هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
هددت البعثة الأممية للدعم في ليبيا بشدة، المجموعات المسلحة التي تخترق الهدنة في العاصمة الليبية، والتي تسببت في اندلاع اشتباكات ووقوع قتلى وجرحى، مشيرة إلى إجراءات رادعة وتدابير لمواجهة هؤلاء، وسط تساؤلات عن دلالة هذه التهديدات وتداعياتها على المشهد الأمني في طرابلس.
وأكدت البعثة في بيان رسمي، وصل "عربي21" نسخة منه، أنها "تراقب عن كثب التحركات العسكرية الأخيرة في جنوب طرابلس، وأنها لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه هذه الفوضى وستقوم باتخاذ كافة التدابير والإجراءات المتاحة اللازمة من أجل ردع هذه المحاولات المدانة والمرفوضة".
وأشارت إلى أن "أي اعتداء مباشر أو غير مباشر على المدنيين وممتلكاتهم والمرافق العامة يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان الدولي، وسيتعرض مرتكبيه للمساءلة"، وفق البيان.
اجتماع أمني دولي
من جهته، عقد المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة اجتماعا أمنيا طارئا ضم وزير الداخلية الليبي، فتحي باشاغا وسفراء كل من بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية لدى ليبيا لبحث تطور الأوضاع الأمنية داخل العاصمة "طرابلس".
وأكد "سلامة" أن "الاجتماع ضرورة لأن هناك قرارا حاسما من قبل الحكومة وداخليتها بأن تمارس الوزارة كافة المهام المناطة بها وبسط سلطة الدولة، وأن هذا الاجتماع هو رسالة واضحة لدعم المجتمع الدولي القوي لوزارة الداخلية بحكومة الوفاق.
مطالب "باشاغا"
في حين، طالب وزير داخلية ليبيا، "المجتمع الدولي بدعم وزارته بالتجهيزات اللازمة للمراقبة والرصد ومكافحة الجريمة والإرهاب"، مشيرا إلى أن أبرز التحديات التي تواجهه هي التشكيلات المسلحة وانتشار السلاح ومقاتلي "داعش" والهجرة غير الشرعية، حسب كلامه.
ورأى مراقبون من العاصمة طرابلس أن هذه التهديدات تؤكد تطور الوضع دوليا تجاه الميليشيات المسلحة في العاصمة وأن التأمين والاستقرار سيكون من مهام المجتمع الدولي عبر وزارة الداخلية، وهو ما طرح تساؤلات من قبيل: ما تداعيات ونتائج هذه التهديدات من قبل البعثة في هذا التوقيت؟
تذويب "الميليشيات"
وقال وزير التخطيط الليبي السابق، عيسى التويجر إن "التجربة في ليبيا لم تثبت أن الأمم المتحدة تلتزم بالتخطيط وتلزم حكومتها الضعيفة التي نصبتها بالتنفيذ وإنما عادة ما تنتظر من هذه الحكومة غير القادرة أن تحدد ماتحتاجه وأن تخطط وتنفذ وتكتفي هي بالدعم "الهامشي"، حسب تعبيره.
وأضاف لـ"عربي21": "ونأمل أن تنجح البعثة هذه المرة في معالجة الوضع بسياسة حكيمة ممنهجة لتذويب "المليشيات" تدريجيا وتقوية الأجهزة العسكرية والأمنية، وكون مهام الأمم المتحدة إيجاد توافق وتوازن لمصالح الدول القوية لذا ستكون مهمتها صعبة وهذا يفسر وجود سفراء بريطانيا وأمبيركا للاجتماع الأمني الأخير".
"مخابرات غربية"
ورأى المحلل السياسي الليبي المقيم في كندا، خالد الغول أن "البعثة الأممية هي من تحكم في ليبيا وهي من تعلم جيدا من المعرقل، ويؤكد ذلك تصريحات رئيسها "سلامة" بأنهم هم من ساهموا في القرارات الاقتصادية التي تهم المواطن وتحقق مصلحته وأنهم ماضون في تحقيق ذلك".
اقرأ أيضا : "الصحة الليبية" تعلن مقتل 5 في اشتباكات بطرابلس
وبخصوص الاجتماع الأمني والتهديدات، قال لـ"عربي21": "هذا الاجتماع الذي ضم وزير الداخلية مع سفراء الدول الكبرى جاء لوضع الخطط المناسبة والتي على ضوئها يقرر "باشاغا" ما ينفده، فالمعلومات على الأرض تملكها المخابرات الغربية وهي تنفد ما يناسبها"، حسب رأيه.
ما دور بريطانيا وأمريكا؟
وقالت الصحفية من طرابلس، أحلام الكميشي إن "الجلسة الأمنية المغلقة التي نظمتها البعثة الأممية ومنعت الصحفيين من تغطيتها ربما جاءت لمناقشة ما صرح به وزير الداخلية الليبي مؤخرا حول دعم مخابرات بعض الدول للمليشيات وبأنه قد خاطب تلك الدول كي تكف أيدي استخباراتها عن مثل هذه التصرفات".
وتابعت لـ"عربي21": "وبالنظر لحضور سفراء بريطانيا وأمريكا هذا الإجتماع الأمني الخاص تظل مسألة تحديد من هي هذه المليشيات وإلى أي دول تتبع، وما مدى مساهمة كل من بريطانيا وأمريكا في مهمة البعثة، رهينة لقرارات "سلامة وباشاغا" القادمة"، كما قالت.
تجفيف المنابع
في حين أشار المدون الليبي، فرج فركاش إلى أن "اجتماع سلامة وباشاغا والسفراء جاء ليؤكد أهمية نجاح الترتيبات الأمنية التى تعهدت البعثة بدعمها وإنجاحها، لكن المشكلة التي ستواجه ذلك تتمثل في الكتائب المسلحة التي ترفض السمع لـ"باشاغا"، وفي نفس الوقت لها علاقات خارجية".
وأضاف: "الدعم الدولي ليس فقط بالكلام بل يجب أن يتبلور إلى إجراءات عملية تلجم قادة "المليشيات" وتلزمها بتسليم أسلحتها أو إخراجها من العاصمة، وكذلك إلزام الدول التي تسير هذه "المليشيات" عن بعد بقطع علاقاتها مع قادة هذه المجموعات وتجفيف منابع تمويليها ماديا محليا ودوليا"، كما صرح لـ"عربي21".