ذكرت مصادر إعلامية
سورية أن
حزب الله اللبناني والمليشيات
الإيرانية بدأت بالدفع بعناصر تابعين لهما للعمل داخل معبر "نصيب" على الحدود السورية الأردنية والذي افتتح مؤخرا بهدف الاستحواذ عليه.
ونقلت شبكة "نداء
سوريا" عن مصادر قولها إن الحزب قام بإدخال العشرات من العناصر إلى المعبر
والجمرك القديم في "درعا البلد" وتوظيفهم مقابل رواتب تتراوح بين
"200 و350 دولاراً".
وأضافت أن إيران أوعزت
لأحد المقرَّبين إليها من أبناء درعا وهو المدعو "وسيم مسالمة"
والمحسوب على "اللواء 313" لتشكيل مفارز حراسة للتحكُّم في المعبر.
وفي هذا الصدد، قال
الباحث السوري خلدون العبدالله، إنه بعد عملية المصالحة نرى أن إيران عززت وجودها
العسكري والمذهبي، في الجنوب بشكل واضح، ولا غريب في أن نرى أن حزب الله وإيران
يعملان على وضع معبر الجنوب مع الأردن تحت إدارتهما .
وأردف في حديثه
لـ"
عربي21"، بأن
معبر نصيب هام جدا وشريان حيوي للمنطقة الجنوبية ولعموم
سوريا، وبالتالي فإنها عندما تعمل إيران ومعها حزب الله على وضع المعبر تحت إدارتها أو
مشاركتها بإدارته فإن ذلك يعني أن المنطقة الجنوبية أصبحت خاضعة لهم، حيث باستطاعتهم
منع أهل الجنوب من التواصل مع الخارج والتحكم بحركة مرور الأشخاص وكل عابر.
وفي المقابل، قال
العبدالله إن حزب الله ومليشيات إيران لا يثقون بقوات النظام، حيث لا يزال لديهم
مخاوف من عودة الثوار أو إدخال السلاح، إلا أن السؤال الأهم: هل سيقبل النظام بأن
يتحكم الإيرانيون بهذا المعبر الهام؟
"تهريب المخدرات"
من جهته أكد المحلل
السياسي السوري ناصر الحريري أن العشرات من عناصر حزب الله بدأوا يتنكرون بلباس جيش
الأسد و يتسللون للسيطرة على مواقع مختلفة داخل معبر درعا القديم و معبر نصيب
الحدودي لتسهيل تهريب المخدرات التي تعتبر أهم مصدر تمويل لعمليات الحزب، بحسب تعبيره.
وأشار في حديثه
لـ"
عربي21"، إلى أنه "منذ عشرات السنين كان ينشط حزب (اللات) اللبناني
بمشاركة قيادات عليا من ضباط الجيش و أجهزة الأمن السوري، بتجارة وتهريب المخدرات
إلى دول الخليج و مصر وشمال أفريقيا عن طريق ممرات سرية مؤمنة من البقاع اللبناني
إلى حمص وصولا إلى معبر درعا القديم و معبر نصيب".
وأضاف الحريري، أن
السيطرة على درعا كانت حلما يراود إيران وحزب الله منذ بداية تدخلهما عسكريا في
الثورة، حيث كانت تهبط في مطار دمشق طائرة نقل محملة بالمرتزقة قادمة من إيران و
العراق، و يتم نقلهم مباشرةً و تجميعهم في مدينة الصنمين و المعسكرات القريبة
منها، في محاولة مستميتة من إيران لإيجاد موضع قدم و تأسيس قواعد عسكرية لها في
المنطقة الجنوبية!
واعتبر أن التغلغل
الإيراني يتم بمعرفة و اطلاع تام و موافقة من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي، أي أن
كل تصريحاتهم و تهديداتهم هم و الأمريكان بإخراج إيران من سوريا و ضرب مواقعها
العسكرية و مستودعاتها أثناء الحملة على درعا كانت تمثيلية للاستهلاك الإعلامي و
الخداع و التضليل.
يذكر أن روسيا والأردن
كانتا قد بدأتا قبل أيام بإجراء مفاوضات
مكثفة بهدف تشكيل كيان "عسكري " من فصائل "المعارضة السورية"
سابقاً في جنوب سوريا، وبالأخص منطقة درعا، وذلك في محاولة لمنع حزب الله ومليشيات إيران من التوسع فيها وفق ما يراه
مراقبون للشأن السوري.