هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يرغب قيس الخزعلي، الأمين العام لتنظيم عصائب أهل الحق الشيعي المسلح في العراق، أن تقوم قوات الحشد الشعبي، الشيعية أيضا، بدور رسمي في تأمين حدود بلاده مع سوريا، وهي خطوة يمكن أن تُعّمق المخاوف الأمريكية بشأن تنامي نفوذ إيران على ممر استراتيجي من الأراضي الممتدة من طهران حتى بيروت.
وأرسلت فصائل شيعية عراقية، يتلقى كثير منها دعما من إيران وتعارض وجود القوات الأمريكية في المنطقة، تعزيزات للحدود بعد اندلاع القتال بين قوات كردية مدعومة من الولايات المتحدة ومقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية على الجانب السوري من الحدود.
وحث الخزعلي الحكومة على السماح للفصائل الشيعية بالقيام بدور رسمي أكثر على المدى البعيد في حماية الحدود.
وقال في مقابلة مع تلفزيون رويترز في مكتبه بمدينة النجف السبت: "تهديد داعش على العراق لم ينته، ما دامت سوريا غير مستقرة فمعناها التهديد على العراق موجود. والحشد الشعبي أثبت أنه الجهة العسكرية الأكثر التي تجيد التعامل مع داعش خلال تجربتها، وبالتالي تواجدها على الحدود العراقية مع سوريا يشعر العراقيين بالاطمئنان أكثر، وهذه تعتبر أولوية الآن قياسا إلى يعني المسائل الأخرى خصوصا مع الأحداث الأخيرة التي حصلت في سوريا من انسحاب أو انهيار قوات سوريا الديمقراطية في مناطق معينة وسيطرة داعش على أماكنها. فممكن أن نعتبر أنه تأمين الحدود العراقية مع سوريا هي من أهم واجبات الحشد الشعبي أن يقوم بها في الفترة الحالية".
وتنظيم عصائب أهل الحق جزء من الحشد الشعبي، وهو مظلة تجمع أغلب الفصائل الشيعية التي تتلقى دعما وتدريبا من إيران. وأصبح الحشد الشعبي رسميا جزءا من قوات الأمن هذا العام بعد أن ساعد الجيش في هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق عام 2017.
لكنه لا يزال منفصلا عن الجيش والشرطة مما يثير شكوكا بشأن من سيرفع له الفصيل تقاريره وماذا سيكون دوره إذا جرى دمجه بالكامل داخل هيكل قوات الأمن.
وقال الخزعلي إن قادة الفصيل يجب أن يتولوا مناصب قيادية وأن تقدم لهم الحكومة معسكرات ومخازن أسلحة، وأضاف "يحتاج (الحشد الشعبي) أن تقوم الحكومة بتوفير المعسكرات والمخازن لكي يتم خروج كل قوات الحشد الشعبي من داخل المدن السكنية ولا يكون احتكاك فيما بينها وبين السكان وتتوجه لأداء مهامها العسكرية والأمنية المطلوبة".
وتسبب الوجود المتنامي للفصائل المدعومة من إيران على الحدود في توترات مع واشنطن التي تنشر قوات خاصة على الجانب السوري لدعم مقاتلين يقودهم الأكراد في حربهم مع تنظيم الدولة الإسلامية.
وسيعمق منح الحشد الشعبي دورا رسميا في تأمين الحدود هذه التوترات في الوقت الذي تسعى فيه واشنطن لتحجيم النفوذ الإيراني على أراض تمتد من طهران إلى البحر المتوسط عبر العراق وسوريا. وحلفاء إيران في هذه الأراضي هم مقاتلون وساسة عراقيون ولبنانيون والرئيس السوري بشار الأسد.
وتجلى خطر تواجد قوات شيعية وقوات أمريكية في مكان قريب واضحا في يوليو تموز عندما تعهد الحشد الشعبي بعدم السكوت على قتل 22 من أفراده داخل سوريا في غارة جوية تردد أنها أمريكية.
