هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت دانة فايس، المحللة السياسية الإسرائيلية، إن "عودة التوتر من جديد على حدود غزة هي نتيجة طبيعية لما اعتبرته مثلث الصراع بين السلطة الفلسطينية وحماس وإسرائيل، بسبب تحول أبو مازن إلى عقبة أمام إنجاز أي تسوية تريح الغزيين، ويجعل حماس تخشى فعليا من نشوب أزمة إنسانية دون نجاحها بتحقيق إنجازات، وفي النهاية فإن إسرائيل تتلقى النيران، واليوم يجد زعماء هذه الأطراف أنهم قريبون من اتخاذ قرارات حاسمة".
وطرحت في تقرير مطول للقناة 13، ترجمته "عربي21"، السؤال التالي: "هل نحن على مشارف مواجهة عسكرية واسعة بعد فترة قصيرة من الهدوء الأمني الذي عم حدود القطاع، لأن الجبهة الجنوبية تأخذ بالسخونة مع مرور الوقت، دون حصول تقدم في مباحثات التهدئة، ما يثير الفضول لمعرفة المصالح القائمة لكل الأطراف في دخول الوضع لمرحلة التدهور الأمني".
وأضافت أن "الطرف الأول أبو مازن يترقب تدهورا أمنيا واسعا في غزة، ويمارس خنقه لها، ما سيؤدي بالضرورة لحدوث التصعيد العسكري، حتى أنه أغلق صنبور التنفس الذي يزود الفلسطينيين بالحياة في غزة، ولم يكتف بذلك، بل يواصل الخنق أكثر فأكثر، في ظل حالة العزلة التي يجدها من الولايات المتحدة، وما وجهته إليه من عدة ضربات قاسية، وإضعاف قوته".
وأوضحت أن "أبو مازن الذي يرى اقتراب نهاية عهده ينظر خلفه لما حققه من إنجازات، فلا يرى الكثير منها، لا مع إسرائيل في المفاوضات، ولا في الوضع الفلسطيني الداخلي، ولا على الساحة الدولية، وفي الوقت ذاته يرى حماس وإسرائيل تتحاوران من وراء ظهره، لكن الكل يعلم أنه في الوقت الذي يواصل فيه أبو مازن الضغط على غزة، فإن من سيدفع الثمن هي إسرائيل".
وأشارت إلى أن "الطرف الثاني حماس تجد نفسها في ضغط داخلي متنام؛ لأنها لم تنجح بتأمين مستقبل سكان القطاع، وترى أنها مدفوعة باتجاه مواجهة عسكرية لا تريدها، فيما يواصل أبو مازن حجب المزيد من الأموال عن غزة، ما يتسبب بقلق قادة حماس، حيث يدور الحديث عن ثمانين ألف موظف قد لا يتقاضون أموالا في الأيام القادمة".
وأكدت أنه "في الساحة السياسية لا يبدو أن حماس حققت الكثير من الإنجازات التي تكافئ معاناة الغزيين الذين يقتربون من مواجهة طاحنة، ورغم قرابة مئتي قتيل وعشرين ألف جريح منذ انطلاق مسيرات العودة في مارس الماضي، فإن حماس لم تحقق ما يمكن به أن تتحدث عنه أمام الفلسطينيين، وتخشى من قدوم فصل الشتاء دون إنجاز شيء ما، لأن الأزمة الإنسانية تتفاقم مع مرور الوقت".
فايس تناولت في تحليلها الطرف الثالث في هذه المعادلة، وهي "إسرائيل، التي تجد نفسها عالقة بين حماس والسلطة الفلسطينية، وفيما تفضل التوصل لتهدئة مع حماس، لكنها تجد نفسها مدفوعة للمعركة بقوة، ومع ذلك فإن النقاش الجاري في إسرائيل يتركز في معرفة الثمن المتوقع من الحرب، والنتيجة العائدة بعدها، وتفكر كثيرا بما ستدفعه من أثمان بشرية، خاصة العديد العديد من القتلى والجرحى".
وختمت بالقول إن "أمام إسرائيل احتمالين: إما أن تتوصل لتهدئة مع حماس، أو أن تحول غزة صومالا جديدة، وهذا وضع لا يرضيها كثيرا، رغم أنها معنية كثيرا بالتركيز على الجبهة الشمالية، ولا تريد إهدار مواردها ووقتها في الحديث عن غزة".
وأوضحت أن "هذا التوجه نحو حماس يواجه ضغوطا من الأسفل من بعض الوزراء الذي يعتبرون التهدئة مع حماس تبذيرا للوقت، ما لا يبقي أمام إسرائيل سوى خيارين: إما أن تدخل في مواجهة مع حماس، أو تذهب معها لتسوية تدفع ثمنها في الضفة الغربية، وهكذا تجد إسرائيل نفسها تقترب من مرحلة الحسم بين الخيارين".