دعا عضو الأمانة العامة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي الصلابي رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج ورئيس البعثة الأممية لدى
ليبيا غسان سلامة، إلى المبادرة بفتح حوار يضم كل المتنازعين والمتخاصمين على طرابلس تستضيفه وترعاه الجزائر.
وأوضح الصلابي في رسالة مفتوحة بعث بها اليوم الثلاثاء إلى السراج وسلامة، وأرسل نسخة منها لـ "
عربي21"، أن الهدف من هذا الحوار الذي ترعاه الجزائر هو حقن الدماء وتحقيق المصالحة الوطنية، على أن ينتهي باتفاق يدعم مؤسسات الدولة الأمنية والشرطية والعسكرية والخدمية وإبعاد كل العوائق التي تحول دون ذلك من الشخصيات الخارجة عن القانون لتجنيب العاصمة طرابلس القتل وسفك الدماء والخراب والدمار.
وأشار الصلابي إلى أن دعوته للحوار في الجزائر جاءت بالنظر إلى العلاقات الأخوية المتينة بين الشعيبن الشقيقين التي أثبتت عبر التاريخ والأجيال حرص كليهما على الآخر، إضافة إلى ما تملكه الجزائر من قدرة على المساهمة في إحلال الأمن والسلام بالعاصمة طرابلس وثقة لدى المنظومة الدولية وأيضا بما تحظى به من الحياد وانفتاحها على ألوان الطيف الليبي كافة".
ودعا الصلابي رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج إلى تغليب لغة العقل والمصالحة ومد يد العون عبر حوار يضم كافة الفصائل المتقاتلة والتيارات المتنازعة ترعاه الجزائر لوضع خارطة للسلام والمصالحة بين الليبيين"، على حد تعبيره.
واندلعت اشتباكات في عدة مناطق من جنوب العاصمة الليبية طرابلس، الثلاثاء، بين كتيبة آمر لواء الصمود السابق صلاح بادي، وكتيبة الأمن المركزي أبو سليم بقيادة عبد الغني الككلي.
هذا وشدد رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج، على الأهمية البالغة للجنة الترتيبات الأمنية لطرابلس الكبرى، ودورها في تأمين المواطن والممتلكات الخاصة والعامة وتعزيز وقف إطلاق النار وإرساء النظام العام وإنفاذ القانون من خلال قوات أمنية وشرطية نظامية منضبطة تعمل وفق المعايير المهنية.
وأكد السراج، خلال لقاء له اليوم الثلاثاء أعضاء اللجنة الأمنية، أن التعليمات أعطيت لكافة الوزارات والهيئات والمؤسسات العامة لدعم جهود هذه اللجنة وتوفير متطلباتها.
وأشار إلى أن الترتيبات الأمنية المنصوص عليها في اتفاق الصخيرات لا تشمل مدينة طرابلس فقط بل يتعداه إلى كافة المدن، مؤكداً في ذات الوقت بأن المجلس الرئاسي لا خلاف له مع أي مدينة أو منطقة ليبية، أو مكون اجتماعي بل الخلاف مع المعرقلين للمسار الديمقراطي والمواجهة تنحصر مع العابثين بأمن الوطن وكل من يروع المواطنين ويمس أمنهم وحياتهم.
كما شدد السراج على أهمية هذه الترتيبات الأمنية التي ستعمل على تأمين الاستحقاقات الانتخابية القادمة والتي هي وحدها تعتبر المخرج الوحيد للأزمة الراهنة والانقسام القائم.
من جانبها طالبت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق الوطني، المواطنين بضرورة الابتعاد عن أماكن الاشتباكات المسلحة التي تشهدها ضواحي مدينة طرابلس بطريق المطار.
وكانت أطراف القتال وقعت في الرابع والتاسع من أيلول/ سبتبمر الجاري اتفاقا على وقف إطلاق النار، وآليات تثبيت عدم انتهاك الهدنة وحماية المدنيين ومؤسسات الدولة، برعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.