نشر موقع "فاستنيك كافكاز" الروسي تقريرا، تحدث فيه عن استئناف التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في أيلول/ سبتمبر من السنة الجارية، الهجوم على مدينة الحديدة
اليمنية، التي يتم عبرها تزويد البلاد بالحاجيات الأساسية.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "
عربي21"، إن الجيش اليمني أعلن أن مدينة الحديدة شهدت خلال الساعات القليلة الماضية تبادل إطلاق نار بين القوات الحكومية وتشكيلات
الحوثيين، ما أسفر عن مقتل حوالي 27 شخصا.
وأضاف الموقع أن المملكة العربية السعودية تهتم في الوقت الراهن بالتخفيف تدريجيا من حدة الصراع، لا سيما في ظل تخبط البلاد في مشاكل داخلية، وإنفاقها للعديد من الموارد والمبالغ الطائلة على الصراع اليمني. لذلك، يجب على الطرفين، في هذه الحالة، البحث عن حلول للأزمة، والتوصل إلى اتفاق، وذلك بحسب ما توصل إليه الباحث بمعهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، نيكولاي سوركوف.
وأشار الموقع إلى أنه وفقا لسوركوف، هناك ثلاثة سيناريوهات محتملة لتطور الأحداث في اليمن. وبشكل عام، يعدّ السيناريو الأول الأقرب إلى الواقع، حيث يتمحور حول فشل جميع محاولات السيطرة على مدينة الحديدة. وقد يتواصل هجوم طائرات الإمارات على الحديدة لمدة ستة أشهر أخرى، ما سيؤدي إلى تفاقم الوضع وحدوث أزمة إنسانية، كانت الأمم المتحدة قد حذرت منها.
وبين الموقع أن السيناريو الثاني يتمثل في سقوط مدينة الحديدة، الأمر الذي سينجر عنه تفاقم الوضع من جهة، وخوض مفاوضات حقيقية من جهة أخرى. وقد يؤدي سقوط هذه المدينة اليمنية إلى إضعاف الحوثيين وتقديمهم لتنازلات حقيقية، ما قد يساعد على التوصل إلى بعض الحلول. وعلى الرغم من أن سقوط المدينة قد يتسبب في كارثة إنسانية في اليمن، إلا أن الأطراف الخارجية ستعمل على تقسيم البلاد.
وذكر الموقع أن السيناريو الثالث يتمثل في سقوط الحديدة وخوض حرب أخرى؛ بسبب إصرار الحوثيين والحلفاء على المقاومة حتى النهاية. ويُنذر هذا السيناريو بتفاقم الأزمة وبأحداث مخيفة، من الممكن أن ينجر عنها مقتل الآلاف من الأشخاص ووقوع كارثة إنسانية غير مسبوقة، فضلا عن تعزيز دور إيران الداعمة للحوثيين. ومن المتوقع أن يشهد العالم العربي "حرب ناقلات"، علاوة على انتشار الإرهاب في أراضي المملكة العربية السعودية. ووفقا لسوركوف، يجسد هذا السيناريو انهيار العالم العربي.
يُشير سوركوف إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار بأن اليمن لا تشهد صراعا واحدا، بل ثلاثة صراعات. وبشكل عام، يُعد الصراع الأول بمثابة صراع داخلي بين القوى السياسية الداخلية المختلفة في اليمن. أما الصراع الثاني، فيجسد المنافسة بين السعودية والإمارات. في المقابل، تعد المواجهة بين المملكة العربية السعودية وإيران داخل الأراضي اليمنية الصراع الثالث، الذي يستخدم كغطاء أيديولوجي لتحقيق المصالح.
وأفاد الموقع بأنه وفقا لسيرغي سيربروف، كبير الباحثين في مركز الدراسات العربية والإسلامية في معهد الدراسات الشرقية في الأكاديمية الروسية للعلوم، يتطور الوضع في منطقة النزاع وفقا لسيناريو الحروب الهجينة، حيث تتضارب العديد من المصالح الإقليمية والعالمية، خاصة في ظل تمتع اليمن بموقع جغرافي استراتيجي.
وفي الأثناء، قال سيرغي سيربروف إنه "من الصعب التشكيك في وجود مختصين ومستشارين في معسكر التحالف بصنعاء، على الرغم من عدم وجود أدلة دامغة. مع ذلك، كيف نفسر وجود أمريكيين وبريطانيين في مقر التحالف، فضلا عن عدد من الطائرات، بما في ذلك تلك التي فجرت الحافلات المدرسية؟"
وأورد الموقع أن تحويل الحرب إلى نموذج للتناقضات الإيرانية والسعودية يعد أمرا خطيرا للغاية. وأضاف سيربروف أن "هناك مجموعة من التناقضات داخل اليمن، ليست دينية أو إيديولوجية. وفي الأشهر الأخيرة، أصدر الكونغرس الأمريكي بيانا عن اليمن، أورد فيه أنه، بتاريخ 21 أيلول/ سبتمبر سنة 2014، استولى الحوثيون على مدينة صنعاء بالقوة، وقاموا بطرد الرئيس عبد ربه منصور هادي منها، ما أدى إلى حدوث انقلاب".
وواصل الموقع نقل تصريحات سيربروف، التي قال فيها: "بطبيعة الحال، لا يمت الخبر الذي جاء في البيان للواقع بصلة. لكن، وسائل الإعلام تناولت هذا الخبر في مناسبات عديدة. في المقابل، دخل الحوثيون في 21 أيلول/ سبتمبر سنة 2014 بطريقة سلمية إلى مدينة صنعاء، موقعين على اتفاقية سلام وشراكة مع الرئيس عبد ربه منصور هادي وجميع الأطراف التي شاركت في الحوار الوطني، بما في ذلك حزب
الإصلاح".
وبدعم من الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، وخلال الأربعة أشهر، بداية من أيلول/ سبتمبر إلى غاية كانون الأول/ ديسمبر سنة 2014، تمكن عبد ربه منصور هادي من القيام بما لم يستطع الأمريكيون القيام به، حيث حرّر كامل شمال البلاد من الجماعات الإرهابية، بما في ذلك تنظيم القاعدة.
وفي الختام، نوه الموقع بالدور الذي تلعبه الشائعات في التعميق من حدة التناقضات الإيرانية السعودية، ما يؤدي إلى تطور الصراع اليمني، وضمان استمرارية الحرب.