ونفت الولايات المتحدة شن الضربة الجوية.
وينتشر الجيش العراقي، الذي تدعمه واشنطن، على امتداد الحدود لكن قادة الحشد الشعبي قالوا إنهم يتولون القيادة في تأمينها بما في ذلك في المناطق المحيطة بمدينة القائم على الحدود مع محافظة دير الزور السورية.
واعتمد الجيش العراقي على دعم الحشد الشعبي في هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية. وقال إن الفصيل أصبح حاسما في تأمين الحدود مع سوريا.
وطالب ساسة سُنة وأكراد عراقيون بنزع سلاح الحشد الشعبي. ويقولون إن الفصيل مسؤول عن انتهاكات ارتُكبت على نطاق واسع منها القتل خارج إطار القانون وتهجير السكان غير الشيعة وإنه فعليا يتلقى أوامره من إيران وليس من الحكومة في بغداد.
ويقول الحشد الشعبي إن الانتهاكات كانت حالات فردية وليست ممنهجة وإن مرتكبيها تلقوا العقاب.
ويضم الحشد الشعبي، الذي يقدر عدد أعضائه بنحو 150 ألفا، فصائل قاتلت الجيش الأمريكي بعد غزو عام 2003 الذي أطاح بحكم صدام حسين وأفرادا فرضت عليهم واشنطن عقوبات فيما يتعلق بإيران.
وسعى أعضاء في الكونجرس لفرض عقوبات على فصيل الخزعلي. وينفي الخزعلي أن يكون فصيله يتلقى دعما من إيران حاليا.
وقال مكررا دعوته لأن تغادر القوات الأمريكية العراق "لوجود بعنوان قوات عسكرية مقاتلة مثل المارينز، مثل قوات خاصة، هذا غير مقبول، وهذا يمس السيادة العراقية، والدستور العراقي يمنع ذلك بشكل واضح وصريح ولا يعطي إجازة للحكومة العراقية على الموافقة بذلك إلا موافقة البرلمان العراقي، والبرلمان العراقي لم يعط موافقة على تواجد قوات عسكرية مقاتلة أو على وجود قواعد عسكرية".
وشكك الخزعلي في هدف الوجود الأمريكي بالعراق قائلا: "نحن نشك في نوايا التواجد العسكري الأمريكي، لأنه إذا كان هناك حاجة لآلاف من القوات المسلحة أثناء فترة داعش والتهديد العسكري الذي كان يسببه داعش، يُفترض أنه بعد زوال هذا التهديد العسكري وبقاءها فقط في الجانب الأمني، يُفترض أن تكون هناك تخفيضات وتقليل واضح في أعداد القوات المسلحة، وهذا الذي لم يحصل".
وفيما يتعلق بتصوره لمستقبل العلاقات العراقية الأمريكية قال الخزعلي: "لا نتوقع بصراحة مستقبلا جيدا للعلاقة فيما بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية مع (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب كما لا نتوقع لأي دولة تحترم سيادتها وتحترم خصوصيتها".
وتقول وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن القوات الأمريكية المنتشرة في العراق يبلغ قوامها أكثر من خمسة آلاف جندي.
وبدأ فصيل الخزعلي كجماعة منشقة عن جيش المهدي، وهو قوة شكلها الزعيم الشيعي المناهض للولايات المتحدة مقتدى الصدر أثناء الاحتلال الأمريكي. واكتسب الفصيل سمعته المتعلقة بشن هجمات على الأمريكيين تحت قيادة الخزعلي.
وكان هو وهادي العامري من منظمة بدر، والذي خاض الانتخابات في مايو/ أيار الماضي، من أوائل القادة الذين أعلنوا العام الماضي وضع قواتهم تحت إمرة رئيس الوزراء.
وقدمت إيران التدريب والتسليح للفصيلين.
اقرأ أيضا: قصف عراقي أمريكي فرنسي ضد تنظيم الدولة على حدود سوريا