هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "لافنغوارديا" الإسبانية، تقريرا تحدثت فيه عن ظاهرة التنمر المدرسي التي يعاني منها عدد كبير من الأطفال.
وعلى الرغم من عدم تلاشي هذه الظاهرة خلال فصل الصيف، إلا أنها تتنامى بشكل ملحوظ بالتزامن مع العودة المدرسية.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الأولياء، وخاصة المدرسين، يلعبون دورا أساسيا ومحوريا في الكشف المبكر عن المؤشرات النفسية والجسدية التي تؤكد أن الصغير قد وقع ضحية للتنمر في المدرسة.
ووفقا لتقرير "يونيسف"، الذي نُشر خلال الأسبوع الماضي، فقد وقع نصف تلاميذ العالم الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 سنة، ضحية للعنف المسلط عليهم من أحد أو مجموعة من زملائهم في المدرسة أو محيطهم الذي يعيشون فيه.
وفي إسبانيا، بلغت نسبة الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 13 و14 سنة ووقعوا ضحية للتنمر، 16.7 في المئة.
وأوردت الصحيفة أنه وفقا لمؤسسة "مساعدة الأطفال والمرافقين المعرضين للخطر"، تبين أن المخاوف الرئيسة التي يعاني منها الأطفال والصغار الذين وقعوا ضحايا للاعتداء أو العنف أو التنمر المدرسي، تتمثل أساسا في ما يأتي:
إما الخوف من مواجهة السنة الجديدة، أو كيفية نسيان ما مروا به خلال السنوات الماضية من حالات العنف، أو كيفية التغلب على الخوف من العودة إلى حالات المضايقة، والعجز عن مواجهة حالات التنمر في المدرسة.
في هذا الصدد، أكدت الأخصائية النفسية العاملة في هذه المنظمة، ديانا دياز، أن التوعية تلعب دورا هاما في الحد من ظاهرة التنمر في المدارس، حيث إنها ساعدت في جعل الأطفال ينظرون إلى هذه الظاهرة على أنها نوع من سوء التصرف.
فضلا عن ذلك، تساهم التوعية في جعل الأطفال يدركون أن التنديد بحالات التنمر ضدهم هي الاستراتيجية الوحيدة الفاعلة القادرة على وضع حد للعنف المسلط عليهم.
اقرأ أيضا: مع العودة للمدارس.. تعرفي على الوجبة الأنسب لصحة طفلك
ونقلت الصحيفة عن الأخصائية النفسية، أن الأسباب التي تجعل الأطفال يقعون ضحية التنمر في المدارس، وفقا لما أكده ضحايا هذه الظاهرة، تتمثل في امتلاكهم لأحد العيوب الجسدية، أو أنهم ليسوا من الأشخاص المنفتحين جدا في العلاقات الاجتماعية، أو أنه ليس لديهم الأذواق ذاتها مثل غالبية زملائهم في الفصل.
من جهة أخرى، يعد ذكاء أحد التلاميذ وتفوقه على غيره من زملائه سببا آخر يجعله ضحية للعنف في المدارس.
وبينت الصحيفة أن الخبيرة تنصح بالتصدي لظاهرة التنمر في المدارس منذ اليوم الأول للتلميذ في المدرسة.
ولضمان نجاح مكافحة هذه الظاهرة، يجب الحرص على عدم التأخر في طلب المساعدة والحرص على أن يندد الضحايا المحتملون بحالات العنف المسلط عليهم منذ اللحظة الأولى، وألا يتأخروا في ذلك.
تعزيز الثقة
وأوضحت الصحيفة أن دياز تؤكد على ضرورة تعزيز الثقة في النفس لدى الأطفال ودعم مهاراتهم الاجتماعية كي يشعر الضحايا المحتملون بنوع من الأمان عند مواجهة أي نوع من حالات التنمر في المدارس.
وأكدت الخبيرة أنه يجب نقل رسالة للأطفال مفادها أن التنمر المدرسي لا يجب أن يستمر طويلا، وأنه تُوجد له حلول.
دور المعلم
وأضافت الصحيفة أن المعلم أو الأستاذ يلعب دورا بالغ الأهمية في الحد من ظاهرة التنمر في المدارس.
ويمكن للمربين تطوير استراتيجيات أو أساليب من شأنها أن تحمي الضحية والمعتدي وباقي زملائهما من ظاهرة التنمر في المدارس، خاصة أن الزملاء في الفصل لهم دور كبير في وضع حد لحالات العنف هذه.
ونقلت الصحيفة عن غييرمو كانوفاس، مدير جمعية "إيدوكا لايك"، أنه لا يجب التسامح بتاتا مع حالات التنمر في المدارس.
في هذا الإطار، يناشد المسؤول الأولياء لتصديق ما يقوله أطفالهم، وألا يبرروا حالات العنف في المدرسة بالقول إن أطفالهم لا يدافعون عن أنفسهم.
من جهة أخرى، يوصي كانوفاس الأولياء بضرورة التفطن بشكل مبكر للعلامات والمؤشرات التي تؤكد وقوع الصغار ضحية للتنمر في المدارس.
مؤشرات على التنمر
وتتراوح هذه المؤشرات بين ما هو نفسي من قبيل فقدان الشهية، والأوجاع على مستوى المعدة، أو الصعوبات في النوم، وما هو عاطفي على غرار فقدان الرغبة في التواصل مع الآخرين، وخاصة الأولياء، خوفا من سؤالهم حول حالات العنف التي تعرضوا لها في المدرسة.
كما أن هناك مؤشرات جسدية تتمثل في ظهور كدمات أو جروح على الأيدي أو غيرها من مناطق الجسم.
وفي الختام، أوردت الصحيفة أن الخبراء يؤكدون في هذه الحالة ضرورة الذهاب أولا إلى المعلم، ثم إلى إدارة المدرسة. كما أنهم شددوا على ضرورة عدم الوقوع في خطأ معالجة المشكلة عبر اللجوء إلى عائلة المتنمر.