هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشفت مصادر مقربة من "وحدات الحماية" الكردية، عن تعرض الأخيرة لضغوط من روسيا، في سبيل تسريع التوصل إلى اتفاق مع النظام السوري.
واعتبرت المصادر أن "الوحدات" تمر بأزمة
كبيرة، فمن جهة يريد النظام تجريدها من كل شيء في حال الاتفاق، ومن جهة أخرى هي
مهددة بالاجتياح التركي، في تكرار لتجربة عفرين.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية المعروفة اختصارا
بـ"قسد"، قد كشفت في وقت سابق عن شرطها الرئيسي، لأجل التوصل إلى اتفاق
مع النظام السوري، حيث أوضح قائدها العام مظلوم كوباني في مقابلة مع وكالة
"فرانس بريس" أن "أي اتفاق مع الحكومة السورية يجب أن يضمن خصوصية
قواته، بعدما تمكنت من طرد تنظيم الدولة من مساحات واسعة في شمال وشرق
سوريا"، وذلك في إشارة إلى "الهوية الكردية لهذه القوات".
وأضاف كوباني أن "المفاوضات لا تزال جارية
لكنها لم تصل حتى الآن إلى نتيجة إيجابية بعد"، كون النظام "ما زال يؤمن
أن بإمكانه العودة إلى ما قبل العام 2011، وما زال يأمل أن يسيطر عسكريا على كل
المنطقة"، مضيفا أنه "لهذا يحتاج النظام إلى مزيد من الوقت لكي يفهم أن
ذلك مستحيل، ولا يمكن حدوثه".
إغلاق ملف شرق الفرات
بدوره، أكد عضو مكتب العلاقات في تيار المستقبل،
محمود نوح، أن روسيا تستغل التهديدات التركية بالتقدم في شرق الفرات، وتضغط على
وحدات الحماية التابعة لـ"حزب الاتحاد الديمقراطي" للتوصل إلى اتفاق مع
النظام السوري، يضمن تسليم هذه المناطق للأسد.
وأوضح نوح في حديثه لـ"عربي21"، أن اهتمام
روسيا بمناطق شرق الفرات يعود لسببين، الأول لفك الارتباط بين "قوات سوريا
الديمقراطية" والولايات المتحدة، وعرقلة مشروع إنشاء المنطقة الآمنة، وإفشال
المشروع الأمريكي في شمال سوريا..
اقرأ أيضا: "قسد" تكشف شرطها الأساسي لأجل الاتفاق مع نظام الأسد
وبحسب نوح، فإن السبب الثاني الذي يفسر اهتمام روسيا
بمناطق شرق الفرات، هو تركز النفط والثروات الزراعية فيها، وقال إن "سيطرة
النظام على هذه المناطق يعني وصول روسيا إليها، وكذلك إغلاق ملف شرق الفرات،
للتفرغ للحل في إدلب".
من جانبه، قال المحلل السياسي الكردي، الدكتور فريد
سعدون، إن دعم سيطرة النظام السوري على شرق الفرات يعتبر أولوية روسية، وموسكو
أعلنت عن ذلك بشكل صريح مرارا.
مكاسب خاصة
وأضاف سعدون لـ"عربي21"، أن الوحدات مضطرة
للتفاوض على مصيرها، وهي ستحاول من أجل إنقاذ نفسها ومكاسبها الخاصة، وليس من أجل
أكراد سوريا.
وتابع سعدون بأن "الوحدات حصلت على المليارات
من النفط والغاز والمعابر والتهريب، وتركيا تطالب بمنع جميع نشاطاتهم على الأرض
السورية بما فيها التجارة والتهريب والإقامة والتنقل والأسلحة وغيرها، حتى تكف عن
الخيار العسكري كما فعلت بعفرين، وهذا الأمر يحتم على الأخيرة أن تذهب للنظام،
لتضمن مصالحها فقط".
اقرأ أيضا: احتجاجات شعبية ضد قوات سوريا الديمقراطية في الرقة
غير أن المسؤول الإعلامي في منصة (INT) الإخبارية، جوان رمّو،
اعتبر أن روسيا تنظر إلى "قسد" على أنها جزء من المشروع الأمريكي، وقال
في حديثه لـ"عربي21" إن "روسيا أقرب للنظام من قسد، وقد باتت الأخيرة بعد
تخلي واشنطن عنها في موقف ضعيف جدا".
وأضاف أنه "لم يبق للوحدات غير روسيا، وروسيا
ميالة للنظام، وهذا ما يؤكد أن الاتفاق في حال تم، فإنه سيكون لصالح الأسد بشكل
كلي".
يذكر أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن عزمه سحب قواته من سوريا بالتزامن
مع تهديدات تركية بالتقدم في مناطق شرق الفرات، دفع "الوحدات" الكردية
إلى تقديم تنازلات للنظام في المفاوضات التي بدأت منذ أشهر، لكن من دون أن يثمر
ذلك عن إعلان التوصل لاتفاق إلى الآن.