هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعلن ما يسمى "المجلس الانتقالي" في جنوب اليمن، الذي تشكل بدعم من دولة الإمارات، تراجعه عن فعالية جماهيرية دعا لها في وقت سابق للسيطرة على مؤسسات الدولة في مدينة عدن والمدن المحيطة بها.
وقال المجلس في بيان نشره، موقعه الرسمي، إن رئاسة المجلس أقرت عدم تنظيم فعالية مركزية في 14 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، نظرا للأوضاع المعيشية والإنسانية الصعبة التي يشهدها الجنوب ويعانيها أبناؤه، في كل المحافظات، نتيجة الانهيار الاقتصادي الكبير وانهيار العملة المحلية وغيرها من صور الانهيار الناتجة عن الفساد الحكومي والسياسات الاقتصادية الكارثية.
وأضاف المجلس الجنوبي ـ يرفع شعار الانفصال عن الشمال- أن رئاسته أقرت أيضا، تسخير أي إمكانيات متوفرة للقيام بأنشطة إغاثية وانسانية لدعم آلاف الأسر المحتاجة، بدلا من إقامة الفعالية.
وجاء هذا الإعلان، في أعقاب دعوة المجلس اتباعه للسيطرة على مؤسسات الدولة الإيرادية، وطرد المسؤولين الحكوميين منها.
اقرأ أيضا: تمركز لانفصالين تدعمهم الإمارات قرب قصر هادي بعدن (شاهد)
وكان المجلس المدعوم من أبوظبي، قد بدأ في الأيام القليلة الماضية، بحشد قواته وآلياته ونشرها في عدد من المواقع وشوارع مدينة عدن، في سياق تصعيده ضد الحكومة الشرعية.
إلا أن معلومات متداولة تفيد بأن "السعودية تدخلت لاحتواء الموقف"، بعدما لوح الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، بـ"إعفاء الإمارات الداعمة لتحركات هذا الكيان الانفصالي، من مشاركتها ضمن التحالف العربي". وفقا لمصدر تحدث لـ"عربي21" في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وأكد المصدر لـ"عربي21"، مفضلا عدم ذكر اسمه، أن الرئيس اليمني، لوح وبقوة "الاستغناء عن مشاركة أبوظبي في التحالف الذي تقوده السعودية بسبب سياساتها العدائية الهادفة لتقويض شرعيته وتهديد وحدة بلاده لمصلحة الانفصاليين الجنوبيين، واشتراكها مؤخرا في التصعيد الذي أعلنه المجلس الانتقالي للسيطرة على مؤسسات الدولة في المحافظات المحررة".
وأوضح المصدر ذاته أن "طلب إعفاء القوات الإماراتية من مهامها ضمن التحالف العربي، بات جاهزا".
مشيرا إلى أن عبدربه منصور هادي، هدد بتقديم هذا الطلب إلى الأمم المتحدة، باعتبار أن الوجود العسكري لحكومة أبوظبي مهدد لسيادة ووحدة البلاد.
أقرأ ايضا: مصادر لـ"عربي21": لهذا السبب رفض هادي لقاء المبعوث الأممي
وكان المجلس الجنوبي الذي تقيم قياداته في "أبوظبي"، قد دعا الأربعاء الماضي أتباعه للسيطرة على مؤسسات الدولة الإيرادية في محافظات جنوب البلاد، وطرد الحكومة منها.
وحدد المجلس وفقا لناشطين، 12و13 و14 من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، موعدا لتنفيذ خطته في السيطرة على مؤسسات الدولة بعدن، تزامنا مع حلول الذكرى السنوية لثورة 14 أكتوبر (انطلقت ضد الاستعمار البريطاني لجنوب اليمن في 1963).
فيما أعلنت وزارة الداخلية في الحكومة الشرعية، قد حملت في بيان رسمي لها قبل أكثر من أسبوع، التحالف العربي الذي تقوده الرياض، المسؤولية القانونية عن تأمين وسلامة عدن والمحافظات المحررة، باعتباره شريكا أساسيا مع الحكومة.
وتشكل "المجلس الانتقالي الجنوبي"، في أيار/ مايو 2017، عقب إقالة زعيمه الحالي، عيدروس الزبيدي من منصبه محافظا لعدن، وهو المنصب الذي تولاه في كانون الأول/ ديسمبر 2015.
ويرفع المجلس شعار "الانفصال واستعادة دولة الجنوب التي توحدت مع الشمال في 22 أيار/ مايو 1990"، ويقدم نفسه على أنه الممثل الوحيد للجنوبيين.