هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تساءلت صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحيتها عن السبب الذي جعل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقبل التهدئة في غزة بعد اندلاع الأحداث وانفجارها.
وتشير الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إلى أن قرار رئيس الوزراء وضع حكومته أمام منظور الانهيار، بعد استقالة وزير دفاعه أفيغدور ليبرمان، لافتة إلى أن قرار نتنياهو أدى إلى وقف موجة من العنف التي أطلق فيها مقاتلو حركة حماس 450 صاروخا وقذيفة هاون، فيما قصفت الطائرات الإسرائيلية أهدافا لحركة حماس، بما فيها قناة الأقصى التلفازية ومقرات أمنية.
وتقول الصحيفة إن "وقف إطلاق النار يمنع حربا لا يمكن لأي طرف الانتصار فيها، ويفتح المجال أمام هدنة أوسع تخفف من الأوضاع الإنسانية المتزايدة في غزة".
وتعتقد الافتتاحية أن "نتنياهو يستحق الثناء بقبوله الهدنة رغم الثمن السياسي، وكان رئيس الوزراء المخضرم يعمل مع المصريين والأمم المتحدة على خطة لوقف التظاهرات المتفرقة على السياج الحدودي، التي أدت إلى مقتل أكثر من 170 فلسطينيا، وأدت إلى حرق آلاف من الفدادين الزراعية في إسرائيل".
وتلفت الصحيفة إلى أن "الخطوة الأولى كانت وصول الوقود الذي اشترته قطر إلى مولدات غزة الكهربائية، بشكل زاد من حجم الطاقة التي عادة ما تصل بشكل متقطع، وزادت من ساعات وصول الطاقة 12 ساعة في اليوم، وسمحت إسرائيل الأسبوع الماضي لقطر بتزويد إدارة حركة حماس بـ15 مليون دولار، التي وزعتها بالدورة على الموظفين، وقامت أيضا بالتحرك والحد من التظاهرات على الحدود".
وتستدرك الافتتاحية بأن "الخطة انفجرت بعد قيام مجموعة سرية يوم الأحد بالتوغل في غزة، وأدت إلى مواجهة قتل فيها ثمانية أشخاص، بمن فيهم ضابط إسرائيلي وقيادي عسكري في حركة حماس".
وتعلق الصحيفة قائلة إن "توقف الطرفين عن إطلاق النار يعني أن إسرائيل وحركة حماس مهتمتان بالهدنة، فحركة حماس راغبة بسماح إسرائيل بدخول صادرات وخروج واردات، وتوسيع مساحة الصيد، وللعمال السفر والعمل في داخل إسرائيل".
وتقول الافتتاحية: "قد لا يذهب نتنياهو بعيدا، خاصة أنه سيواجه حملة انتخابية فيها عدد من الأحزاب اليمينية، وكذلك اليسار الذي سيعارضه، وقد يرحب بالتحدي، فحزب الليكود متقدم في استطلاعات الرأي، وربما ساعده النصر على التخلص من اتهامات الفساد التي تلاحقه، وبسبب علاقته القريبة مع دونالد ترامب فقد بات نتنياهو يتحرك نحو اليمين. ووصف قبل فترة (الاحتلال) الإسرائيلي في الضفة الغربية بانه (كلام تافه)".
وتنوه الصحيفة إلى أن "النقاد يرون أن عقد نتنياهو صفقة مع حركة حماس يعني أنه يحاول إضعاف السلطة الوطنية التي تسيطر على الضفة الغربية، وتحاول إجبار حركة حماس على تسليمها إدارة غزة، لكن سنوات من المفاوضات فشلت في تحقيق المصالحة؛ نظرا لرفض حركة حماس التخلي عن سلاحها".
وتفيد الافتتاحية بأن "قادة الفلسطينيين العلمانيين يأملون، مثل اليمين الإسرائيلي، بأن تقوم إسرائيل بغزو القطاع وسحق حركة حماس مرة وللأبد، إلا أن هذا يعني احتلالا دائما للقطاع، أو خلق فراغ أمني يستغله المتطرفون".
وتختم "واشنطن بوست" افتتاحيتها بالقول إن "سلاما طويل الأمد بين إسرائيل وحركة حماس مستحيل، لكن وقف إطلاق النار وتخفيف حدة الوضع الإنساني أفضل من اندلاع حرب جديدة".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)