هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا للكاتبة ميشيل غولدبيرغ، تقول فيه إن النائبة المنتخبة حديثا عن الديمقراطيين في ميتشيغان، رشيدة طليب، تحدثت خلال حفل غير رسمي للنساء التقدميات، اللواتي يجعلن من طبقة الكونغرس لعام 2019 طبقة متميزة.
وتشير غولدبيرغ في مقالها، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن طليب مدحت زميلتها في الجامعة شاريس ديفيس، التي تعود أصولها لسكان أمريكا الأصليين، "الهنود الحمر"، وهي مثلية جنسيا، ومقاتلة مدربة في فنون القتال من كنساس، وقالت: "عندما يترشح الناس مثلنا لمنصب حكومي ولا نغير شيئا في أنفسنا فإننا نكون قد فزنا".
وتلفت الكاتبة إلى أنها "تحدثت بعد ذلك عما كانت يعني فوزها لابنها، الذي قال لها إن فوزها أظهر أن المتنمرين -مثل دونالد ترامب- لا يفوزون، وقالت: (فقلت نعم يا بني إنهم لا يكسبون؛ لأننا سنذهب إلى هناك (للكونغرس) ونحاكم ابن..)، وأظنكم تعرفون أنها لم تتوقف عند كلمة ابن".
وتقول غولدبيرغ: "لو نظر الشخص إلى فزع الإعلام ردا على ما قالت طليب، لتخيل أنها هددت بإمساك الرئيس وتسفيره إلى بلد مليئة بالبراز، وكان من المذهل السماع إلى كل من الجمهوريين وهم يعبرون عن غضبهم من الشتيمة التي كالتها طليب، وإلى المعلقين الذين قارنوا بغباء بين الشتيمة التي وجهتها طليب وبين كراهية ترامب العنيفة للنساء وعنصريته الغوغائية".
وترى الكاتبة أن "العاصفة كانت كلها غبية إلى أبعد حد، حتى أنني كنت أميل إلى إهمالها، خاصة أنها بدأت بالانقشاع، لكن الأمر يستحق محاولة استطلاع سبب الضجة؛ لأنها قد تكون مؤشرا على نوع التغطية الإعلامية التي تنتظر هذه المجموعة الصارخة من النواب، خاصة النساء منهم".
وتؤكد غولدبيرغ أن "الأمر لم يتعلق بالشتيمة ذاتها، ففي عام 2004 أسعد نائب الرئيس ديك تشيني المحافظين، عندما قال في مجلس الشيوخ للسيناتور باتريك ليهي ليذهب ويتحرك بنفسه، (وعلق تشيني لاحقا على ذلك أمام الكوميدي اليميني دنيس ميلر بقوله: إنه أفضل شيء فعلته في حياتي)، وفي تشرين الأول/ أكتوبر، استخدم كاني ويست المصطلح ذاته في المكتب البيضاوي، وقليل من تظاهر بالاستياء".
وتنوه الكاتبة إلى أن "بعض المعلقين اتهموا طليب بتبنيها خطابا على نمط خطاب ترامب، لكن هذا يعكس سوء فهم لسبب قبح كلمات ترامب، فعندما وصف ترامب الرياضيين المحتجين على عنف الشرطة بـ(أبناء ....)، كانت المشكلة هي التعصب وليست اللغة البذيئة، وعندما تم كشف تسجيل صوتي له وهو يتفاخر باعتدائه على النساء، لم تكن المشكلة هي استخدامه لكلمة نابية في حديثه عن جسد المرأة، فأفعال ترامب وأفكاره القذرة وليست شتائمه النابية هي التي تجعله عارا يمشي على رجلين".
وتقول غولدبيرغ إن "القليل من المعلقين أصروا على أن الاهانة تكمن في التهديد بالمحاكمة، وليس سرا أن العديد من الديمقراطيين يريدون أن يروا ترامب يخرج من البيت الأبيض، وقام النائب براد شيرمان، الديمقراطي من كاليفورنيا، بإعادة طرح مشروع توجيه تهم للرئيس في الكونغرس الجديد".
