصريون إلى دعم
إضراب خمسة من
المعتقلين السياسيين منذ ليلة 25 كانون الثاني/
يناير الماضي وحتى 11 شباط/ فبراير المقبل، والتدوين عنهم؛ لتدويل قضيتهم والتفاعل
معها من جانب المنظمات الدولية والحقوقية.
وأعلن خمسة معتقلين
سياسيين إضرابهم عن الطعام بالتزامن مع الذكرى الثامنة لثورة يناير، للتذكير
بقضيتهم، وقضايا باقي المعتقلين في
سجون الحكومة المصرية.
وأعلن عدد من النشطاء والحقوقيين إضرابهم عن الطعام طوال الفترة
ذاتها تضامنًا مع المعتقلين، ودعوا إلى الإفراج عنهم، وعن باقي المعتقلين على ذمة
قضايا سياسية، والضغط على السلطات المصرية من قبل الحكومات الغربية.
والمضربون عن الطعام
هم: إسلام خليل والمعتقل منذ آذار/ مارس الماضي، وجلال البحيري، شاعر، يقضي حكما
بالحبس ثلاث سنوات أصدرته محكمة عسكرية، وشادي الغزالي حرب، طبيب وناشط، اعتقل منذ أيار/ مايو الماضي، وأحمد صبري أبو علم، محام، ألقي القبض عليه في تشرين أول/
أكتوبر الماضي، وعبد الفتاح البنا، الأستاذ بكلية الآثار جامعة القاهرة، اعتقل في
آب/ أغسطس الماضي.
لماذا الإضراب؟
وقال مدير مركز الشهاب
لحقوق الإنسان، خلف بيومي، لـ"
عربي21" إنه في مثل هذه الأيام
"يتلمس المظلومون ذكريات الحرية ليعبروا فيها للعالم عن معاناتهم.. وتعتبر
الأيام من 25 يناير حتى 11 فبراير هى أفضل أيام في عمر شباب ذلك الجيل، والذي
استطاع فيها أن يزيح نظاما جثم على صدور العباد 30 عاما".
وأكد أن "الإضراب
أصبح من أبرز وسائل التعبير عن رفض الانتهاكات والتجاوزات داخل السجون، وليس
بالضرورة أن يشارك فيه كل السجناء ولا كل السجون؛ لأن هذا لم يعد بالأمر السهل أو
المتاح، ولكن المؤكد أن كل السجناء مازالوا يرفضون السكوت أو قبول الظلم".
ورأى أن "كل عمل
مناهض للانتهاكات يمثل ولو بنسبة بسيطة إزعاجا للنظام؛ لأنه يسعى لموت كل معارض وإسكات
كل صوت"، معتبرا أن "الكتابة عنهم واجب على الجميع حتى يصل صوتهم، ويتم
تعرية وفضح النظام أمام العالم".
رسالة للأحرار
المحلل السياسي،
والكاتب الصحفي، أبو المعاطي السندوبي، قال لـ"
عربي21" إن إعلان الإضراب
عن الطعام في هذا التوقيت دليل على إصرارهم على مواقفهم، والاحتفال والتذكير بثورة
يناير، وسقوط نظام مبارك في 11 فبراير رغم عملية السجن والاعتقال، وهي رسالة أنهم
لا يزالون صامدين رغم حبسهم ومعاناتهم داخل السجن".
وأضاف: "هي رسالة
لمن هم خارج السجن إلى عدم التنازل والصمود في مواجهة هذا النظام، والسفاح السيسي
الذي لا يمكن السكوت عن ظلمه"، مشيرا إلى أن "لسان حالهم أننا قادرون
على الاحتفال بذكرى يناير وإسقاط السيسي، ودعوة إلى من هم خارج السجن للصمود والتصعيد".
واختتم حديثه بالقول:
"الرسالة الأخرى، أن هذا النظام رغم قمعه لم يستطع أن ينال من عزيمتهم
وإصراهم وأن ثورة يناير لا تزال مستمرة، ومتقدة في نفوس ملايين المصريين، ولا
تزيدهم إلا صلابة، وأنهم رغم وجودهم خلف القضبان فإن هذه الثورة أمل، وهي دعوة
للمصريين بأن لا يسكتوا، وأن يستمروا في ثروتهم؛ لأن الثورة لم تمت".