هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن ممول الحزب الجمهوري السابق إليوت برويدي، ما يزال مصرا على ملاحقة قطر، ويتهمها بأنها هي التي تقف وراء سرقة رسائل بريده الإلكتروني.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن برويدي قام هو ومحاموه بجمع قائمة من 1200 اسم، يقول إنهم كانوا أهدافا لدولة قطر، لكنها تقوم على التخمين، كما قال الملحق الإعلامي في سفارة قطر في واشنطن.
وتلفت الصحيفة إلى أن برويدي يعيش وسط فضيحة، حيث كشفت الوثائق التي أخذت من مكتب المحامي الخاص للرئيس مايكل دي كوهين، أن برويدي وافق على دفع 1.6 مليون دولار لعارضة في مجلة "بلاي بوي"، مقابل سكوتها عن علاقة جنسية بينهما، أدت بها إلى إجهاض جنين من هذه العلاقة.
ويكشف التقرير عن أن الرسائل الإلكترونية التي سرقت من حسابه، أظهرت أنه قام باستخدام علاقته مع البيت الأبيض للوبي نيابة عن حكام الإمارات، في الوقت الذي حصل فيه على عقود بملايين الدولارات، منها ما كان لصالح شركة تعهدات أمنية خاصة يملكها.
وتستدرك الصحيفة بأن برويدي لم يسكت، وقال محاميه هذا الأسبوع إنه استطاع وموكله، وبعد 80 مذكرة استدعاء، وأشهر من التحليل الشرعي، تحديد 1200 شخص آخرين، تعرضوا لعمليات القرصنة التي تعرض لها ذاتها.
وينقل التقرير عن برويدي، قوله إن قائمة الأسماء التي أعدها مع محاميه ستعزز من موقفه، وهو أن حكام قطر هم الذين استهدفوه بسبب مواقفه المعادية لهم.
وتقول الصحيفة إن العديد من الأسماء معروفة، وبينها أسماء لمسؤولين بارزين في الولايات المتحدة ومصر والسعودية والبحرين وسوريا، ومعلقين أمريكيين وهولنديين وبريطانيين معروفين بتعليقاتهم الناقدة لقطر، بالإضافة إلى اثنين من شركة علاقات عامة في واشنطن، عملا مع الإمارات العربية المتحدة.
ويلفت التقرير إلى أن "من بين الأسماء التي وردت في القائمة، أشخاص أمريكيون من أصل سوري، لا سبب يدعو قطر لاستهدافهم، بالإضافة إلى ناشطين على جانبي النزاع السوري، ومسؤول سابق في المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه)، وعدد من الممثلات في السينما الهندية (بوليوود)، وهو ما يثير الاستغراب".
وتبين الصحيفة أنه تم جمع الأسماء من خلال الدعاوى القضائية التي أقامها برويدي ضد قطر وأشخاص آخرين، قال إنهم تآمروا في الهجمات الإلكترونية ضده، مشيرة إلى أن قاضيا فيدراليا في كاليفورنيا رفض الشهر الماضي دعوى قضائية تقدم بها برويدي، استنادا للحصانة السيادية لدولة قطر.
ويستدرك التقرير بأن برويدي ومحاميه لا يزالون يزعمون أنهم حققوا إنجازات من خلال بناء قائمة عرضية من الأسماء، والزعم بأن هناك إمكانية لتقديم قراصنة تدعمهم دول.
وتجد الصحيفة أن الدعوى القضائية تكشف صورة عن الحرب الإلكترونية الدائرة بين دول الخليج، وتحول بعضها إلى عمليات تجسس قام بها قراصنة دوليون لإحراج هذه الدولة أو تلك، لافتة إلى أن اثنتين من الدعاوى القضائية في كل من إسرائيل وقبرص، كشفتا كيف استخدم حكام الإمارات شركة خدمات أمن إلكترونية إسرائيلية للتجسس على المسؤولين وحكام قطر، بمن فيهم الأمير.
