هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نائب رئيس برلمان العراق بشير الحداد في مقابلة خاصة لـ "عربي21":
- لا نحبذ استكمال الكابينة الوزارية بغير توافق.. وهذا ما سنفعله إذا لم يتم الاتفاق
- هناك انفراجه قريبة.. ولا اعتقد تكرار سيناريو ما حدث في الجلستين السابقتين
- الفساد يمثل جرثومة خطيرة في جسد العراق وعازمون على تقديم الجناة للقضاء
- البرلمان العراقي يتعرض لحملة تشهير ممنهجة وعازمون على استعادة هيبته
- هذه رسالة إقليم كردستان من زيارة مسعود البارزاني إلى بغداد.. ورد العراق عليها
- علاقة الحزب الديموقراطي الكردستاني بتركيا الآن جيدة وسوف تتطور إلى الأفضل
لا تزال أزمة استكمال تشكيل الحكومة العراقية، رهن اتفاق الأحزاب والكتل السياسية على تسمية المرشحين منذ تكليف عادل عبد المهدى بتشكيل الحكومة الجديدة قبل بداية تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
ويعقد مجلس النواب العراقي، غدا الثلاثاء، جلسة من المتوقع أن يتضمن جدول أعمالها التصويت على استكمال الوزارات الثماني المتبقية في حكومة عبد المهدي، بحسب ما كشفه مسؤول عراقي لـ "عربي21".
وكان من المقرر أن يحسم البرلمان العراقي، في جلسة 4 ديمسبر/ كانون الأول الجاري، التصويت على ثمانية وزراء لإكمال الكابينة الوزارية، لكن رئيس الحكومة فشل خلال الجلسة في تمريرهم، وسط خلافات شديدة على عدد من المرشحين.
"عربي21"، التقت نائب رئيس مجلس النواب العراقي، بشير الحداد، للحديث حول عن أسباب تأخر استكمال تشكيل الحكومة العراقية، وسيناريوهات جلسة الغد، وخيارات مجلس النواب حال عدم التوصل لاتفاق بين الكتل السياسية على المرشحين، والتدخلات الخارجية في تشكيل الحكومة، إلى جانب أبرز ما تتضمنه أجندة البرلمان خلال الفترة المقبلة ومدى الانسجام بينه وبين الحكومة.. فإلى تفاصيل الحوار:
بخصوص تأخر التصويت في مجلس النواب على باقي وزراء الحكومة العراقية وعددهم ثمانية.. أين تكمن المشكلة؟
كما تعلمون، كان من المفروض أن تقدم الكابينة بكاملها منذ البداية ولكن عدم الاتفاق بين الأطراف واستمرار الخلافات أدى إلى عدم اكتمال الكابينة وبقاء 8 وزارات حتى اليوم. وصارت جلستين لتمرير الكابينات المتبقية، ولكن عدم الاتفاق بين الأطراف السياسية أيضا أفشل ذلك، ولم نحصل على النصاب الكامل لهاتين الجلستين.
اقرأ أيضا: حصري: عبد المهدي انقلب على الصدر.. والأخير يهدد (كواليس)
لو أصرت بعض الأطراف على مرشحيها للوزارات المتبقية، هل ستدعمون خيار تقديم الوزراء للبرلمان وهو يحكم، أم ستتمسكون بخيار التوافق على المرشحين قبل عرضهم على البرلمان؟
العملية السياسية في العراق كلها مبنية على التوافق وليست الاستحقاقات الانتخابية، وحتى في الاستحقاقات الانتخابية فالتوافقات تلعب دورا، لذا نحن لا نحبذ إكمال الكابينة بغير توافق لأنه قد يؤدي ذلك إلى تشنجات ونتائج نحن في غنى عنها وتضر بالمجتمع وتضر بالعملية السياسية برمتها في العراق.
ونحن نأمل أن تتوصل الأطراف السياسية إلى اتفاق فيما بينها ويتم تمرير الكابينة والتوافق عليها خلال جلسة الثلاثاء، ولكن إذا لم يتم التوافق، حينذاك، فسوف ندعم رئيس الحكومة في أي مقترح يقدمه لاستكمال الكابينة، مع العلم أنه حتى الآن متمسك بالتوافق، ولكن لا يمكن الاستمرار في هذا الوضع إلى أبد الآبدين. والمجتمع والشارع العراقي، والمنهاج الوزاري للحكومة ينتظرون التطبيق، لأنه حتى الآن لم تسطع الحكومة أن تؤدي مهامها وتقدم الخدمات للمواطنين.
هل تتوقعون التوصل إلى توافق خلال الجلسة المقبلة لمجلس النواب.. وماذا لو تكرر سيناريو الجلسه السابقة؟
العراق بحاجة إلى عمل فوري، وإلى تقديم الخدمات، وتثبيت الأمن والاستقرار، وكذلك المحافظات المهدمة والمدمرة من جراء العمليات العسكرية بحاجة إلى إعادة الإعمار والبنى التحتية للبلاد كلها بحاجة إلى إعادة إعمار، هذه مسائل لا تحتمل التأجيل والتسويف، لهذا أنا أرى أننا في القريب العاجل سوف ننهي هذا الملف.
ولا اعتقد تكرار سيناريو ما حدث في الجلسة الماضية، هذه المره، لأن ما حدث أعطى لكل الأطراف درسا أنه من غير الممكن الاستمرار بهذا الوضع، وكل الأطراف في محاولة لحلحة المشكلة، وهناك كما سمعنا انفراجه في هذا الوضع.
