هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
على غير المتوقع في الأزمات السياسية العراقية، فقد تطيح أزمة تأخر إكمال الحكومة برئيسها عادل عبد المهدي سريعا بعد نحو شهرين من منحه الثقة، وذلك بعدما "خيّب" الأخير آمال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في اختيار وزراء مستقلين.
وفشل عادل عبد المهدي، في تمرير ثماني وزراء لإكمال كابينته الوزارية بعد فوضى أثارها نواب كتلة سائرون المدعومة من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، رفضا لثلاثة مرشحين منهم.
وفي حديث لـ"عربي21" قال النائب السابق عن التيار الصدري جمعة ديوان إن "رفض الصدر لمرشح وزارة الداخلية فالح الفياض، يأتي من كونه فشل في ملف الأمن لسنوات عديدة خلال إدارته لوزارة الأمن الوطني، ولم يقدم شيئا خلال تسلمه مناصب حساسة كثيرة بالدولة".
اقرأ أيضا: حصري: عبد المهدي انقلب على الصدر.. والأخير يهدد (كواليس)
وأضاف أن "الفياض استغل المنصب الرسمي لتكوين قائمة شارك فيها بالانتخابات خلافا للقانون لأنه مسؤول أمني، إضافة إلى أنه رجل عائلي (يقدم عائلته بالمناصب)، كما أن له ارتباطات خارجية، وترشيحه جاء بضغط خارجي على عادل عبد المهدي".
وبخصوص الحديث عن تمسك رئيس الحكومة بترشيح الفياض، قال جمعة إن "عبد المهدي ليس متمسكا بالفياض، والأخير مرشح قائمة الفتح (يرئسها هادي العامري) وهي من تضغط على رئيس الحكومة لتنصيبه وزيرا للداخلية، وهو ليس شخصية مستقلة".
ولفت إلى أن "كل الكتل السياسية عدا كتلة سائرون لم يتركوا لعادل عبد المهدي حرية الاختيار بما فيهم كتلة الفتح، عكس ما يعلنون تماما في وسائل الإعلام، بينما كتلة سائرون كان لها أربعة وزراء وتركت لرئيس الحكومة اختيارهم".
وشغل فالح الفياض، منصب رئيس هيئة الحشد الشعبي إضافة لمنصبي وزير الأمن الوطني ومستشار الأمن لرئيس الوزراء السابق حيدر العبادي قبل أن يقيله الأخير من جميع مناصبه.
خيبة أمل الصدر
وبخصوص رسالة الصدر الأخير لعبد المهدي التي ذكره فيها بمدة الـ 6 أشهر إلى سنة الممنوحة لإثبات نحاجه، قال جمعة إنها "جرس إنذار لرئيس الحكومة، لأنه أصابتنا خيبة أمل من عبد المهدي بسبب أدائه وضعفه العجيب، على الرغم من مساندة المرجعية الدينية وزعيم التيار الصدري مقتدى وعمار الحكيم وهادي العامري".
وحمّل القيادي الصدري ما جرى في البرلمان يوم أمس من فوضى إلى "ضعف عادل عبد المهدي، فإنه لو كان شخصا مستقلا بقراره وقويا لأتى بوزراء من ذاته يعرضهم على البرلمان لكشف زيف الكتل السياسية، التي تتمسك بالمناصب، أمام الشارع العراقي".
وكانت مصادر خاصة قد كشفت لـ"عربي21" أمس الثلاثاء، أن "قائمة سائرون المدعومة من مقتدى الصدر أحدثت فوضى في جلسة البرلمان، أمس، لاعتراضهم على إعادة ترشيح فالح الفياض لوزارة الداخلية وقصي السهيل للتعليم وصبا الطائي للتربية".
وقالت إن "تمسك رئيس الحكومة عادل عبد المهدي بمرشحي هذه الوزارات الثلاث على الرغم من اعتراض الصدر، يعد انقلابا عليه ورفضا لضغوط زعيم التيار".
اقرأ أيضا: عبد المهدي يفشل بتمرير وزرائه بعد فوضى بالبرلمان (شاهد)
وأكدت المصادر أن "رسالة عبد المهدي الأخيرة إلى رئيس البرلمان، التي رفض فيها أي ضغوط تمارس عليه لعدم تمرير الوزراء الذي رشحهم للمناصب الوزارية، تؤكد تخلي عبد المهدي عن الصدر، لأن الأخير يرفض هؤلاء المرشحين".
وغادر رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، الثلاثاء، قبة البرلمان بعد فشله في نيل الثقة لثمانية وزراء لاستكمال كابينته الوزارية، حسبما كشفت مصادر برلمانية لـ"عربي21".
وفي أول تعليق له عما جرى في البرلمان، قال عبد المهدي إن "الفوضى التي حصلت اليوم داخل جلسة مجلس النواب منعت التصويت على الوزراء المتبقين".
يشار إلى أن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر قد وجه أمس الاثنين، رسالة إلى رئيس الوزراء عادل عبد المهدي دعاه فيها إلى "عدم الانصياع إلى ما يجري خلف الكواليس من تقاسم المناصب".
وشدد الصدر على أن القادة "الشجعان" الذين حرروا الأراضي من سيطرة "داعش" هم الأولى بشغل حقيبتي الدفاع والداخلية، مذكرا إياه بالمهلة الممنوحة له وهي ستة أشهر إلى سنة واحدة، لإثبات نجاحه في الحكومة.
وأدى رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي، في 25 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، اليمين الدستورية داخل البرلمان رئيسا للحكومة العراقية الجديدة، بتشكيلة وزارية "ناقصة".
ويتولى عادل عبد المهدي حقيبتي الدفاع (للسنة) والداخلية (للشيعة) بالوكالة، وذلك بعد يوم من رفض البرلمان منح الثقة لعدد من الوزراء ضمن التشكيلة التي قدمها في البرلمان.