هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تخيّل الكاتب اليساري الإسرائيلي المتعاطف مع الفلسطينيين المعارض للصهيونية؛ جدعون ليفي، خطابا جديدا آخر لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، يقول فيه الحقيقة، وليس الأكاذيب التي قالها في خطابه، ويكررها كل عام.
وجاء مقال الكاتب الإسرائيلي بعنوان "مندوبو الأمم المتحدة المحترمون: إليكم الحقيقة"، ونشرته صحيفة "هآرتس" اليوم الأحد. أما خطاب نتنياهو المتخيّل، فكان نصّه كالآتي:
بعد الردود المملة في العالم على خطابي في الجمعية العمومية يوم الخميس، فإني قررت التوجه إلى سكرتارية الأمم المتحدة بطلب استثنائي لكي أخطب ثانية. وتعهدت بأن ألقي وللمرة الأولى في حياتي، خطابا يقول الحقيقة. أنا أشكر السكرتارية التي استجابت لطلبي.
أقف أمامكم أيها المندوبون المحترمون، كرئيس لحكومة إسرائيل. سنة وراء الأخرى، وأنا أحاول أن أصرف انتباهكم، وانتباه العالم ومواطني بلادي وأن أضللكم. كل خطاباتي تركزت دائما على موضوع واحد، وهو إيران، إيران، ثم إيران.
لقد أحضرت مساعدين، استخدمت الخدع، كشفت عن معلومات استخباراتية حقيقية ومزيفة، كل ذلك من أجل صرف انتباهكم عن الحقيقة.
العديد منكم، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، سقطوا في الفخ الذي نصبته لهم، وتحولت إيران إلى عدوة الإنسانية. اليوم أود أن أقول لكم الحقيقة: إيران أقل خطرا بكثير مما وصفت لكم. يوجد لدى إسرائيل القوة الكافية للدفاع عن نفسها في وجهها، والاتفاق الذي وُقِّع معها كان جيدا، هو أفضل من كل البدائل الأخرى. انسوا الصور المضحكة التي عرضتها أمامكم. يوجد في الحقيقة محل لتنظيف السجاد بالقرب من البوابة الحديدية في طهران، كما أخبرتكم، ولكنكم تعرفون أنه في إسرائيل يوجد منشآت أكثر خطرا من المنشأة الموجودة بالقرب من مصنع تنظيف السجاد الإيراني، ولا أحد يتحدث عنها.
أنا أقف هنا في كل عام، بهدف تخويف حتى مواطني إسرائيل، بسياساتي وسياسات من سبقني، وليس لدي أي نية كي أنتحر سياسيا من أجل حلها. لهذا فإني أصرف انتباهكم عنها.
غزة أيها المندوبون المحترمون، على حافة الانفجار. إن التجارب على بني البشر، التي تقوم بها إسرائيل منذ سنين وصلت إلى مرحلتها الحاسمة. مليونا شخص أصبحت حياتهم بدون معنى. وهم يصرخون من خلف الجدار الذي سجنّاهم خلفه. إن أحدا لا يصغي إليهم، إلا إذا قاموا بإطلاق سلاحهم الفارغ نحو إسرائيل. قريبا سوف يقومون بذلك ثانية.
إن المسؤولية عن الحرب القريبة القادمة في غزة، أيها المندوبون المحترمون، تقع كلها على عاتق اسرائيل. هي التي تسجن وهي التي تنكل، وهي التي تدفع نحو اليأس. لقد وعدت بأنني لن أكذب هذه المرة. لقد كان بإمكاننا أن نفتح غزة على العالم. لقد كان بإمكاننا أن نمكّن سكانها من العيش بحرية وازدهار، ولكننا اخترنا أن نسجنهم. هذا مريح لنا. وأنتم لا يهمكم ذلك.
هكذا نتصرف أيضا في الضفة الغربية، إننا لم نفكر في يوم من الأيام بأن ننهي الاحتلال، وحتى اليوم ليست لدي نية للقيام بذلك. افهموا هذا. كل ما أصنعه يستهدف تخليد الوضع الراهن، وجعل حياة الفلسطينيين أكثر مرارة، وبهذا فإن جزءا منهم، سوف يغادرون. إنكم تمكنونني من ذلك، وأنا شاكر لكم. إسرائيل هي دولة اليهود. دولتهم فقط. سوف نواصل ترسيخ ذلك عن طريق القوانين.
في خطابي السابق تفاخرت بالمساواة بين العرب واليهود. كالعادة أخفيت عنكم وجود أربعة ملايين شخص يعيشون تحت حكمنا، وأنه لا يوجد لهم حقوق، وأنتم تواصلون تصديق خدعة ديمقراطية إسرائيل. لقد كذبت أيضا عندما تفاخرت بأن بلادي ليست عنصرية. لم أخبركم عن الإريتريين وتفاخرت بالإثيوبيين. لماذا لا تسألوا الإثيوبيين، عن ما إذا كانوا يعيشون في دولة عنصرية؟ بهذا تعرفون الحقيقة.
لقد أخفيت عنكم كم نحن نتدخل في سوريا. ولم أقل لكم إن أمريكا موجودة في جيبنا الصغيرة، لهذا نحن نستهين كثيرا بأوروبا، ولكننا نرتجف من فلاديمير بوتين. لم أقل إنه مسموح لكم أن تكونوا "لاساميين" طالما أنكم تؤيدون الاحتلال. جرِّبونا.
أول أمس؛ أيها المندوبون المحترمون، قتل جيش الدفاع سبعة متظاهرين في غزة، من بينهم طفلان، وجرح حوالي 500 شخص، أعطوني دولة أخرى فعلت شيئا كهذا، بينما يواصل مواطنوها العيش كالمعتاد.. يسافرون للخارج ويملأون المطاعم، وموجودون في المركز الحادي عشر ضمن مقياس السعادة العالمي، وحتى إنهم يصدقون من وقاحتهم أن بلادهم هي منارة للعالم. هاتوا لي مجتمعا منغلقا ومتبجحا كهذا.
هذه هي الحقيقة أيها المندوبون المحترمون. أردت أن أقولها لكم لمرة واحدة. (انتهى الخطاب).
اقرأ أيضا: فيسك يلتقي الصحفي الإٍسرائيلي الأكثر تعاطفا مع الفلسطينيين