هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "غازيتا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن أهم القرارات التي اتخذتها الولايات المتحدة فيما يتعلق بالمجال العسكري خلال سنة 2018، والتي لا تتجلى فقط في الانسحاب الأحادي الجانب من معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى، وسحب القوات الأمريكية من سوريا وأفغانستان.
وقالت في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه في نهاية كانون الثاني/يناير من سنة 2018، أخفق صاروخ "ستاندارد ميسايل" الأمريكي المضاد للصواريخ في اعتراض صاروخ باليستي تابع للبحرية الأمريكية في ساحة التدريب في هاواي. وكان هذا الاختبار الثاني من نوعه لشركة رايثيون المتخصصة في أنظمة الدفاع.
وبحسب الصحيفة، فإن هذا الحدث كان مأساويا بالنسبة للولايات المتحدة، لاسيما في ظل عدم إحرازها أي تقدم في مجال الدفاع الصاروخي، في الوقت الذي حققت فيه كوريا الشمالية تقدما ملحوظا في هذا المجال، مما جعلها تتخذ قرار بضرب قارة أمريكا الشمالية بالقذائف النووية.
اقرأ أيضا: هل يشكل انسحاب أمريكا من سوريا ورقة قوة أم أزمة لأنقرة؟
وأفادت الصحيفة بأن أنجع سلاح في الولايات المتحدة الأمريكية اليوم يعتمد على مكونات آخذة في التقلص، وأخرى تورد من الصين. من هذا المنطلق، يخطط البنتاغون لاستثمار أكثر من 20 مليار دولار في إنتاج الذخيرة خلال السنة المالية القادمة.
ويتساءل الخبراء داخل الولايات المتحدة عما إذا كان ذلك سيؤدي إلى إنشاء قاعدة صناعية حقيقية، من أجل تأمين مكان لهذا الحجم الهائل من المشتريات. وتجدر الإشارة، إلى أنه خلال السنوات الأخيرة، استهلكت الولايات المتحدة كميات كبيرة من أسلحة الدمار.
على صعيد آخر، في 29 كانون الثاني/ يناير الماضي، حلقت طائرة أمريكية من طراز "بوينغ إي إيه 18 جي غرولير"، وبمجرد ارتفاعها 25 ألف قدم وتواجدها على بعد 60 ميلا من جنوب سياتل، تلقى طاقم الطائرة تحذيرا يفيد بأن النظام الذي يتحكم في درجة الحرارة وضغط الهواء داخل مقصورة الطائرة معطل.
وأدى ذلك إلى انخفاض درجة الحرارة لتصل إلى 30 درجة تحت الصفر داخل مقصورة القيادة، الأمر الذي أدى بدوره إلى تغطية لوحة عدادات الطائرة بطبقة من الثلج وحجب الرؤية عن طاقم القيادة. لكن بفضل جهود الطيارين والخدمات الأرضية، تمكنت الطائرة من الهبوط بسلام. وبسبب انخفاض درجة الحرارة أصيب طاقم الطائرة بقضمة الصقيع.
وبينت الصحيفة أن القوات الجوية الأمريكية تقوم بزيادة استثماراتها، الأمر الذي يسمح لها بالانتقال بسهولة إلى القواعد الجوية لحلف الناتو المتواجدة في أوروبا الشرقية والعمل بالقرب من "الجناح الغربي" لروسيا. وبما أن وزارة الدفاع الأمريكية تعمل على توسيع وجودها في أوروبا، فإن ذلك يقضي بضرورة تواجد القوات الجوية الأمريكية في هذه الأماكن.
في هذا الصدد، تخطط إدارة دونالد ترامب لإنفاق 828 مليون دولار في سنة 2019 لبناء وتعزيز البنية التحتية العسكرية في أوروبا، حيث يعتبر البنتاغون ذلك جزءا من المبادرة المستمرة للحد من العدوان الروسي وتعزيز القدرات الدفاعية للحلفاء الأوروبيين.
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة تخطط لشراء سفن كبيرة، سوف تحل في المستقبل محل طراداتها القديمة. وتحت إشراف رئيس العمليات البحرية الأمريكية، شكلت لجنة خبراء تتولى مهمة تحديد مواصفات السفينة التي ينبغي أن تحل محل الطراد. ومن المتوقع، أن تظهر أول سفينة من النوع الجديد بين سنتي 2023 و2024.
وبينت أن البحرية الأمريكية تعاني من نقص في الملاحين المدربين. في هذا الصدد، وجهت البحرية الأمريكية مجموعة من الأسئلة للضباط الصغار، خاصة حول مدى استعدادهم للسيطرة على السفينة فور الالتحاق بطاقم معين.
اقرأ أيضا: كالين: أردوغان أقنع ترامب بتفعيل آلية الانسحاب من سوريا
وبعد التدقيق الداخلي الذي دام ثلاثة أشهر، تبين لكبار قادة البحرية الأمريكية، أن حوالي 85 في المئة من الضباط المبتدئين يواجهون مشاكل كبيرة مرتبطة بمهارات إدارة السفن. ومن بين حوالي 164 ضابطا الذين خضعوا للاختبار، يواجه 104 من بينهم بعض المشاكل، كما يواجه 29 من الضباط الصغار مشاكل كبيرة تتعلق بمدى استعدادهم لتشغيل السفينة.
وأوردت الصحيفة أن البحرية الأمريكية ألغت برنامجا يتضمن تركيب محركات كهربائية موفرة للوقود على 34 مدمرة تابعه للبحرية الأمريكية، وتضمين هذه التكنولوجيا المتطورة في سفينة واحدة. ولصالح هذا الغرض، كان من المفترض أن تنفق الولايات المتحدة حوالي 6.3 ملايين دولار بالنسبة لسنة 2018، لكن لأسباب مالية تم إلغاء ذلك. وحتى الوقت الراهن، لم تنفق الولايات المتحدة سوى 52 مليون دولار على برنامج المدمرات الهجينة.
وفي الختام، نوهت الصحيفة بأنه وفقا للإدارة العسكرية الأمريكية، فإنه سيكون هناك أوجه تشابه بين حرب الولايات المتحدة مع روسيا والحرب مع الصين. لكن، يتوجب على البنتاغون إنجاز بعض الاستثمارات لتعزيز قدرات الجيش الأمريكي للتعامل مع الخصمين.
وفي ملخص "إستراتيجية الدفاع الوطني" الذي نشرته وزارة الدفاع الأمريكية سنة 2018، تم اعتبار روسيا والصين، من بين التحديات الرئيسية التي تواجهها الولايات المتحدة.