هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكد عضو المكتب السياسي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الدكتور صلاح البردويل، أن الساحة الفلسطينية تعيش هذه الأيام إجماعا غير مسبوق لا يخالفه إلا الرئيس محمود عباس.
وأوضح البردويل في حديث مع "عربي21"، أن "الفلسطينيين بمختلف اتجاهاتهم يتفقون على ضرورة إعادة بناء منظمة التحرير كما تم التوافق على ذلك عامي 2005 و2011، وعلى مجلس وطني توحيدي، وعلى حكومة وحدة وطنية تدير الضفة القطاع، وعلى دعم مسيرة الاشتباك مع العدو على أطراف غزة".
إجماع نادر
وأضاف: "هذا إجماع نادر في التاريخ الفلسطيني جمع كل العائلات الفكرية والسياسية الفلسطينية ولم يغب عنه إلا الرئيس محمود عباس".
وأكد البردويل أن "حماس متمسكة بالمصالحة ومعنية بإنجاح جهود المصالحة ورأب الصدغ وتوحيد الصف لمواجهة الاحتلال"، مشيرا إلى أن "خيار الاشتباك الشعبي مع العدو ستظل هي الخيار الأنسب"، لكنه شدّد على أنه "في حال اختار الاحتلال الصهيوني الاعتداء على الشعب الفلسطيني فإن هذا الأخير سيدافع عن نفسه".
وأشار القيادي في "حماس"، إلى أن "الاحتلال مستمر في العدوان على الشعب الفلسطيني ويترك جروحا بليغة باستخدامه أسلحة محرمة دوليا".
وقال: "لدينا حوالي 120 حالة بتر في الأقدام والأيدي، وهناك حالات قلع للعيون، وحوالي 6 آلاف إعاقة منها شلل كامل وآخر نصفي، وهي جرائم يحاول الاحتلال الضغط بها علينا لإخماد صوت المقاومة والرفض لمشاريع تصفية قضيتنا".
ودعا البردويل "العرب والمسلمين وأحرار العالم إلى إسناد الشعب الفلسطيني ليس فقط بالدعم الشعبي والمادي والسياسي، والضغط على الاحتلال لوقف جرائمه على الأرض، وإنما أيضا بالضغط على الرئيس محمود عباس لوقف عقوباته بحق غزة، والسماح بإدخال الدواء إلى القطاع لعلاج الجرحى والمرضى، وأيضا السماح بإخراج المرضى للعلاج في الخارج".
وأكد البردويل أن "غزة قلعة لا تدافع عن الحق الفلسطيني فحسب، وإنما أيضا هي حصن للأمن القومي العربي في مواجهة الإحتلال الصهيوني الطامع في التمدد"، على حد تعبيره.
وكانت سبعة فصائل فلسطينية قد دعت أواخر أيلول / سبتمبر الماضي إلى الإتفاق على برنامج إنقاذ وطني يقوم على أساس إعادة الإعتبار للمؤسسات الفلسطينية وعلى رأسها منظمة التحرير وحكومة وحدة وطنية والمجلس التشريعي والقضاء والأمن وتعزيز مبدأ الشراكة الوطنية والديمقراطية والعمل الوطني المشترك.
وشددت الفصائل خلال بيان صحفي على ضرورة تعزيز صمود الشعب الفلسطيني في كل مكان، في غزة برفع الحصار والعقوبات المفروضة عليه فوراً، وفي الضفة بإطلاق يد المقاومة ودعمها معنوياً ومادياً، وفي المخيمات بالدعم المالي وحل مشاكل المخيمات مع المحيط.
ووقّعت على البيان كل من: الجبهتين الديمقراطية والشعبية والجبهة الشعبية ـ القيادة العامة، وطلائع حرب التحرير الشعبية ومنظمة الصاعقة وحركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي.
وأصيب 130 فلسطينيا، مساء أمس الجمعة، برصاص الجيش الإسرائيلي، خلال مشاركتهم في مسيرات "العودة" على الحدود الشرقية لقطاع غزة.
ومنذ نهاية مارس/ آذار الماضي، ينظم آلاف الفلسطينيين مسيرات عند حدود قطاع غزة، للمطالبة بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى قراهم ومدنهم التي هجروا منها عام 1948، ورفع الحصار عن قطاع غزة.
ويقمع الجيش الإسرائيلي تلك المسيرات السلمية بعنف، ما أسفر عن استشهاد عشرات الفلسطينيين وإصابة الآلاف بجروح مختلفة.