وينوه التقرير إلى أن برويدي عمل قبل الفضيحة نائبا للجنة المالية في الحزب الجمهوري، وأقام علاقات واسعة مع ترامب والبيت الأبيض، مشيرا إلى أن برويدي وزوجته وعددا من المقربين له تلقوا رسائل إلكترونية، هدفها التصيد وخداع متلقيها للنقر على رابط ينقله إلى موقع زائف وطباعة كلمة العبور.
وتفيد الصحيفة بأن المواقع الزائفة عادة ما تكون على شكل مختصر مضغوط من خدمة "تايني يو آر أل"، وعادة ما تستخدم لإخفاء الحيلة، لافتة إلى أنه لهذا قام محامو برويدي بإرسال الدعوى القضائية إلى الخدمة الإلكترونية "تايني يو آر أل"، وطلبوا منها توفير الراوبط الأخرى المختصرة، التي قدمتها الخدمة للمستخدم نفسه خلال العام الماضي، وكانت النتيجة 11 ألف صفحة من الكلام "غير المفهوم/ الحلمنتيشي"، كما يقول لي ولوسكي، محامي برويدي، الذي أضاف: "لهذا فنحن نتعامل مع لاعب جدي".
وبحسب التقرير، فإن الـ11 ألف صفحة تحتوي على شيفرة حاسوب لبناء آلاف من صفحات الإنترنت الزائفة، وتصيد 1200 هدف، واحتوت شيفرة كل صفحة على عنوان الضحية المقصودة، لافتا إلى أنه رغم أنه من غير المعلوم عدد الأشخاص الذين وقعوا في المصيدة، إلا أن القراصنة ظلوا يراسلون العناوين البريدية التي لم ترد.
وتورد الصحيفة نقلا عن المحامين نيابة عن برويدي في الدعوى القضائية التي قدمها، قولهم إن القراصنة الذين سرقوا رسائله الإلكترونية أخفوا مواقعهم، وظهر ذات مرة أنهم كانوا يعملون من خلال شبكة الاتصالات القطرية، على ما يبدو، لكن قطر تقول إنها غير مسؤولة.
وينقل التقرير عن الملحق الإعلامي في سفارة قطر في واشنطن جاسم بن منصور، قوله يوم الخميس، إن تأكيدات محامي برويدي "ضعيفة وقائمة على التخمين".
وتقول الصحيفة إن القائمة التي جمعها محامو برويدي تضيف تفاصيل فيها إيحاءات للزعم، فمن الأسماء التي استهدفها القراصنة 19 مسؤولا بارزا من الإمارات العربية المتحدة، بينهم دبلوماسيون تعرضت حساباتهم الإلكترونية للقرصنة، بالإضافة إلى 15 هدفا من المسؤولين والدبلوماسيين من مصر، ومن بينهم مدير المخابرات المصرية والمدير السابق لمكتب الرئيس عبد الفتاح السيسي، الجنرال عباس كامل، مشيرة إلى أن محطات فضائية إسلامية قامت بتسريب عدد من تسجيلات كامل، بشكل قاد إلى الحديث عن عملية تجسس قامت بها دولة أجنبية متعاطفة، ربما كانت قطر.
ويذكر التقرير أن من بين الأسماء الحاخام الأمريكي شمويل بوتياك، والمعلق في بريطانيا أمجد طه ياسين، والمحلل الأمني الهولندي رونالد سادي، وكلهم ناقدون أشداء لقطر، مستدركا بأن هناك أسماء لا يبدو أنها أغضبت قطر، ومنهم عميلة "سي آي إيه" السابقة كريستين وود، التي تعمل الآن مستشارة لشركة التعهدات الأمنية "دينكورب"، التي عملت مع الإمارات، ولا يوجد ما يشير إلى أنها عملت في مشاريع جعلتها هدفا لقطر.
وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن قائمة برويدي تضم أسماء، مثل إيشوارا ديفان، وأنوشكا شارما، وميغانا راج، ونيكي غارلاني، وهو ما يشير إلى أن القراصنة كانوا من المعجبين بهؤلاء الممثلين في سينما "بوليوود"، كما يقول محامو برويدي.
لقراءة النص الأصلي اضغط هنا