هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة "الغارديان" في افتتاحية خاصة لما يجري في إثيوبيا، إن السجل الذي قدمه رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد حتى الآن مثير للإعجاب.
وتقول الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إن القطار الذي سلكه آبي أحمد يحتاج إلى خارطة طريق ودعم من المؤسسات، مشيرة إلى أن الإثيوبيين ربما عذروا لشكهم عندما وعد رئيس الوزراء آبي أحمد في ربيع عام 2018 بإصلاحات واسعة، خاصة أن الحزب الذي انتخبه، وهو الجبهة الشعبية الديمقراطية الثورية، حاول منذ عام 2005 تقديم إصلاحات ليعود ويعدل عنها.
وتشير الصحيفة إلى أن "الحذر استبدل اليوم بالحماس الحقيقي، فالتغيير يحدث بسرعة تثير الدوار، لكن المعوقات والمخاطر واضحة، ويبلغ آبي أحمد من العمر 42 عاما".
وتلفت الافتتاحية إلى أن "آبي أحمد أتبع التحولات الرمزية بأفعال جوهرية، فالرئيس والنائب العام ونصف حكومته من النساء، وأطلق سراح آلاف المعتقلين السياسيين والصحافيين قبل اعتقاله المسؤولين البارزين لانتهاكات حقوق الإنسان والفساد، ورفع الحظر عن الأحزاب السياسية، ودعا المعارضة السياسية للعودة إلى إثيوبيا وترؤس لجنة الانتخابات، وتم تحديد موعد الانتخابات المقبلة في 2020، مع أن الانتخابات الأخيرة لم يتم انتخاب فيها أي مسؤول معارض".
وتنوه الصحيفة إلى أن "أحمد أعاد العلاقات مع إريتريا بعد نزاع طويل، ورعى لقاء بين قادة جنوب السودان، الذي أدى إلى اتفاق هش، ومع التقارب مع إريتريا يقوم أحمد بمحاولات تفاهم وتقارب مع جيبوتي والصومال، وهو ما قاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو للحديث عن (رياح الأمل التي تهب في القرن الأفريقي)".
وتستدرك الافتتاحية بأن "إثيوبيا شهدت عددا من حوادث العنف الإثني المتعدد الوجوه، وتم تشريد حوالي مليون شخص في العام الماضي، وخففت الدولة من سيطرتها في بلد تتحصن فيه الانقسامات والمنافسات، وقد شجع الحزب الحاكم الهوية الإثنية أساسا للتعبئة، بما في ذلك نظام معقد من الفيدرالية الإثنية، فيما يخشى البعض من أن الأجهزة الأمنية لا تعرف التعامل مع المواجهات بأي وسيلة غير تلك الوحشية القديمة".
وتفيد الصحيفة بأن الدولة قامت بعد حوادث العنف في الخريف باعتقال حوالي ألف شخص في معتقلات عسكرية من أجل إعادة التأهيل، مشيرة إلى أن هناك مخاوف من أن تؤدي خطط أحمد إعادة تشكيل الاقتصاد وخصخصة بعض مؤسسات الدولة لإثراء البعض، وعرقلة جهود التخفيف من مستويات الفقر، ففكرة إثراء البعض من بيع مؤسسات الدولة ستكون مثيرة للتحريض.
وتجد الافتتاحية أن "الكثير يعتمد على آبي أحمد، فالشخصية الجذابة قد تنزلق إلى سلطة شخصية غير خاضعة للمحاسبة، أما الأمر الثاني، فأي زعيم يحاول التغيير يجب عليه أن يكافح جماعات المصالح القوية، فالجبهة الثورية تعاني من انقسامات داخل أحزابها الإثنية الأربعة والمؤسسات والتنافس الشخصي، وقد اتهم رئيس حزب التيغري آبي بأنه يحاول تركيع التيغيرنيين، وشهدت رئاسته للوزراء قنبلة يدوية على أحد تجمعاته الانتخابية ودخول العسكر الغاضبين لمكتبه، وقال إنهم حاولوا قتله، وقدرته على نزع فتيل هذه الحالة هي إشارة إلى مهارته".
وتبين الصحيفة أن "جذوره تعود إلى العسكر، وكانت مهمة له، وكانت الجبهة الشعبية الثورية حتى العام الماضي تحت سيادة الإثنية التيغيرنية، أما هو فيعود إلى أورومو وأمه أمهرية، ويعكس هذا كله مهاراته سياسيا، وكذلك احتجاجات الأورومو التي أدت إلى استقالة سلفه".
وتختم "الغارديان" افتتاحيتها بالقول إنه "مع اقتراب الانتخابات فلا توجد خريطة طريق من الحكومة، وهناك حاجة سريعة لإصلاح القوانين المضطهدة، ويحب البعض رؤية دستور جديد، وتفكيك للفيدرالية الإثنية، مع أن البعض يشك في حذر آبي أحمد في القيام بإصلاحات شاملة، وسجله حتى الآن مثير للإعجاب، لكن التطورات التي بدأها في ثاني أكبر دولة أفريقية تعددا للسكان تحتاج إلى مؤسسات لتؤمنها".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)