هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أظهرت صور نشرتها وسائل إعلام محلية، جنودا روسا على الخطوط الأمامية إلى جانب قوات النظام في المعارك ضد تنظيم الدولة في بادية السويداء.
وأثارت مشاركة الجنود الروس في المعارك للمرة الأولى منذ احتدام المعارك قبل نحو ثلاثة أشهر، العديد من التساؤلات حول أسباب هذه المشاركة التي تعكس أهمية المعركة لموسكو، وفيما إذا كانت ناجمة عن فقدان الثقة من جانب القوات الروسية بجيش النظام الذي عجز في الفترة السابقة عن تحقيق تقدم حقيقي على الأرض.
من جانبه، أوضح الصحفي سالم ناصيف، من السويداء، أن المشاركة الروسية في معارك بادية السويداء تقتصر على مجموعة من الخبراء العسكريين، مؤكدا أن الخبراء وصلوا إلى منطقة بادية الصفا يوم الجمعة الماضي، مشيرا في الآن ذاته إلى انخراط "الفيلق الخامس" المكون من "فصائل التسوية في الجنوب" في المعارك منذ اليوم الأول لاندلاعها.
اقرأ أيضا: هذه قصة إضراب بسجن حماة يثير ملف المعتقلين "المهمل" (شاهد)
وقال لـ"عربي21" إن "عدم تحقيق أي تقدم على حساب التنظيم، دفع بروسيا إلى إرسال الخبراء إلى المعركة التي لا زالت ترواح مكانها".
وحول الأسباب التي تحول دون تحقيق تقدم عسكري واضح من جانب قوات النظام، قال: "هناك أسباب عدة منها، عدم وجود تنسيق كامل بين قوات النظام والقوات التي تقاتل معها، إلى جانب وعورة المنطقة جغرافيا، الأمر الذي يساعد التنظيم على نصب الكمائن".
وأكد ناصيف، أنه ما من رابط بين مشاركة الخبراء الروس والثقة بقوات النظام من عدمها، وإنما بسبب استعجال موسكو حسم المعركة، للانتهاء من ترتيبات الجنوب السوري بشكل نهائي، لأن تواجد التنظيم بالقرب من السويداء يهدد الاستقرار الذي تريد روسيا فرضه في الجنوب السوري عموما.
وأوضح أن "روسيا تنظر إلى السويداء كحالة محايدة وهي تتطلع من خلال تأمين محيطها إلى جعلها نواة صلبة لمنطقة خالية من الحروب والمواجهات، غير أن الهجمات التي تعرضت له السويداء من التنظيم، بدلت المشهد تماما".
إلى جانب ذلك، اعتبر المتحدث ذاته، أنه "كما تولي روسيا المعركة أهمية، فإن التحالف المتواجد بالقرب من المنطقة في قاعدة "التنف" يوليها الأهمية ذاتها، وكذلك الأردن الذي يريد حسم المعركة بسبب التهديدات التي يبعثها تواجد التنظيم على مقربة من أراضيه".
من جهته، شكك الخبير العسكري والمحلل الاستراتيجي، العميد أحمد رحال، بدوره بمشاركة الجنود الروس في الخطوط الأمامية للمعارك ضد التنظيم في بادية السويداء، مشيرا إلى حرص فلاديمير بوتين على عدم خسارة الجنود الروس في سوريا، بسبب التداعيات السلبية لذلك على الوضع الداخلي ببلاده.
اقرأ أيضا: التحالف الدولي يدخل على جهود التهدئة بالرقة
وقال في حديثه لـ"عربي21" إن "الخبراء الروس يتواجدون في غرف العمليات، وقد تكون الصور الملتقطة لهم هي أثناء تنفيذ مهام استطلاعية".
وفي تموز/يوليو الماضي بدأت قوات النظام مدعومة بفصائل محلية في السويداء، حملة عسكرية على الجيب الذي يسيطر عليه التنظيم في تلول الصفا، وذلك بعد يوم من هجوم تنظيم الدولة على قرى وبلدات ريف السويداء الشرقية، الهجوم الذي تمكن فيه التنظيم من خطف عشرات الأطفال والنساء، الذين تم تحريرهم فيما بعد.
يذكر أن قوات النظام والقوات الداعمة لها تكبدت خسائر كبيرة، تقدر بالمئات، فيما لا زالت المعارك تراوح مكانها.