صحافة إسرائيلية

الكشف عن علاقات أمنية بين إسرائيل والنظام البرازيلي الديكتاتوري

تعاونت إسرائيل مع النظام الديكتاتوري البرازيلي على عدة أصعدة عسكرية
تعاونت إسرائيل مع النظام الديكتاتوري البرازيلي على عدة أصعدة عسكرية

قال إيتي ماك الكاتب الإسرائيلي في موقع "محادثة محلية" إن "الغزل الأخير بين إسرائيل والبرازيل حول نقل السفارة إلى القدس، مناسبة للكشف عن العلاقات الدافئة التي ربطت تل أبيب مع النظام الديكتاتوري في البرازيل في عقود سابقة، وكأن الرئيس المنتخب بولسنارو يشتاق إلى أيام الدكتاتورية العسكرية التي سقطت قبل 33 عاما".


وأضاف الكاتب في المقال الذي ترجمته "عربي21" أنه "من خلال الوثائق المتوفرة بوزارة الخارجية الإسرائيلية، يتضح أن تل أبيب كانت تتمنى أن يطول عمر النظام العسكري البرازيلي الذي حكمها لمدة عشرين عاما بين 1964-1985، حيث وصل التعاون بينهما إلى المجال النووي، وقامت علاقتهما على التأييد المتبادل والتعاون الأمني".

 

وأوضح ماك، وهو محام إسرائيلي في مجال حقوق الإنسان، وأحد الداعين لوضع رقابة شعبية على الصادرات العسكرية الإسرائيلية إلى الخارج، أن "الحكومة الإسرائيلية وسفاراتها في أمريكا اللاتينية لم تمنح موضوع انتهاكات حقوق الإنسان في البرازيل زمن الحكم العسكري الكثير من الاهتمام، ومن خلال مراجعة الوثائق الإسرائيلية المتوفرة في تل أبيب، يكتب أرييه إيشيل مسؤول قسم أمريكا اللاتينية بوزارة الخارجية الإسرائيلية، أنه يأمل بإطالة أمد فترة الحكم العسكري البرازيلي.

 

وأضاف أنه "بعد حرب الأيام الستة 1967 قدم رئيس الحكومة الإسرائيلية ليفي أشكول خطة للترانسفير، تقضي بتنفيذ عملية تهجير للفلسطينيين العرب من الأراضي التي تحتلها إسرائيل إلى البرازيل، وعقب مفاوضات أجراها أشكول مع سفير البرازيل في تل أبيب، كتب أن هناك إمكانية لتنفيذ عملية ترحيل مكثفة لآلاف، بل عشرات الآلاف من سكان وعائلات قطاع غزة إلى البرازيل".

 

وأشار إلى أنه "رغم التعتيم الكامل الذي تفرضه وزارة الحرب الإسرائيلية على علاقاتها الخارجية ذات البعد العسكري، لكن المعلومات القليلة المتوفرة تظهر أن قوات الأمن البرازيلية حصلت في فترة الحكم العسكري الدكتاتوري على بنادق من طراز عوزي، كما أن جنود الوحدات الاستخبارية البرازيلية SNI المسؤولة عن عمليات التعذيب والجرائم وقمع المعارضين تلقت تدريبات في إسرائيل".

 

وأوضح أن "وثائق وزارة الخارجية الإسرائيلية تظهر تبادل البلدين للملحقين العسكريين، وفي عام 1973 عرضت إسرائيل في المعرض الجوي بمدينة ساو باولو طائرات وصواريخ ومنتجات إلكترونية عسكرية، ودأبت على تصدير المزيد من الصناعات العسكرية إلى البرازيل، ومن بينها: سفن، طائرات، تسليح، أجهزة اتصال، صواريخ، منظومات رادار، جدران إلكترونية، تدريبات عسكرية، إرسال مستشارين عسكريين إلى البرازيل".

 

كما تكشف الوثائق عن "تعاون إسرائيلي برازيلي في المجال النووي، حيث سافر علماء نوويون إسرائيليون إلى البرازيل، وتم توقيع اتفاق نووي بينهما بعد أربعة أشهر فقط على حدوث الانقلاب العسكري في البرازيل، ثم تبعتها اتفاقيات جديدة في الأعوام التالية".

 

يؤكد الكاتب أنه "في تلك الحقبة، سعت إسرائيل لتشويه صورة منظمة التحرير الفلسطينية لدى البرازيل، باعتبارها جماعة إرهابية، من خلال نقل معلومات استخبارية تفيد بأن المنظمة تدرب عسكريا رجال العصابات الذين يقاتلون النظام الدكتاتوري".

 

وختم بالقول إنه "منذ تنفيذ الانقلاب العسكري في البرازيل، نظرت إسرائيل إليه على أنه حليف حقيقي لها، من خلال إيجاد علاقات وثيقة مع كبار جنرالات الجيش البرازيلي، الذين كانوا يواظبون على عقد الصفقات مع الجيش الإسرائيلي".

 

التعليقات (0)