هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شككت صحيفة "أوبزيرفر" البريطانية، في افتتاحيتها، في إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن وقف الأعمال العدوانية في اليمن.
وتقول الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إن "الخطة، وإن كانت إيجابية، إلا أنها محاولة لحرف الانتباه عن جريمة مقتل الصحافي جمال خاشقجي الشهر الماضي، وهي مجرد خطوة تقوم على سوء تقدير ولخدمة الذات."
وتشير الصحيفة إلى أن "الخطة تطرح عددا من الأسئلة مثل، لماذا انتظرت إدارة ترامب للتحرك في ضوء الثمن الإنساني المروع الذي تسببت به الحملة العسكرية التي تقودها السعودية وتدعمها الدول الغربية والموثقة على مدى السنوات الثلاث الماضية؟".
وتتساءل الافتتاحية عما إن كانت هذه الفورة الدبلوماسية المفاجئة والنشاط الأمريكي مرتبطين بجريمة قتل عملاء الحكومة السعودية خاشقجي الشهر الماضي، مؤكدة ارتباط هذا الحادث بهذه التحركات، خاصة أن الرئيس الأمريكي لم يظهر إلا اهتماما قليلا بالحرب اليمنية، وتعامل معها على أنها ساحة من ساحات المواجهة بينه وحلفائه السعوديين والإماراتيين والإسرائيليين من جهة، وإيران من جهة أخرى، فكان دعم إيران للمتمردين الحوثيين في اليمن سببا كافيا لحرف النظر عن معاناة المدنيين.
وتؤكد الصحيفة أن "ترامب ليس لديه أي دافع لعقد سلام ثابت، كما يعرف السوريون والفلسطينيون والكوريون الثمن، وما يهم ترامب في الدرجة الأولى هو الحفاظ على العلاقات الاستخباراتية والعسكرية والاقتصادية مع السعوديين، وتحديدا مع ولي العهد، محمد بن سلمان، الذي يعتقد بشكل واسع أنه هو الذي أمر بقتل خاشقجي".
وتلفت الافتتاحية إلى أن ترامب يحاول جهده لحماية الأمير محمد من موجة الشجب الدولي التي تبعت جريمة القتل في اسطنبول، لكنه لم يكن قادرا على وقف الغضب الساطع على نقطة جديدة تعد من مسؤولية الزعيم السعودي، من بين أشياء سيئة، وهي الكارثة التي تتكشف في اليمن.
وبحسب الصحيفة، فإن التقارير الموثوقة والقادمة من واشنطن الأسبوع الماضي تشير إلى أن الولايات المتحدة قررت الوقوف مع الأمير محمد رغم قضية خاشقجي.
وتقول الافتتاحية: "لن يكون هناك أي عقاب حقيقي، لماذا؟ لأن ترامب يريد السعوديين في حملته لزعزعة استقرار إيران، التي ستزداد شدة يوم الاثنين، من خلال فرض حظر دولي على تصدير إيران النفط، ويرى ترامب أن ولي العهد السعودي حليف قوي، إلى جانب إسرائيل والإمارات العربية المتحدة وديكتاتور مصر عبد الفتاح السيسي؛ من أجل تحقيق تغيير للنظام في إيران، ويريد بالإضافة إلى هذا الحفاظ على تعاون متعدد الأطراف ضد الإرهاب الإسلامي، وتسوية سلمية في سوريا ما بعد الحرب، وصفقات السلاح المربحة".
وتستدرك الصحيفة بأن "ترامب يتعرض لضغوط من الحزبين في الكونغرس؛ بسبب الكارثة الإنسانية في اليمن، التي يتحمل مسؤوليتها السعوديون بشكل رئيسي، وهناك تحركات للحد أو تعليق صفقات السلاح طالما استمر القتال، فيما هناك تحركات موازية لفرض عقوبات على النظام السعودي بسبب جريمة اسطنبول، فما هي الطريقة لإبعاد النقد ودفن قضية خاشقجي والتحرك للأمام؟".
وتعلق الافتتاحية قائلة: "لقد فهمت الحيلة، احرف الانتباه إلى اليمن، وادع إلى وقف الحرب غير الشرعية التي تم تجاهلها حتى الآن، وبالتالي تحصل على اليد العليا".
وترى الصحيفة أن "هذا النهج الذي يخدم الذات يعاني من عدة مشكلات قاتلة، ففي محاولتها اليائسة لإنقاذ زبونها السعودي، يبدو أن مسؤولي إدارة ترامب لم يستشيروا مقدما حلفاءهم مثل بريطانيا، ولا أحد في واشنطن سأل على ما يبدو المتمردين الحوثيين وحليفتهم إيران عن الموضوع، بالإضافة إلى أن ربط وقف السعودية للغارات الجوية بوقف الحوثيين هجماتهم الصاروخية في العمق السعودي غير واقعي، كما أن الإدارة لا تقدم خطة وقف إطلاق النار، بل فكرة أضعف عن (وقف الأعمال العدائية)".
وتختم "أوبزيرفر" افتتاحيتها بالقول: "كما قلنا في البداية، فإن أي وقف للعنف في اليمن مرحب به وخطوة متأخرة، إلا أن الإعلان عن خطة سلام تنطوي على مخاطرة للأسباب الخاطئة، وبناء على قاعدة معيبة ودون تخطيط، وبهدف التبرئة وخدمة اهداف سياسية أنانية ومرفوضة، يعني الفشل، وربما زاد من مخاطر الفشل، ومبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيثز في وضع لا يحسد عليه ليطبق المبادرة الأمريكية، ونأمل كخطوة أولى أن يتوقف السعوديون عن محاولة الهجوم على ميناء الحديدة المحاصرة قبل أن يسري مفعول وقف العمليات العدوانية بعد 30 يوما".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)