أقدم الأمن العام
اللبناني أمس الأحد، على ترحيل خمسة لاجئين سوريين عنوةً إلى مناطق
سيطرة نظام الأسد بسوريا، وذلك بعد احتجازهم، في "مطار رفيق الحريري" في
بيروت، حيث كان ثمانية سوريين هبطوا في مطار
رفيق الحريري للترانزيت قادمين من مطار الشارقة، ومتجهين إلى دولة السودان.
وأفاد مركز وصول،
لحقوق الإنسان، بأن عناصر الأمن العام اللبناني أجبروا خمسة من اللاجئين السوريين
المحتجزين، على التوقيع على أوراق موافقة بالسفر إلى
سوريا، مضيفاً أنه تم
ترحيلهم، بشاحنة تابعة للأمن العام اللبناني.
وجاء في بيان اطلعت
عليه "
عربي21"، أن عناصر الأمن أخبروا المحتجزين، بأنهم متّجهون إلى
الحدود اللبنانية السورية “نقطة المصنع” في منطقة البقاع، مؤكداً أن ترحيل
اللاجئين السوريين بهذه الطريقة “غير قانوني”، معرباً عن خوف المُرَحّلين وقلقهم
تجاه النتائج التي يمكن أن تصادفهم بعد وصولهم إلى الأراضي السورية.
وأوضح أن المركز يحاول
التواصل مع السلطات اللبنانية وحثّهم على "التراجع عن إجراء الترحيل القسري
بحق اللاجئين السوريين، لأن هذا الفعل يخرق القوانين والاتفاقيات الدولية التي
يلتزم بها لبنان".
وفي هذا الصدد قال
مدير مركز وصول لحقوق الإنسان "محمد حسن"، إن السلطات اللبنانية تحتجز
ثمانية سوريين بينهم فتاة في مطار رفيق الحريري، مشيراً إلى أن الأمن اللبناني
أجبر ثلاثة سوريين على توقيع أوراق موافقة السفر إلى سوريا، حيث وصلوا إلى مناطق سيطرة
النظام.
وناشد في حديثه
لـ"
عربي21"، السلطات اللبنانية التراجع عن قرار الترحيل القسري، والسماح
للاجئين المحتجزين بالدخول إلى الأراضي اللبنانية، ومنحهم إقامة مؤقتة يستطيعون
بموجبها التحرّك لبضعة أيام على أن تتم تسوية وضعهم بشكل قانوني.
من جانبه، أكد رئيس
الرابطة السورية لحقوق اللاجئين مضر حماد الأسعد، في حديثه لـ"
عربي21"،
أن القرار اللبناني بشأن ترحيل اللاجئين السوريين إلى سوريا يخالف كل الاتفاقيات
والقوانين الدولية في شأن ذلك.
ودعا السلطات
اللبنانية على عدم خرق القوانين الدولية بشأن عدم تسليم السوريين الثمانية إلى
دولة قد تتعرض فيها للخطر لأن القانون الدولي والاتفاقيات بشأن اللاجئين تفرض على
الحكومة اللبنانية الالتزام بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية و السياسية والذي
صادق عليه لبنان (اتفاقية مناهضة التعذيب والإعلان العالمي لحقوق الإنسان).
وأوضح الأسعد أن قسما
من السوريين الثمانية تم ترحيلهم من دولة
الإمارات العربية المتحدة إلى السودان
وقد توقفت رحلتهم ترانزيت في مطار بيروت حيث تم منعهم من مواصلة رحلتهم إلى
الخرطوم لعدم الحصول على تأشيرة الدخول إلى السودان والتي فرضتها خلال الأيام
الأخيرة وقسم منهم يقطن في لبنان وقد دفعوا غرامات ومخالفات تأخيرهم عن تجديد
الإقامة في لبنان.
وأضاف، أن قرارا
لبنانيا صدر بترحيل أربع سوريين إلى سوريا وهو انتهاك واضح للاتفاقيات والعهود
الدولية لأن نظام الأسد سيشكل على حياتهم خطرا مؤكدا أن نظام الأسد سبق وأن قام
باعتقال وتعذيب وقتل الذين تم ترحيلهم قسرا إلى سوريا من قبل لبنان أو بقية دول
العالم.