هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "فزغلياد" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن مسارعة عدد من وسائل الإعلام للإعلان عن انطلاق عملية إدلب، في حين أن الجبهات السورية هادئة في الوقت الراهن بشكل يثير الريبة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه على عكس العديد من التوقعات خيّم الهدوء التام على جميع الجبهات السورية خلال الأيام الثلاثة الماضية؛ الأمر الذي لفت الانتباه إلى الأحداث السياسية الجارية والمكشوفة من قبل السلطات المحلية.
وأكدت الصحيفة أن وسائل الإعلام الغربية تستمر في اجترار الفرضية القائلة بأن الأسد يواصل استعداداته لشن هجوم كيميائي عل المحافظة، علما بأنه لا وجود لأي دوافع منطقية لدى الأسد للإقدام على مثل هذه الخطوة. وتتواصل النقاشات والمفاوضات والتصريحات على مستوى دولي بشأن الهجوم المحتمل على إدلب.
اقرأ أيضا: هل استبعدت روسيا الخيار العسكري في إدلب؟.. مؤشرات توضح
وذكرت الصحيفة أن كلا من فرنسا وألمانيا تعملان بنشاط على هذا الملف. وقد أكدت باريس أنها تعارض العملية العسكرية في إدلب، وذلك لا علاقة له بالأسباب الإنسانية، وإنما خشية أن يفر بعض المسلحين من إدلب نحو فرنسا. ويعد موقف باريس واضحا، إذ لم تستعمل أساليب ملتوية لحماية مصالحها. أما ألمانيا، فقد عرضت المشاركة في العمليات العسكرية في حال استخدم الأسد الأسلحة الكيميائية، بينما لا تزال برلين تنادي بإنقاذ المدنيين في إدلب من "حمام الدم".
وأفادت الصحيفة بأن رفض ألمانيا لحدوث هجوم إدلب لا ينبع من خوفها على حياة الأبرياء وإنما لقلقها من مسألة فتح الطريق نحو أوروبا. وفي الوقت نفسه، تستمر فرنسا في نشر قواتها على الأراضي السورية ذات السيادة في منطقة شرق نهر الفرات في محافظة دير الزور، حيث بدأت في إنشاء قاعدة عسكرية في محيط قرية الجرذي الشرقي، التي تبعد حوالي 20 كيلومترا عن الشمال الغربي لمدينة هجين. وستشارك فرنسا بصفة رسمية في الهجمات المفترضة ضد الأسد انطلاقا من هذه القاعدة، إلى جانب التحالف بقيادة الولايات المتحدة.
وأكدت الصحيفة أن نشاط الأكراد قد زاد خارج حدود منطقتهم "العرقية" (أي أن نشاطهم لم يعد يقتصر على المناطق التي تخضع لسيطرتهم)، مع العلم أنه لم يكن من الممكن انتشار المليشيات الكردية في المناطق العربية سابقا. ويرغب الأكراد حاليا في المشاركة في عملية إدلب، لذلك يقومون بتعبئة قسرية للعرب في منطقة الرقة والصحراء المحيطة بها، ما أدى إلى وقوع اشتباكات مع السكان المحليين. وخلال اليومين الماضيين داهم الأكراد المنطقة المحيطة بمدينة عين عيسى، الواقعة غرب الرقة، بهدف تعبئة الشباب لإرسالهم لمعسكرات التدريب.
وأوردت الصحيفة أن إدلب عاشت خلال اليومين الماضيين حالة من الهدوء التام، ولم تشهد أي نوع من الاشتباكات العسكرية، من قبيل القصف المدفعي أو الغارات الجوية ذلك أن القوات السورية لا تقوم بأي نشاط عسكري في هذه المحافظة في الوقت الراهن. وقد كان ذلك نتيجة لتكثيف المفاوضات مع مجموعات مستقلة من المقاتلين الذين أبدوا استعدادهم لإجراء المفاوضات مع دمشق.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجانب التركي يصر على نقل السلطة في إدلب إلى بقايا الجيش الحر السوري مثلما حصل شرقي الغوطة، حيث توجد قوّة مدنية لا تزال قائمة حتى بعد تسليم الجماعات المعارضة لأسلحتها الثقيلة واستجابتها للقيادة في دمشق. في الأثناء، تحاول الشرطة العسكرية الروسية مراقبة سير النظام في المناطق السورية التي تعاني من حالة فوضى أكثر من غيرها. ومن جانبها، تعتقد أنقرة أنه يجب نقل مهام التحكم الرئيسية إلى الجيش التركي على الأقل في جزء من محافظة إدلب.
وأشارت الصحيفة إلى أن مسألة بقايا المعارضة المعتدلة وتسليم الأسلحة إلى دمشق بضغط من أنقرة تمثل أحد أهم مواضيع المفاوضات بين قوات المعارضة السورية والعسكريين الروس. وقد هددت بعض أطراف المعارضة باستلام الأسلحة من الأتراك والجماعات الموالية لهم في حال تعرضوا لأي هجوم من قبل القوات الحكومية.
وذكرت الصحيفة أن الدبابات وناقلات الجنود المدرّعة التركية منتشرة في محافظة هاتاي الحدودية التركية. وفي ظل هذا الوضع، لم يبدأ الجيش السوري في تنفيذ عمليته العسكرية المرتقبة إلى حد الآن نتيجة اختلاف وجهات النظر بين الدول المشاركة والفاعلة في المنطقة.
اقرأ أيضا: صحيفة روسية: 3 سيناريوهات لمعركة إدلب.. أيها تفضل إيران؟