أكدت مصادر جزائرية رسمية أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، لم يستقبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بسبب "انفلونزا حادة" على عكس ما كان مبرمجا، بحسب بيان لرئاسة الجمهورية نقلته وكالة الانباء الجزائرية، اليوم الاثنين 3 ديسمبر.
وأضاف ذات البيان: "إن رئيس الجمهورية اعتذر عن استقبال ضيف الجزائر ولي العهد السعودي، بسبب الزكام الحاد الذي تعرض له الرئيس"، وفق البيان.
"زيارة ابن سلمان إلى الجزائر لا معنى لها، لأنها عبارة عن زيارة قاتل إلى قاتل، ولأن الجزائر بلا أية مؤسسات دولة شرعية
واعتبر منسق حركة "رشاد" الجزائرية المعارضة، الديبلوماسي السابق محمد العربي زيتوت في حديث مع "
عربي21"، أن "عجز الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن استقبال محمد بن سلمان، يؤكد ذات المعلومات السابقة عن أن صحة الرئيس وصلت مرحلة حرجة وأنه لم يعد قادرا على إدارة دواليب الدولة".
ودعا زيتوت النخب السياسية الجزائرية إلى المطالبة بتفعيل المادة 102 من الدستور الجزائري التي تنص على أنه "إذا استحال على رئيس الجمهوريّة ممارسة مهامه بسبب
مرض خطير ومزمن، يجتمع المجلس الدّستوريّ وجوبا، وبعد إثبات ذلك بكلّ الوسائل الملائمة، يقترح بالإجماع على البرلمان التّصريح بثبوت هذا المانع".
وتضيف المادة ذاتها، "يُعلِن البرلمان، المنعقد بغرفتيه المجتمعتين معا، ثبوت المانع بأغلبيّة ثلثي أعضائه، ويكلّف بتولّي رئاسة الدّولة بالنّيابة مدّة أقصاها 45 يوما، رئيس مجلس الأمّة (...) وفي حالة استمرار المانع بعد انقضاء 45 يوما، يُعلَن الشّغور بالاستقالة وجوبا (...) ويتولّى رئيس مجلس الأمّة مهام رئيس الدّولة لمدّة أقصاها 90 يوما، تنظّم خلالها انتخابات رئاسيّة".
وأكد زيتوت أن "زيارة ابن سلمان إلى الجزائر لا معنى لها، لأنها عبارة عن زيارة قاتل إلى قاتل، ولأن الجزائر بلا أية مؤسسات دولة شرعية"، وفق قوله.
والرئيس عبد العزيز بوتفليقة (ولد في 2 مارس 1937)، الذي يتولى رئاسة الجزائر منذ العام 1999 هو الرئيس العاشر للجزائر منذ التكوين والرئيس الثامن منذ الاستقلال.
ومنذ تعرضه لجلطة دماغية، في نيسان/ أبريل 2013، يعيش الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على كرسي متحرك، ولا يتكلم للشعب الجزائري ولا يظهر إلا في مناسبات نادرة لاستقبال بعض الضيوف.
اقرأ أيضا: الجزائر.. استمرار إقالة القيادات الأمنية استعدادا للرئاسيات
ووصل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الجزائر، مساء أمس الأحد، قادما من نواكشوط، في زيارة تستغرق يومين. وكان في استقباله رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى.
وكانت شخصيات ثقافية وصحفيون، وقعوا، السبت، مذكرة تعترض على زيارة ابن سلمان واستقباله في البلاد.
المذكرة التي حملت اسم "لا لزيارة محمد بن سلمان"، وقع عليها 17 شخصية، وذكرت أن الأخير متهم بقتل الكاتب جمال خاشقجي.
اقرأ أيضا: "حمس": من بسط السجاد الأحمر لابن سلمان لا تهمه الجزائر