هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت أميرة لام، الكاتبة الإسرائيلية في صحيفة يديعوت أحرونوت، إنه "بعد أسابيع قليلة حتى أواخر العام الجاري سيدخل الجنرال أفيف كوخافي مكتب رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، بعد سنوات طويلة من توليه العديد من المهام العسكرية، حتى أصبح القائد الثاني والعشرين للجيش خلفا للجنرال غادي آيزنكوت، الذي ينهي مهامه الشهر القادم".
وأضافت أن "كوخافي (54 عاما) حاصل على شهادة الفلسفة من الجامعة العبرية، ثم ماجستير الإدارة العامة من جامعة هارفارد الأمريكية، ثم ماجستير آخر حول العلاقات الدولية من جامعة جونس هوفكينس".
الكاتبة أجرت سلسلة لقاءات مطولة مع العديد من الجنرالات الإسرائيليين، السابقين والحاليين، ترجمتها "عربي21"، ممن يعرفون كوخافي عن قرب، ولديهم تصورات عن كيفية قيادته للجيش في المرحلة القادمة.
الجنرال غادي آيزنكوت، قائد الجيش الحالي، قال إنني "أعرف كوخافي منذ سنوات طويلة، لكننا منذ عامين نعمل معا في مقر رئاسة الأركان، ولعل تنقله في أكثر من جبهة قتالية منحته شخصية قيادية، ونظرة بعيدة المدى، جعلتاه الأكثر ملاءمة لموقع قائد الجيش الإسرائيلي".
الجنرال بيني غانتس، القائد السابق للجيش الإسرائيلي، قال إنه "يعرف كوخافي منذ ثلاثين عاما، لديه قدرات مهنية واحترافية واضحة، وصفاته الزعامية ظاهرة، يمكنه العمل بصورة فردية، ومن داخل المؤسسة، ولعل هذا ما يخيف منه المستوى السياسي في إسرائيل".
وأضاف أن "كوخافي عمل مع جيش لبنان الجنوبي المتعاون مع إسرائيل، وعملت معه حين تولى قيادة جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"، حيث أحدث ثورة في الجهاز، لملاءمة نفسه مع التطورات الإقليمية التي اندلعت مع الربيع العربي، كما شارك في العشرات من العمليات الخاصة التي لا أستطيع الحديث عنها، وقد تمت تحت قيادته، وتطلبت قرارات شجاعة منه، ولذلك أشعر بكثير من الهدوء لأنه أصبح قائد الأركان".
ضابط كبير في هيئة رئاسة الأركان قال إن "كوخافي سيعرف كيف يتعامل مع المستوى السياسي الإسرائيلي وتعقيداته، خاصة العلاقات الحساسة بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير حربه أفيغدور ليبرمان، حيث اعتاد على لقائهما على الأقل مرة أسبوعيا، وهو لم يصل لهذه المكانة بسهولة، لأنه عرف عن قرب طبيعة المؤسسة السياسية، واعتاد أن يبلغها بالحقائق كما هي".
الجنرال آفي بنياهو، الناطق الأسبق باسم الجيش، قال إن "كوخافي أمامه تحديات كبيرة في المستويات العسكرية القتالية، لكن يجب أن تكون لديه في الوقت ذاته القدرة على إدارة حوار مع الحكومة والكنيست، حيث يتم أحيانا استخدام رئيس الأركان لأغراض سياسية وحزبية، وهو يستطيع القول خلف الأبواب المغلقة آراءه لرئيس الحكومة ووزير الحرب وأعضاء الكابينت المصغر، لكنه خارج الغرفة سيحافظ على مهنيته الرسمية".
جنرال آخر في هيئة الأركان قال إن "كوخافي يعتقد أن القوة العسكرية ليست كل شيء، بل هي إحدى أدوات العمل السياسي، ولا تملك حلولا يسعى السياسيون للبحث عنها، لأن القوة العسكرية مهما كانت فإن لها حدودا، وإن عليها قيودا، وكوخافي بهذه القناعات يشبه كثيرا آيزنكوت".
الجنرال يوآف مردخاي، المنسق السابق لشؤون المناطق الفلسطينية في الحكومة الإسرائيلية، قال إنه "ليس لدي شك أن كوخافي سيواصل طريق آيزنكوت، بعيدا عن الشعارات الشعبوية، هو يعلم أن هناك تغييرات تكنولوجية وإعلامية تتطلب من الجيش التعامل معها، لم يعرف عن كوخافي أن صرح بتصريحات خارقة، لكنه يحب التفكير من خارج الصندوق".
وزير الحرب السابق، موشيه يعلون، قال إنني "في فترة قيادتي للجيش رأيت كوخافي جنديا وضابطا لا بد أن يتنافس في يوم ما على قيادة الأركان، فهو يناسب جدا هذا الموقع، خصوصا بعد توليه مواقع رئيس أمان، وقائد المنطقة الشمالية، ونائب رئيس الأركان، وقد أثبت نفسه في كل هذه المواقع".
ختمت الصحيفة تقريرها بالقول إن "كوخافي اقتحم مخيم بلاطة بمدينة نابلس في عملية السور الواقي 2002، حين تنقل من داخل منازل الفلسطينيين بإحداث فتحات واسعة بجدرانها، وانتقل جنوده من منزل لآخر، خشية التعرض لنيران الفلسطينيين، وفيما استفاد الجيش الأمريكي من هذه الطريقة بعملياته القتالية في العراق وأفغانستان، لكنه في الوقت ذاته ووجه بالكثير من الانتقادات؛ لأنه استخدم القوة المفرطة بما يزيد عن الحاجة".
وأضافت أن "الإستراتيجية التي ينطلق منها كوخافي هي الوصول لمرحلة الحسم مع العدو، والوصول معه بعيدا قدر الإمكان، من خلال التخطيط لذلك جيدا، والمجيء إليه من أكثر الأماكن مفاجأة بالنسبة له، باختصار هو يحب إعداد خطة عميقة ومحكمة جدا".
اقرأ أيضا: أفيف كوخافي.. البطاقة الشخصية للقائد القادم للجيش الإسرائيلي