هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
طالب نائب رئيس "هيئة
العلاقات العامة والسياسية" الممثلة لأهالي "مخيم الركبان"، شكري
الشهاب، بترحيل سكان المخيم إلى الشمال السوري الخاضع لسيطرة المعارضة، مؤكدا رفض الأهالي التوجه إلى مناطق النظام.
وفي حديث خاص
بـ"عربي21" أكد الشهاب، أن سكان المخيم الواقع في منطقة التنف القريبة
من الحدود السورية – الأردنية، الخاضعة لسيطرة التحالف الدولي، يرفضون تفكيك
المخيم دون إيجاد حل جذري، يمر عبر نقل سكان المخيم إلى منطقة أخرى، أو توفير سبل
الحماية من النظام والمليشيات الإيرانية.
وكان الأردن قد دعا قبل
يومين، على لسان وزير الخارجية أيمن الصفدي، إلى عقد محادثات أردنية روسية أمريكية
حول مستقبل منطقة السيطرة الأمريكية في الجنوب السوري.
وقال الصفدي، إن
"موقفنا هو أن حل هذه القضية يكمن في عودة قاطني الركبان إلى المناطق التي
جاؤوا منها في وطنهم، ونعتقد أن حوارا أردنيا أمريكيا روسيا ضروري لتحقيق هذه
الأهداف".
وفي تعليقه على ذلك، شدد
الشهاب، على رفض الأهالي العودة إلى مناطق النظام، بسبب التغيير الديموغرافي الذي
يفرضه النظام في المناطق والبلدات التي نزح منها سكان المخيم، وقال: "لا نثق
بالضمانات الأردنية والروسية".
وتساءل: "أي قانون
يجبر النازح على العودة إلى الموت، وتحت أي ضمانات ستكون هذه العودة، ونحن من
الأساس نزحنا قسريا عن مناطقنا، بسبب ويلات الحروب، ونحن لم نتدخل في الشأن
العسكري مطلقا؟".
وأوضح الشهاب، أن غالبية
سكان المخيم هم من أرياف حمص الشرقية (تدمر، مهين، القريتين)، التي يسيطر عليها
النظام، مبينا أن غالبية هذه المناطق باتت مستوطنات لعائلات المقاتلين الشيعة من
خارج الحدود (أفغانستان، باكستان، إيران، كازاخستان).
وفي السياق ذاته، أشار المسؤول
في المخيم إلى الأوضاع الإنسانية الصعبة في المخيم، مبينا أن "سكان المخيم
عرضة للجوع والحصار والبرد، وسط غياب لوسائل التدفئة، ما دفع بهم إلى حرق الإطارات
القديمة والمواد البلاستيكية".
وبحسب الشهاب، فإن المخيم
سجل وفاة طفلين في الأسبوع الأخير نتيجة البرد القارس، ونقص الأغذية وحليب
الأطفال.
اقرأ أيضا: الأردن يدعو لمحادثات مع روسيا وأمريكا بشأن التنف والركبان
الناشط الإعلامي، عهد
الصليبي، نفى الأنباء التي تحدثت عن انتقال قسم من سكان المخيم إلى مناطق النظام،
وذلك ردا على حديث وسائل الإعلام النظام عن عودة قسم من نازحي الركبان إلى ريف حمص
الشرقي.
وفي حديثه
لـ"عربي21" عبر الصليبي عن خيبة أمل الأهالي من عزل الأردن للمخيم
بالأسلاك الشائكة، مؤكدا أن هذا الإجراء قلل من آمال السكان بحل قريب لمعضلة
المخيم.
وكانت الحكومة الأردنية قد
بررت زرع الأسلاك الشائكة بمحاذاة المخيم، بمنع تسلل اللاجئين من المخيم داخل
الأراضي السورية إلى داخل الأراضي الأردنية.
يذكر أن مسؤولا أمريكيا أكد لوكالة رويترز أن
"أمريكا أبلغت تركيا بأن أمريكا لن تنسحب من قاعدة التنف في سوريا في المرحلة
الحالية".
وسبق أن كشف مصدر عسكري
في المعارضة السورية المسلحة لـ"عربي21"، عن مفاوضات تجري بين فصائل
عسكرية وروسيا في منطقة الركبان قرب الحدود الأردنية في جنوب سوريا، بشأن خروج
مقاتلي المعارضة إلى الشمال السوري، وذلك على خلفية إعلان الرئيس الأمريكي ترامب
سحب قوات بلاده من سوريا.
هذا وتعاني منطقة التنف
(المنطقة 55) التي يقع فيها المخيم الذي يضم نحو 60 ألف نازح ، من تبعات حصار
كبيرة، يفرضه النظام السوري على المنطقة.