هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعلنت الحكومة الشعبوية الإيطالية الإثنين دعمها لحركة "السترات الصفراء" الاحتجاجية في فرنسا، في حين دعا أحد الوزراء الرئيسيين فيها المتظاهرين إلى عدم التراجع.
وكتب نائب رئيس الوزراء لويجي دي مايو زعيم حركة الخمس نجوم على مدونة الحزب "السترات الصفراء، لا تتراجعوا".
وقال النائب الآخر لرئيس الوزراء ماتيو سالفيني رئيس حزب الرابطة (يمين متطرف) "أدعم المواطنين الشرفاء الذين يحتجون ضد رئيس يحكم ضد شعبه"، لكنه أضاف أنه يدين "بحزم كامل" العنف الذي تخلل التظاهرات الاخيرة.
لكن دي مايو كان الأكثر حماسة، فبعد إدانته أعمال العنف عرض تقديم حركته المساعدة خصوصا عبر منصّتها الإلكترونية "روسو" من أجل "تنظيم أنشطة على الأرض" كما و"تحديد البرنامج الانتخابي" عبر نظام تصويت.
"روسو"
و"روسو" هي منصة تفاعلية على الانترنت تتيح للمنتسبين إلى حركة الخمس نجوم المشاركة في إعداد البرامج وصياغة التشريعات، كما وانتقاء المرشّحين للانتخابات المحلية والوطنية.
وهي المنصة التي تم بواسطتها انتقاء المرشّحة للانتخابات البلدية فيرجينا راغي من بين نحو عشرة مرشّحين مغمورين لتمثيل الحركة، لتفوز بعدها في انتخابات 2016 وتتولى رئاسة بلدية روما.
اقرأ أيضا: بعد السترات الصفراء.. بروز حركة "الأقلام الحمراء" فما هي؟
لكن المنصة تواجه انتقادات في إيطاليا بسبب قلة الشفافية كما وخضوعها لشركة أنشأها أحد مؤسسي الحركة روبرتو كازاليغيو، منظّر الديموقراطية المباشرة المعادي للديموقراطية التمثيلية.
وكتب دي مايو "إنه نظام يلائم تحركا أفقيا وعفويا مثل تحرّككم وإذا أردتم استخدامه سيكون ذلك من دواعي سرورنا".
وتابع زعيم حركة الخمس نجوم أن "الحكومة الفرنسية كغيرها من الحكومات تسعى إلى تمثيل مصالح النخبة، أولئك الذين يتمتّعون بامتيازات أكثر من (تمثيل) مصالح الشعب".
وأضاف أن "حكومة (الرئيس الفرنسي إيمانويل) ماكرون ليست على مستوى التطلّعات وتنتهج سياسات خطيرة ليس فقط بالنسبة للفرنسيين ولكن ايضا بالنسبة لأوروبا".
وتابع دي مايو "لقد توصّلنا في إيطاليا إلى قلب هذا التوجّه"، داعيا "السترات الصفراء" إلى القيام بالأمر نفسه.
معركة قاسية
وختم دي مايو الذي بدأ حملته للانتخابات الأوروبية المقررة في أيار/مايو "هناك أوروبا جديدة في طور الولادة هي أوروبا +السترات الصفراء+ والحركات (القومية) والديموقراطية المباشرة. إنها معركة قاسية يمكننا أن نخوضها معا"، داعيا السترات الصفراء" إلى "عدم التراجع".
وتظاهر نحو 50 ألف شخص السبت في جميع أنحاء فرنسا في يوم التعبئة الثامن لحركة "السترات الصفراء" احتجاجا على السياسة الاجتماعية والضريبية للحكومة. لكن بعد مرور أسابيع على انطلاق التحركات الاحتجاجية تراجعت التعبئة، وباتت حاليا تقتصر على النواة الأكثر تطرفا في التحرّك.
اقرأ أيضا: زخم "السترات الصفراء" يعود بفرنسا واعتقالات بالجملة (شاهد)
ومنذ انطلاقها في تشرين الثاني/نوفمبر شهدت التظاهرات أعمال عنف وشغب خصوصا في الأول من كانون الأول/ديسمبر عندما خرّب متظاهرون متحفا في نصب قوس النصر وكتبوا شعارات على واجهاته.
وانطلقت حركة "السترات الصفراء" في السابع عشر من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وقد ضمت فرنسيين من الطبقتين الفقيرة والوسطى ينددون بالسياسات المالية والاجتماعية للحكومة التي يعتبرونها ظالمة، ويطالبون بتحسين القدرة الشرائية في البلاد.
وشكّلت حركة الخمس نجوم وحزب الرابطة في حزيران/يونيو أول ائتلاف حكومي شعبوي صرف في الاتحاد الأوروبي، خلفا للحزب الديمقراطي اليساري الوسطي.
ومنذ تولّيه السلطة في إيطاليا دخل الائتلاف الحاكم في سجالات مع الرئيس الفرنسي والمفوضية الأوروبية على خلفية زيادة الإنفاق تطبيقا لسياسات شعبوية.