هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تساءلت مجلة "إيكونوميست" عن سبب خوف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، رغم أن الأمور تبدو مريحة له، ولكن ليست للسكان.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن مؤرخي المستقبل سيجدون صعوبة في تفكيك شيفرات عمل المحاكم المصرية، لافتة إلى اعتقال الأمن المصري في 15 أيلول/ سبتمبر لعلاء وجمال مبارك، نجلي الرئيس السابق حسني مبارك.
وتعلق المجلة قائلة إن "لا أحد يعرف السبب الذي دفع السلطات لاعتقالهما، فقضية التلاعب بالسوق المالية أمام المحاكم انتهت منذ عام 2012، وأفرج عنهما بكفالة لعدة سنوات".
ويلفت التقرير إلى أن بعض المحللين يرون في الاعتقالات محاولة لابتزاز المعتقلين، لأن أبناء مبارك كانا من بين الأثرياء الذين قايضوا المال مقابل الحرية، مشيرا إلى أن أخبار الاعتقال أدت إلى تراجع التعاملات في البورصة المصرية بنسبة 3.6%، وهي أكبر خسارة في يوم واحد منذ كانون الثاني/ يناير العام الماضي.
وتعلق المجلة قائلة إنه "من الصعب استنباط الحقيقة في مصر هذه الأيام، فحكومة عبد الفتاح السيسي غامضة، وهناك عدد قليل من الصحافيين لمساءلتها عما يجري، وبناء على القانون الجديد فإن وسائل التواصل الاجتماعي هي محل للتنظيم وكأنها صحف، وهي عرضة للرقابة الشديدة، واختفى مذيع تلفزيوني معروف عن الشاشة ولأسابيع دون شرح الأسباب، وانتشرت شائعات على (واتساب) تتحدث عن اعتقال 22 ضابطا هذا الشهر، وبغض النظر عن كون هذه الشائعات صحيحة أم لا، فإن ما يهم هو حقيقة انتشارها".
ويجد التقرير أنه "لا داعي لانتشارها؛ لأن الرئيس في وضع مريح، خاصة أن السيسي فاز في ولاية ثانية في آذار/ مارس بنسبة 92%، وبعد سنوات من الركود بدأ الاقتصاد في النمو، حيث ارتفع بنسبة 5.3% في عام، وهناك عاصمة جديدة تبرز في الصحراء الشرقية، واكتشفت شركات الطاقة احتياطات كبيرة للغاز الطبيعي، وبدأ السياح بالعودة، وتحسن الوضع الأمني حتى في منطقة سيناء المضطربة، ورغم حظر الدستور على السيسي الترشح لمرة ثالثة، إلا أن حلفاءه في البرلمان يريدون إلغاء المدة المحددة للرئيس، وسينجحون على الأرجح، كما يقول النائب السابق أنور السادات: (سيكون هناك الكثير من الضجيج، وبعدها لا شيء)".
وتبين المجلة أنه "بالنسبة للمواطن المصري العادي فإن كل ما يحدث كان ممكن أن يكون في كوكب مختلف، ورحب الملايين عندما سيطر السيسي على السلطة عام 2013، إلا أن كل ما عرفوه منذ ذلك الوقت هو الأسعار المرتفعة، والقمع الذي لم يخف، وكانت آخر الهزات هي ارتفاع فاتورة الكهرباء في تموز/ يوليو للمرة الثالثة من أربعة أعوام، وفي الصيف الحار ارتفعت الأسعار بنسبة 43%، ووصلت فاتورة بعض سكان القاهرة إلى ألف جنيه مصري، أي ربع رواتبهم، ويقول جامعو الفواتير إن سكان العمارات الغاضبين طردوهم منها، فيما تظهر المحلات والمطاعم في كل شهر ثم تختفي؛ لأن أصحابها لا يستطيعون دفع الأجور، وقال أحد المراقبين الأجانب الذين يعرفون الوضع: (هناك شعور باليأس لم أره من قبل)".
وينوه التقرير إلى أن "الكثير من المصريين يفضلون الاحتفاظ بشكاواهم لأنفسهم، فقد وجد دبلوماسي متقاعد، اسمه معصوم مرزوق، نفسه في السجن، عقب دعوته لاستفتاء، وكذلك عدد من المعارضين، فاعتقلت الشرطة بروفيسور في علوم الجيولوجيا كان يحضر عزاء أحد أقاربه، ورمي في السجن، وعقد ما تبقى من المعارضة مؤتمرا طالبت فيه بإطلاق سراحهم، ولا يزال مرزوق وبقية المعارضة في السجن، حيث تم تجميد حساباتهم، وفي 8 أيلول/ سبتمبر أصدرت محكمة مصرية حكما بإعدام 75 في محكمة هزلية جماعية لـ700 من الإسلاميين".
وتقول المجلة: "لا أحد يحسد السيسي على موقعه، فقد ورث فوضى، واتخذ قرارات غير شعبية، وألغى سياسات اقتصادية طبقت لعقود، لكنك لست بحاجة لأن تكون محبوبا لتدير دولة ديكتاتورية، إلا أن ما يساعد هو الحصول على دعم النخبة، فرجال الأعمال قلقون، ويثرثر بعض حلفاء السيسي في الإعلام فيما بينهم، ويقبع الجنرال السابق سامي عنان، الذي اعتقل عندما أعلن عن حملته الانتخابية، في المستشفى، وصحته متدهورة".
وتختم "إيكونوميست" تقريرها بالإشارة إلى قول دبلوماسي غربي: "لا أحد يصدق أن جنرالا عومل بهذه الطريقة.. خلق السيسي الكثير من الأعداء".
لقراءة النص الأصلي اضغط هنا