اقرأ أيضا: عبد المهدي يفشل بتمرير وزرائه بعد فوضى بالبرلمان (شاهد)
كيف ترى التدخل الإيراني والأمريكي في فرض بعض الشخصيات دون غيرها لمناصب حكومية؟
لا اعتقد أن يكون هناك تأثيرات خارجية، ولكن الصراعات والتجاذبات السياسية بين الكتل هي التي أدت ما نحن عليه الآن.
كيف تصفون طبيعة الانسجام بين السطلتين التشريعية والتنفيذية في هذه الدورة حتى الآن؟
التنسيق والعلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية في هذه الدورة الجديدة على ما يرام، ونحن متفقون على التواصل ورفع مستوى التنسيق فيما بيننا لخدمة الوطن والبلد.
ونحن عازمون أيضا على إقرار التشريعات التي تسهل تقديم الخدمات للمواطنين، وكل ما يمس بحياة المواطن، فقبل أيام تم إعادة مجموعة من مشروعات القوانين التي كانت باقية في البرلمان، ولم تمرر من حكومات سابقة، تم إعادتها إلى الحكومة الجديدة لكي تنظر فيها وترتب لنا الأوليات بحسب حاجتها، وبحسب المنهاج الوزاري كي نقوم باعتمادها.
هل توجد على جدول أعمال البرلمان للدورة الحالية ملفات فساد كبرى، ينوي البدء بحسمها؟
أكيد، الفساد بصورة عامة هي الجرثومة الخطيرة في جسد العراق الآن، وهو السبب الرئيس في وصول الحال إلى ما وصل إليه، وتراجع تقديم الخدمات للمواطنين، وما أصاب البنية التحتية من دمار شامل، لهذا من واجبنا الأخلاقي والوطني والقانوني كمجلس النواب فتح ملفات الفساد وإحالتها إلى القضاء وإلى الجهات المختصة.
اقرأ أيضا: عبد المهدي يعتزم طرح مشروع لمكافحة الفساد بالعراق
البرلمان أمام تحد لإعادة الثقة للشعب العراقي بالعملية السياسية وخصوصا بعد الاتهامات الكثيرة التي طالت السلطتين التشريعية والتنفيذية بالفساد.. كيف ستعيدون الثقة للشارع العراقي؟
هناك استهداف مبرمج وممنهج للبرلمان العراقي، الغرض منه، للأسف، ضرب العملية السياسية في العراق وتدمير العراق من خلال ضرب أعلى سلطة نيابية، لهذا نحن عازمون على حفظ هيبة مجلس النواب، وإعادة ثقة الشارع ببرلمانه وبمجلسه، وأي طرف أو جهة إعلامية أو حتى فردية، عندما يدعي شئ ما للتشهير بالبرلمان أو برئاسة البرلمان أو أي نائب في البرلمان سنقاضيه في ساحات القضاء المختصة.
بصفتكم عضوا في الحزب الديموقراطي الكردستاني.. ماذا حققت زيارة السيد مسعود البارزاني إلى بغداد، ولا سيما فيما يتعلق بكركوك وتصدير نفط الاقليم ومقدار موازنة الاقليم؟
كانت زيارة ناجحة وموفقة جدا وجاءت في وقتها، وهناك ملفات عالقة كما تعلمون بين الإقليم وبين بغداد، وهناك مشاكل داخل أطراف العلمية السياسية بالعراق، والزيارة كانت تحمل رسالة مفادها أن الإقليم مستعد لفتح صفحة جديدة مع بغداد ولطي صفحات الماضي، وأن الكرد دائما هم جزء من الحل وليسوا جزءا من المشكلة، وأبدى الإقليم حسن نية في إصلاح العراق والمشاركة في العملية السياسية.
أيضا كانت هناك رسالة من العراق إلى السيد مسعود البارازاني، من خلال الاستقبال الكبير لسيادته، فحواها أن العراق أيضا بحاجة إلى الإقليم، وأن العراق وإقليم كردستان حالتان متكاملتان يكمل بعضهما الآخر، وليس حالتان منفصلتان.
اقرأ أيضا: البارزاني يلتقي بالمالكي والصدر في زيارة تاريخية إلى بغداد
وما هي انعكاس تلك الزيارة على الشارع السياسي في العراق؟
العراق والأطراف السياسية في العراق أبدو ارتياحهم لهذه الزيارة، ونأمل أن تؤتي ثمارها فيما بعد.
تردد أنكم في الحزب سترشحون السيد نيجيرفان البارزاني لمنصب رئيس إقليم كردستاني، والسيد مسرور البارزاني لرئيس الحكومة.. ألا تعتقد أن تسمية رئيسي الإقليم والحكومة من حزب واحد بل من عائلة واحدة دون إشراك بقية الاحزاب قد يكرس مفوم حكم العائلة؟
هذه استحقاقات انتخابية ونتائج انتخابية، لأن الحزب الديمقراطي الكردستاني حصل على أكثر المقاعد في برلمان كردستان، ومن حقه ترشيح أي شخص لرئاسة الحكومة، وبما أن السيد نيجيرفان البارزاني قد ترأس الحكومة لأكثر من كابينة واحدة، فرأى الحزب أنه من المصلحة الآن تحويل السيد نيجيرفان البارزاني إلى رئاسة الإقليم والإتيان بالسيد مسرور البارزاني لقيادة دفة الحكومة بأسلوب آخر يعطي الحيوية والتجديد لهذا الأمر.
وأخيرا كيف هي علاقة الحزب الديموقراطي الكردستاني بتركيا ولا سيما بعدما شهدت مؤخرا توترا كبيرا بسبب الاستفتاء على الانفصال؟
علاقة جيدة لا تشوبها شائبه في الوقت الحالي، وسوف تتطور إلى الأفضل.