وتتساءل الكاتبة: "فلماذا الضجة حول استخدام كلمة بذيئة؟ أشك بأن السبب له علاقة بالظاهرة التي كانت طليب تحتفل بها، فالكونغرس الجديد يبدو مختلفا تماما عن أي كونغرس جاء قبله، فهناك 42 من الأعضاء الجدد من النساء، ومع أن هناك 24 شخصا ملونا في الكونغرس، إلا أن اثنتين منهم، وهما طليب والهان عمر، الديمقراطية عن مينيسوتا، هما أول مسلمتين في الكونغرس، وهذا الوجه الجديد للخارطة السياسية الأمريكية يجعل البعض يشعرون بعدم الارتياح".
وتفيد غولدبيرغ بأن "الكاتب المحافظ دانيال بايبس قام بربط إرث طليب الفلسطيني باستخدامها لما أسماه (أكثر المصطلحات بذاءة في تاريخ الكونغرس)، وغرد على (تويتر) قائلا: (أصبح بإمكان الأمريكيين الاستمتاع بنسخة مما يواجهه الإسرائيليون)، لكن حتى الأشخاص غير المتعصبين في الظاهر يمكن أن تثير حفيظتهم نساء تستخدم الألفاظ النابية".
وتقول الكاتبة: "صديقتي ريبيكا تريستر أفردت بابا حول السياسيات والكلمات البذيئة في كتابها (Good and Mad: The Revolutionary Power of Women’s Anger)، قالت فيه: (مثل الغضب ذاته، تنصح النساء بعدم الشتم؛ لأنه يعد غير متناسب مع الأنوثة... لكن في الواقع فهو مفيد لأنه صمام تنفيس عن الغضب الكامن)".
وتؤكد غولدبيرغ أن "طليب ليست هي الوحيدة في غضبها، إنه غضب تشعر به الكثير من النساء اللواتي أعطين قوة للمقاومة؛ كلمات طليب لابنها ذكرتني بكل الأمهات اللواتي قلن لي كم من المؤلم لهن تفسير فوز ترامب، المتنمر، لأطفالهن، يبدو أن الغضب يساعد على دفع النساء اللواتي يفكرن في الترشح للرئاسة، وعرف عن بعضهن، مثل كيرستين غيليبراند وكامالا هاريس، أنهن يتفوهن ببعض الشتائم، وحالة الهيستيريا التي حدثت بسبب تلفظ طليب بتلك الشتيمة هي بمثابة تحذير لتلك النساء ولكل امرأة تفكر في العمل السياسي، بعدم عكس مدى غضبهن، والبقاء ضمن الإطار المرسوم لهن".
وتورد الكاتبة أن مجلة "تايم" نشرت في حزيران/ يونيو 2016 مقالا بعنوان "لماذا يعد ترامب ذكيا عندما يشتم؟"، وصفت فيه أن الشتائم التي كان يطلقها ترامب هي "استراتيجية بلاغية ماكرة"، وأن الدراسات "أظهرت بأن الأشخاص الذين يشتمون أكثر قابلية للتصديق"، وكما ذكر المقال، فإن تلك الاستراتيجية لم تكن متوفرة لهيلاري كلينتون، التي عرف عنها أنها تشتم في المجالس الخاصة، لكن قليلا ما فعلت ذلك في العلن، حيث أشار المقال إلى أن "القواعد التي تعرف ما هو لغة مناسبة أكثر تشددا مع النساء منها مع الرجال".
وتختم غولدبيرغ مقالها بالقول: "تمت السخرية من تحفظ كلينتون على أنه متصنع، وتواجه النساء في السياسة إشكالية عند الموازنة بين الاتزان والسخط.. أما بقيتنا فيمكن له القول لمن يشيرون بأصابعهم (إلى طليب) بأن يذهبوا ويفعلوا ما قاله تشيني للسيناتور".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)