كشفت مصادر إعلامية سورية أن قوات النظام السوري أمهلت عشرات السكان
المدنيين في مدينة
حلب شمال
سوريا، لإخلاء منازلهم، وذلك بذريعة مليكة بعض المنازل
لمقاتلي فصائل
المعارضة.
ونقل موقع بلدي نيوز عن مصادر قولها، إن قوات النظام أمهلت سكان ثلاث حارات
في حي الشعار بمدينة حلب لإخلاء منازلهم بحجة السكن العشوائي والأبنية المتضررة
وملكية البيوت لمقاتلي المعارضة.
ولفتت إلى أن المهددين بالإخلاء، لا يملكون منازل أخرى في أحياء حلب، مما
أثار موجة غضب عارمة لدى الأهالي وانتقادات للقرارات التي اعتبروها مجحفة بحقهم.
وأضافت المصادر أن بعض السكان حاولوا شرح وضعهم لمخفر النظام في حي الشعار،
إلا أن الرد جاءهم "بأن منازلهم ضمن مشروع الهدم والسكن العشوائي، وأن بعض
المنازل تعود "للمنظمات الإرهابية" وسيتم تعويضهم بمنازل في أحياء أخرى.
وفي هذا الصدد، أكد الناشط السياسي "محمود حلاق" أن فرض النظام
السوري على السكان المدنيين مغادرة منازلهم بحجج واهية جاء بهدف استحواذ ميليشيات
موالية لإيران على منازل المدنيين، خاصة أن تلك الميليشيات باتت تنتشر بكثرة
داخل الأحياء.
وأوضح في حديثه لـ"
عربي21" أن النظام السوري منذ سيطرته على كامل
أحياء حلب الشرقية يتحايل للاستحواذ على منازل المدنيين تارة عبر قوانيين يصدرها
في إشارة إلى القانون 10، وأخرى بحجة ملكيتها لمقاتلي المعارضة.
وأشار حلاق إلى أن أحياء حلب باتت تمتلئ بآلاف المقاتلين التابعين لإيران،
بالإضافة إلى قدوم مسلحي كفريا والفوعة، وبالتالي فإن هنالك نقصا كبيرا في توفير
منازل لكل هذه الأعداد، منوهاً إلى أن الاقتتال الأخير الذي وقع بين مليشيات
النظام بحلب، وذلك بسبب خلافاتهم للاستحواذ على منازل المدنيين المهجرين.
من جهته، أرجع رئيس مجلس السوريين الأحرار أسامة بشير، أسباب مهلة النظام
للسكان لإخلاء منازلهم في أحياء حلب نتيجة فشله في تطبيق القانون رقم 10 نتيجة
اعتراض دولي عليه وإلغائه.
ويرى في حديثه لـ"
عربي21"، أن النظام يعمل بصورة أخرى وهي الأقذر
تنفيذ القانون رقم عشرة تحت ذرائع أخرى، منها أن الأبنية عشوائية، متسائلاً متى النظام اهتم بالبناء
العشوائي وهل الآن وقت الاهتمام بذلك، فالوطن برمته أصبح بفضل القيادة الحكيمة كله
عشوائي!
وأكد أن النظام السوري يضع الذرائع دائماً لإنهاء كل ما هو ملك للمعارضين
حتى لا يكون هناك مكان للعودة، حيث عندما يقوم النظام بهدم البيوت يعني لم يعد
للمعارض أي مكان يلجأ إليه، وبالتالي إخلاء سوريا من كل المعارضين وقلع جذورهم من
الوطن.
وأضاف، أن نظام
الأسد يريد سوريا فقط لمن يؤيده، حيث يعمل على إنهاء وجود
كل ما يربط المعارض والثائر بوطنه، بينما
سيزرع الشيعة في تلك المناطق، ويسكنهم بها حتى يكونوا كأجهزة أمنية له ومنع أي
حراك مستقبلا ضده.
يشار إلى أن الأحياء الشرقية لمدينة حلب تشهد منذ سيطرة النظام عليها قبل
نحو عامين، عمليات هدم طالت العديد من المنازل والأبنية السكنية في أحياء السكري، الفردوس، بحجة السكن العشوائي وملكية
بعض المنازل لمقاتلي المعارضة دون تعويضهم بأي بيوت أخرى رغم قطع وعود عديدة من
النظام بتعويضهم.