في إطار ما يكشف عن تنامي
العلاقات بين النظام الحاكم في المملكة العربية السعودية ودولة الاحتلال
الإسرائيلي، تساءل موقع إسرائيلي عن مدى تأثير "تورط" ولي العهد
السعودي محمد بن سلمان، في قضية مقتل الكاتب جمال
خاشقجي في العلاقات بين إسرائيل
والعالم العربي.
وذكر موقع
"المصدر" الإسرائيلي، أن "جهود هائلة" بذلت في رسم وعرض
الصورة الذاتية لابن سلمان، معتبرا أن "الدولارات الكثيرة التي استثمرت في
العلاقات العامة الخاصة بالملك السعودي، أدت إلى اهتمام إعلامي
بالبضاعة الساخنة".
وأوضح أن "الناس
عادة يسمعون ما يريدون سماعه، لهذا فإنه عندما تحدث
ابن سلمان مع الأمريكيين، ومن بينهم
يهود كثيرون وإسرائيليون، عن الإصلاحات التي ينوي إجراءها في السعودية والثورة
الاقتصادية، والحرب ضد التربية على التطرف، سمع الكثيرون تصريحات لم تذكر في حديثه، منها: تعزيز حقوق الإنسان، حرية التعبير، والمساواة بين الرجال والنساء".
ورأى أن "الهدف
الأعلى لولي العهد الشاب الذي ينحدر من خلفية مختلفة تمام، هو أن ينقل الاقتصاد
السعودي إلى عهد جديد، ويتخلص من الاعتماد على النفط، فعلى النساء أن يقدن
السيارات ليصلن إلى العمل، وليس لأنه يؤمن بالحركة النسوية".
وأضاف: "يعتقد
ابن سلمان أن الاقتصاد النشط يمكن أن يتماشى مع الحكم السلطوي الملائم للثقافة
السياسية المحلية، مثل الصين".
وزعم أنه "بسبب
وجود أعداء داخليين في المملكة مثل؛ أصحاب المليارات، ونشطاء حقوق الإنسان، أو
صحفيين جريئين جدا مثل خاشقجي، استخدم ابن سلمان القوة بشكل غير مسبوق، سعيا
للتغلب على المعارضة أو التهديد وترهيب الآخرين"، مضيفا: "ربما تنجح هذه
الطريقة ولكن قد تحقق نتائج عكسية كما نشهد هذه الأيام".
ولفت الموقع، أنه
"بدأ مسؤولون سعوديون في القصر الملكي يتحدثون عن أن ابن سلمان يحدث أضرارا أكثر
من الفوائد، وأن تسرعه يشكل خطرا على استقرار السعودية"، متسائلا: "هل
يملك هؤلاء القوة والجرأة للعمل ضد الأمير، طالما أن الإدارة الأمريكية تدعمه؟".
وأكد أن "ولي
العهد الذي ربما شاهد أفلاما أمريكية كثيرة في صغره، وبسبب نقص خبرته، أخطأ في
تقديره سرعة التقلبات في الإعلام الغربي"، مبينا أنه "عندما يعتاد الشخص
على السيطرة بشكل تام على وسائل الإعلام متعددة الأذرع، فيبدو أنه من الصعب عليه
تقييم حجم الرد بشكل صحيح على اختفاء الكاتب في صحيفة واشنطن
بوست جمال خاشقجي".
وقال: "يمكن
ملاحظة حجم تورط الأمير السعودي هذه الأيام، والذي أصبح يعتبر دكتاتورا ومصدرا
للخطر على السلام الإقليمي، بعد أن ظهرت صورته على أغلفة مجلات كثيرة، وكتبت فيه
مقالات المديح والإطراء"، مؤكدا أن "كثيرين انتظروا هذه الفرصة، وفي هذه
الأيام، ازداد عدد أعداء السعودية".
وبين
"المصدر"، أن "الاستراتيجية الإقليمية الخاصة بالإدارة الأمريكية
والحكومة الإسرائيلية على التوالي، تستند إلى ركيزتين أساسيتين هما؛ التحالف مع
مصر، والتقرب من محور الدول المعادي لإيران، وأهمها السعودية".
ونبه أنه "كان
يفترض أن يحدث المحور الإسرائيلي – السعودي تغييرا في النظام الدولي في المنطقة،
فيما يتعلق بمواجهة إيران، والتطبيع اقتصاديا على الأقل، مع الدول"، لافتا أن
"ابن سلمان ترك انطباعا رائعا لدى الإسرائيليين واليهود الذين التقوا معه".
واعتبر الموقع، أن
"جزءا من هذا الانطباع كان مبررا وجزءا آخر متعلق بالرومانتيكا المبالغ بها
التي تبديها إسرائيل لزعيم عربي يوافق على الالتقاء معها"، منبها أن
"ابن سلمان صرح بتصريحات معينة في وسائل الإعلام السعودية متشابهة، ولكن الناس
سمعوا ما أرادوا سماعه، وهذا خلافا لما هو متبع في التقاليد الإقليمية التي يتم
فيها الاتفاق مع إسرائيل سرا وفي المقابل، يتم تشهيرها علنا".
ووفق ما سبق،
"فكل ما يبدو جيدا أكثر من أن يكون واقعيا، ويبدو الآن أن ابن سلمان لن
يفرض بعد "صفقة القرن" الخاصة بترامب على الفلسطينيين، كما أن قلة
الموهبة السعودية التي تتجسد في تنفيذ العملية المتهاونة لإخفاء خاشقجي، تعني أن
إسرائيل، في الواقع، ستبقى وحدها في المعركة ضد الإيرانيين".
وأكد الموقع
الإسرائيلي، أن "التصريح العلني لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي أطلقه
في الكنيست بشأن التقارب مع الدول العربية، سيؤجل حتى يفلح ابن سلمان في تثبيت
عرشه".