هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعاد بيان أصدرته قيادات من "حزب الدعوة الإسلامية" في العراق، تسليط الضوء على الصراع بين أمين عام الحزب نوري المالكي ورئيس الهيئة السياسية فيه رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي.
وبحسب البيان الذي حمل أسماء "الشيخ الزهيري، وأبو منتظر طارق، وأبو جعفر الركابي"، فإنهم حملوا العبادي المسؤولية الأكبر في رفض الالتحام مع جناح نوري المالكي، بعد اتفاق سابق بينهما على دمج القائمتين بعد الانتخابات البرلمانية.
وقالت القيادات إن ذلك تسبب بأن يتفق "خصماء السياسة" "الفتح" برئاسة هادي العامري و"سائرون" المدعوم من مقتدى الصدر، على "أشلاء أخوة الدعوة والجهاد"، "النصر" (بقيادة حيدر العبادي) و"القانون" (بزعامة نوري المالكي).
اقرأ أيضا: مصدر لـ"عربي21": حزب الدعوة يعتزم فصل العبادي من صفوفه
من جهته، كشف مصدر سياسي عراقي، الثلاثاء، عن عزم "حزب الدعوة الإسلامية" بزعامة نوري المالكي، فصل رئيس الهيئة السياسية فيه رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي من صفوفه مع قياديين آخرين.
وقال المصدر المطلع الذي طلب عدم كشف هويته لـ"عربي21" إن "حزب الدعوة عازم على فصل القيادي فيه حيدر العبادي، إضافة إلى القياديين الآخرين علي العلاق ووليد الحلي من صفوف الحزب".
وحول هذه التطورات اكتفى المحلل السياسي إحسان الشمري المقرب من رئيس الوزراء العراقي بالقول إن "العبادي أثبت كرئيس وزراء أنه كان مستقلا بقراره الحكومي".
وأضاف رئيس مركز "التفكير السياسي" أن "العبادي كان بعيدا عن الضغوط الحزبية أو السياسية ونأى بالدولة ومؤسساتها عن أي تأثير حزبي، ولم يتموضع طائفيا في أدائه أو تحالفاته السياسية".
"تمهيد لانشقاق"
من جهته، قال المحلل السياسي هشام الهاشمي لـ"عربي21" إن "البيان يمهد للانشقاق الخامس بعد انشقاقات سابقة كان أبرزها عبد الكريم العنزي وإبراهيم الجعفري وآخرين".
وأضاف أن "حزب الدعوة بدأ يضعف في فروعه، مع صعود تيارات سياسية شيعية أخرى مثل التيار الصدري، حيث أنه يعتبر نفسه أقدم حزب وبدأ منصب رئيس الوزراء يخرج منه بتقارب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مع رئيس تحالف الفتح هادي العامري".
اقرأ أيضا: هذه الأسماء الأكثر تداولا لرئاسة الحكومة العراقية المقبلة
وبخصوص ما إذا كان بيان القيادات قد يكون مناورة لتحقيق شرط الصدر وكتل سياسية شيعية أخرى تطالب برئيس وزراء مستقل للحكومة المقبلة، قال الهاشمي: "لا أعتقد أن عامل الوقت يسعف حزب الدعوة في مناورة، أظن أنهم أمام توقيتات زمنية حرجة وليس بصالحهم مثل هكذا مناورات".
وأوضح أن "المناورات التفاوضية لمثل هذه المناصب تحتاج إلى وقت طويل والآن خرجت اللعبة من أيديهم وأصبحت بيت العامري والصدر".
وقرأ الهاشمي بيان قيادات حزب الدعوة بأنه "ربما انتقام من العبادي لأنه فوت عليهم فرصة قيادة مجلس الوزراء في الحكومة الرابعة، وأنهم يرون قيمة حزب الدعوة في السياسة وقيادة البيت السياسي الشيعي قد انحدرت بسبب ضعف العبادي وعدم امتلاكه كاريزما قيادية".
وأردف: "قد تكون هذه لجنة حزب الدعوة الانضباطية لمعاقبة العبادي، ليس لسوء، وإنما لفقدان زمان القدرة في الحصول على ولاية ثانية أو ترشيح من هو في حزب الدعوة".